نيروبي 16 مايو 2023 (شينخوا) تفتخر بوروندي، الدولة الواقعة في شرق إفريقيا والتي تعرف باسم "قلب إفريقيا"، بظروف مواتية لإنتاج الأرز بفضل مناخها الاستوائي مع هطول أمطار غزيرة، لكن البورونديين يعانون منذ فترة طويلة من نقص الغذاء لقلة محصول الأرز.
وللمساعدة في مواجهة التحدي الزراعي في البلاد، أرسلت الصين خمس دفعات من كبار الخبراء في إطار برامج التعاون التقني الثنائي منذ أغسطس 2009. ولإجراء البحوث والتجارب، أجرى الخبراء الصينيون رحلات ميدانية في جميع المقاطعات الـ15 التي تزرع الأرز في بوروندي، ونجحوا في اختيار وإدخال ثمانية أصناف من بذور الأرز مناسبة للطقس والبيئة على الصعيد المحلي.
وبفضل جهودهم، أصبح ضعف الغلة أو التهديد بفشل المحاصيل بشكل كامل بسبب آفة الأرز في المناطق الجبلية، شيئا من الماضي.
وعلاوة على ذلك، فإن الصين، باعتبارها دولة رائدة في صناعة الابتكار الرقمي، تقدم أيضا الدعم الفني لتطوير الاقتصاد الرقمي في إفريقيا من حيث التجارة الإلكترونية والبنية التحتية الرقمية وتطبيقات الهاتف المحمول والدفع بواسطة الهاتف المحمول، ما يساعد القارة في إطلاق العنان لإمكاناتها الكبيرة في الزراعة والوصول إلى سوق عالمي أوسع.
ومن خلال منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، وجدت القهوة من إثيوبيا وصلصة الفلفل الحار من رواندا والشاي الأسود من كينيا والشوكولاتة من غانا وجوز الكاجو من تنزانيا، طريقها إلى المستهلكين الصينيين. كما تمكنت منصات التجارة الإلكترونية الصينية، مثل "كيليمال" و"علي بابا" و"كيكو"، من الوصول إلى السوق الإفريقية.
ولتسهيل تدفق المزيد من السلع عالية الجودة من إفريقيا إلى الصين، سيتم تنظيم كرنفال تسوق عبر البث المباشر في المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي الثالث في يونيو في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين، بشأن موضوع "تنمية مشتركة من أجل مصير مشترك".
وفي فبراير، تم الكشف عن قاعدة خدمات الرقمنة الاقتصادية والتجارية بين الصين وإفريقيا في تشانغشا، بهدف بناء قدرات رقمية ومعلوماتية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. وفي الوقت نفسه، ستساعد أيضا الدول الإفريقية في بناء أنظمة دفع أكثر شمولا وكفاءة.
وبفضل التوسع الحضري السريع والعائد الديموغرافي الهائل، تتمتع إفريقيا بآفاق سوقية واسعة للاقتصاد الرقمي.
وفي الوقت الذي عطلت فيه جائحة كوفيد-19 بشدة أنشطة التجارة والاستثمار التقليدية، إلا أنها سهلت نمو الاقتصاد الرقمي، إذ أنه من الأهمية بمكان لإفريقيا الاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز الروابط العالمية.
لقد مكنت التكنولوجيا الصينية، الدول الإفريقية من تعزيز مكافحة الفقر وأسهمت بشكل كبير في التنمية. وقال كافينس أدير، باحث العلاقات الدولية في كينيا، إن استخدام الصين للتكنولوجيا للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر المستهدف، مصدر إلهام للدول النامية.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب تنمية المواهب دورا مهما في التنمية الاقتصادية. وتحقيقا لهذه الغاية، تساعد الصين في بناء التعليم المهني في إفريقيا في محاولة لتحسين بناء القدرات هناك.
وساعدت الصين في إقامة ورشة لوبان، التي عززت بشكل فعال قدرة الدول الإفريقية على التنمية المستقلة ولعبت دورا مهما في تعزيز الاستقرار الاجتماعي.