غزة / رام الله 15 مايو 2023 (شينخوا) أحيا الفلسطينيون اليوم (الاثنين) الذكرى الـ 75 "للنكبة" وسط تأكيدهم على التمسك بحق عودة اللاجئين الذين هجروا من أراضيهم عام 1948.
وشارك الآلاف في مظاهرات وفعاليات أقيمت في قطاع غزة والضفة الغربية، بدعوة من دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات أهلية.
ففي غزة، تجمع عشرات الفلسطينيين في تظاهرة جابت شوارع المدينة رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على حق العودة، وصولا إلى مقر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام (الأونسكو) غرب المدينة.
وأكد القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عماد الأغا في كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة ويصر على تحقيقه وينتظر صحوة الضمير العالمي لحل قضيته التي باتت أقدم وأكبر قضية عرفها العالم والأمم المتحدة".
وقام وفد من القوى الوطنية والإسلامية عقب التظاهرة بتسليم ممثل أممي في غزة مذكرة تضمنت تأكيدا على أن "حق العودة ثابت تاريخي وقانوني مقدس لا يسقط بالتقادم أو بالاحتلال كما هو حق فردي وجماعي مكفول بموجب القانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية".
وفي السياق قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان بالمناسبة إن "لا شرعية ولا سيادة للاحتلال الإسرائيلي على أرضنا ودرة تاجها القدس والمسجد الأقصى"، معتبرا أن إسرائيل "لن تفلح في طمس معالمهما وتهويدهما سيمضى شعبنا مدافعا عنهما بالمقاومة الشاملة".
وذكر البيان أن الذكرى الخامسة والسبعين "للنكبة الأليمة تأتي في أعقاب جولة من جولات الصراع خاضها شعبنا الفلسطيني موحدا مع مقاومته في غزة التي أثبت فيها أنه قادر على الدفاع عن حقوقه الوطنية، وتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه".
ويأتي إحياء الذكرى الـ 75 للنكبة في غزة بعد يوم من دخول اتفاق وقف إطلاق نار بواسطة مصرية بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة أنهى مواجهة دامية استمرت 5 أيام.
وأدت المواجهة لمقتل 33 فلسطينيا من بينهم 6 قادة بارزين من سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، مقابل شخصين في قصف صاروخي أحدهما إسرائيلي وآخر فلسطيني من غزة يعمل في إسرائيل، وفقا لإحصائيات فلسطينية وإسرائيلية.
وفي الضفة الغربية نظم وسط مدينة رام الله تظاهرة مركزية انطلقت من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات وصولا إلى دوار "المنارة" وسط المدينة، تحت عنوان "النكبة جريمة مستمرة .. ولابد عن العودة" تخللها صفارات الحداد وصمت لمدة 75 ثانية، عدد أعوام النكبة.
ورفع المشاركون في التظاهرة التي تقدمها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والفصائل الفلسطينية الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ومفاتيح خشبية.
كما رفع عدد من الأطفال وكبار السن الذين ارتدوا أزياء فلسطينية تراثية وقديمة ووضعوا الكوفية لافتات كتبت باللغتين العربية والإنجليزية "كفى 75 عاما من الظلم للشعب الفلسطيني" و "حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وقال اشتية في كلمة بالمناسبة إن "النكبة جريمة ممتدة على مدار 75 عاما ولا يزال شعبنا يدفع من دمه ولحمه الحي فاتورة العدوان ونحن مستمرون في النضال لاسترداد حقوقه، ولإفشال المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي".
وأضاف أنه في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة "لا نزال نؤمن ونناضل من أجل حق العودة باعتباره حق أصيل للشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض"، داعيا إلى صحوة الضمير العالمي والبدء برفع الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني.
ودعا اشتية الدول والحكومات والهيئات والمحاكم الدولية إلى وقف استثناء "إسرائيل" من نفاذ القانون الدولي والإنساني، مطالبا بإخضاعها "للمساءلة والمحاسبة على الجرائم ضد الإنسانية التي تواصل ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني للعقد الثامن على التوالي".
بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها أحمد أبو هولي إن الشعب الفلسطيني يثبت بعد "75 عاما من النكبة أن كافة المؤامرات والحروب والحصار لن تثنيه عن التمسك بحقوقه وحق العودة المقدس".
واعتبر أبو هولي في كلمة أن "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق لا يسقط بالتقادم"، مشيرا إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مؤسسة وجدت بعد أن عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قرار 194 الخاص بحق العودة.
ومن المقرر أن تحيي الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك في وقت لاحق اليوم الذكرى الـ 75 للنكبة في مرة هي الأولى من نوعها بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيلقي خطابا خلال تلك الفعالية الرسمية.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إحياء ذكرى النكبة في كل عام يأتي من أجل مطالبة دول العالم والمؤسسات والهيئات الدولية المختلفة بتصويب الأمر وإنهاء "الجريمة التي حلت بالشعب الفلسطيني ليعود إلى أرضه ودياره التي هجر منها".
ويحيي الفلسطينيون في 15 من مايو كل عام ذكرى "النكبة" التي جرت عام 1948 حيث طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي 957 ألف فلسطيني، أي ما نسبته 66 في المائة من إجمالي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في (فلسطين التاريخية).
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية عام 2020، 6.4 مليون لاجئ ، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مشيرا إلى أن 28.4 % من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا للأونروا تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 في سوريا و12 في لبنان و19 في الضفة و8 في غزة.
وأفاد التقرير الذي صدر بمناسبة الذكرى بأن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بالإشارة إلى وجود لاجئين غير مسجلين، مضيفا أن العدد لا يشمل من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتى عشية حرب 1967.
وبلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2021 حوالي 14.3 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو عشر مرات منذ أحداث نكبة 1948، بحسب التقرير.