روابط ذات العلاقة
أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة الموافق لـ 19 مايو الجاري رسالة تهنئة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس الدوري لمجلس جامعة الدول العربية، بمناسبة انعقاد القمة الـ 32 لجامعة الدول العربية في مدينة جدة بالسعودية. وقد سجلت التهنئة انطباعا إيجابيا عند العديد من الشخصيات العربية، معربين عن تقديرهم لدعم الصين الطويل الأمد والثابت للقضية العربية العادلة، ودعم الدول العربية لتوحيد وتقوية نفسها، وحل القضايا الإقليمية بشكل مستقل. كما أكدوا التزام الدول العربية والصين ببناء مجتمع مصير مشترك للعصر الجديد، وأن تعزيز التضامن والتعاون بين الجانبين سيساعد على تجديد شبابهما الوطني، وتعزيز السلام والتنمية الإقليميين، وحماية العدالة الدولية.
" تظهر رسالة التهنئة أن القادة الصينيين يواصلون دعم وإيلاء أهمية لتنمية الدول العربية". قالت هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، إن عالم اليوم مليء بعدم اليقين وعدم الاستقرار، ويجب على الدول العربية والصين تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة المخاطر والتحديات بشكل مشترك.
" الصين صديق مخلص وموثوق للدول العربية دائما وأبدا". قال ل عبد العزيز الشعباني، الخبير السعودي في الشؤون الصينية، إن الدول العربية والصين تواجهان فرصا وتحديات تاريخية متشابهة، ويجب على الجانبين المضي قدما في الصداقة التقليدية، وتعميق التعاون متبادل المنفعة، وتحقيق تنمية أكبر.
قالت نجلاء الزرعوني، باحثة أولى في مركز الإمارات العربية المتحدة للأبحاث والاستشارات، إنه منذ فترة طويلة والصين تدعم بقوة وحدة العالم العربي وتحسينه الذاتي، وملتزمة بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط. والدول العربية تعتبر الصين صديقا وشريكا جيدا.
قال كايل ديبات، الأستاذ بكلية العلاقات الدولية بجامعة قطر، إن التعاون العربي الصيني في إطار البناء المشترك لـ " الحزام والطريق" أصبح أكثر صلابة في مختلف المجالات. وفي عام 2021، بلغ حجم التجارة بين الدول العربية والصين إلى حوالي 330 مليار دولار أمريكي.
"الصين شريك تعاوني مهم للدول العربية." قال عجلان العجلان، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية السعودية ورئيس الغرفة التجارية بالرياض، إن الصين دولة رئيسية لها تأثير مهم في العالم، كما أن المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع الدول تطورًا اقتصاديًا في الشرق الأوسط، ويتطلع الجانبان إلى مواصلة تعزيز التعاون الاستراتيجي وتعزيز التنمية المشتركة.
قال محمد الصادق، الباحث في المركز السعودي للبحوث والتواصل المعرفي، إن المبادرات التي طرحتها الصين في السنوات الأخيرة، بينها مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارية العالمية ضخت طاقة إيجابية في الاستقرار والتنمية على الصعيدين العالمي والإقليمي.
قالت رحاب محمود، مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة في مصر، إن التبادلات بين الدول العربية والصين في الوقت الحالي تقترب أكثر فأكثر، وأن المزيد من الشباب في الدول العربية يتعلمون اللغة الصينية، وأن التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات أضافت حيوية جديدة للعلاقات الودية بين الدول العربية والصين.
وفي ديسمبر من العام الماضي، عقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح في الرياض، واتفق قادة الصين والدول العربية على بذل كل جهد لبناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. وتعتقد هيفاء أبو غزالة، أن اقتراح الرئيس شي جين بينغ مبادرة بناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد يشير إلى اتجاه تنمية العلاقات العربية الصينية.
قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، إن الدول العربية والصين اتفقتا على بذل كل جهد لبناء مجتمع عربي ـ صيني ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، وهو ما يعد علامة فارقة في تاريخ تطوير العلاقات العربية ـ الصينية. وإن التنمية المشتركة، والتنمية التعاونية، والدعم المتبادل للتنمية بين الدول العربية والصين ستجلب فرص التنمية وآمالها لمزيد من الدول العربية مستقبلا.
وقالت كايل ديبات، إن الدول العربية والصين تعملان معا لتعزيز تنفيذ "ثمانية إجراءات مشتركة رئيسية" تغطي مجالات مثل دعم التنمية، والأمن الغذائي والصحة والابتكار الأخضر، وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتنمية الشباب والأمن والاستقرار، وقد قدمت هذه الأخيرة نقطة انطلاق لبناء مجتمع مصير مشترك بين الجانبين.