بكين 14 مايو 2023 (شينخوا) تتواصل أعمال التنمية المنسقة في بكين والمناطق المجاورة حالياً على قدم وساق، حيث نمت لتصبح قوة دافعة جديدة لتنمية الصين، وذلك بعد تسع سنوات من إطلاق البلاد استراتيجية رئيسية لبناء مجموعة المدن الإقليمية بين بكين وتيانجين وخبي.
ووفقاً لتقرير صادر عن مديرية الإحصاء لبلدية بكين في 20 فبراير الماضي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة بكين - تيانجين - خبي 10 تريليونات يوان (حوالي 1.44 تريليون دولار أمريكي) في عام 2022، أي 1.8 ضعف مستوى عام 2013 بالأسعار الحالية.
لم يساعد التخطيط الصناعي الأكثر منطقية وتوزيع الموارد الأكثر توازناً والتنمية المدفوعة بالابتكار بكين، العاصمة الصينية المزدحمة، على تحقيق نمو صحي فحسب، بل جلب أيضاً فوائد إلى كل من تيانجين وخبي.
- تحسين توزيع الصناعة
في المنطقة الاقتصادية بمطار بكين داشينغ الدولي، تقوم دو تشيو جيوي، الموظفة في شركة بكين إيجلستيم المحدودة للعلاجات الطبية، بعملها اليومي في المختبر - حيث تجري فحصاً دقيقاً للمواد الخام للخلايا الجذعية.
وباعتبارها من أهالي محافظة قوآن بمقاطعة خبي، استقالت دو من وظيفتها في مسقط رأسها قبل عام، واختارت أن تتبنى فرصة جديدة في المنطقة الاقتصادية، لأن "هذا يوفر راتباً أفضل ويساهم في التطور الوظيفي".
لم تكن قلقة من مسافة التنقل. فعادة ما تذهب إلى الشركة على دراجة نارية مستغرقة 40 دقيقة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خط عبور بالسكك الحديد قيد الإنشاء حالياً بالقرب من منزلها، ما سيجعل التنقل أكثر ملاءمة في المستقبل.
يقع مطار بكين داشينغ الدولي عند تقاطع حي داشينغ في بكين ومدينة لانغفانغ في مقاطعة خبي. وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة الاقتصادية للمطار 150 كيلومتراً مربعاً، وتطور صناعات تتراوح ما بين الرعاية الطبية الدولية، وخدمات ضمان ودعم المطارات، إلى مساحات المؤتمرات والمعارض الدولية، والمستودعات الجمركية الشاملة، بالإضافة إلى لوجستيات الطيران.
ونظرا لمزايا الموقع الفريدة ودعم السياسة الغني، استقرت المزيد من الشركات عالية التقنية مثل شركة بكين إيجلستيم هناك، بينما انجذبتالعديد من المواهب من مقاطعة وبلدية تيانجين إلى هناك نظراً لما توفره المنطقة من وظائف متفوقة.
وفي هذا السياق؛ قال تشو تيان شو، نائب مدير لجنة إدارة المنطقة الاقتصادية: "تتمتع بكين بقدرات قوية في مجال البحث والتطوير، في حين أن تكاليف الأراضي والعمالة في خبي منخفضة نسبيا. إن الشركات هناك معجبة للغاية بالمزايا التكميلية لهاتين المنطقتين، والتي يمكن أن تتحد لتشكيل مزايا تنمية منسقة."
ووفقا لبيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطني للإحصاء، استثمرت منطقة بكين - تيانجين - خبي في عام 2021، 394.91 مليار يوان في البحث والتطوير، أي 2.1 ضعف الرقم المسجل في عام 2013، ما يمثل 14.1 في المائة من الإجمالي الوطني.
وتتكرر القصة نفسها في منطقة شيونغآن الجديدة بمقاطعة خبي، حيث تقع المنطقة على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غربي بكين، وهي مصممة لتكون وجهة الاستقبال الرئيسية للوظائف التي كانت موجودة في بكين في السابق، لكنها ليست أساسية لدور المدينة باعتبارها عاصمة البلاد.
واستقبلت مقاطعة خبي حوالي 44 ألف شركة تم نقلها من بكين وتيانجين، وفقا للجنة التنمية والإصلاح المحلية. وتخطط مقاطعة خبي خلال العام الجاري لاستيعاب 30 شركة فرعية من الدرجتين الثانية والثالثة للشركات المركزية المملوكة للدولة في بكين، والتي من المقرر أن تستقر في منطقة شيونغآن.
- الخدمات العامة المشتركة
لا تعزز التنمية المنسقة النمو الاقتصادي فحسب، بل تُحسن أيضا حياة الناس في المنطقة.
بدأ مستشفى بكين للأطفال أعماله في عام 2015 في مساعدة مستشفى الأطفال في مدينة باودينغ بمقاطعة خبي، موفراً عاملين طبيين محترفين ودعماً فنياً.
وعلى مدار السنوات الثماني الماضية، خدم أكثر من 8000 خبير طبي من بكين في مستشفى باودينغ للأطفال، حيث أجروا عمليات فيه ونقلوا خبرتهم، وقاموا أخيرا بتنمية عدد كبير من المهنيين الطبيين المحليين والأقسام الطبية رفيعة المستوى في باودينغ.
من جانبه؛ قال تيان جيان، مدير مستشفى باودينغ للأطفال: "مستشفانا قادر الآن على إجراء عمليات كبيرة. يمكن للمرضى المحليين الاستفادة من موارد بكين الطبية عالية الجودة والخدمات الطبية من بكين على أعتاب منازلهم" مضيفاً أن المستشفى لم يستقبل سوى حوالي 250 ألف مريضا سنويا في عام 2015، ولكن قادر حالياً على استقبال أكثر من 600 ألف مريض سنويا.
وبالإضافة إلى هذا التوزيع الرشيد للموارد الطبية، تم إنشاء 22 تحالفا لتطوير الجامعات في المنطقة بهدف تحقيق التوازن بين الموارد التعليمية وتوفير فرص عادلة للطلاب.
يعد تطوير النقل أساس التنمية المنسقة لمنطقة بكين - تيانجين - خبي، حيث تم تشكيل "دائرة مرور مدتها ساعة واحدة" بين بلديتي بكين وتيانجين ومدن مقاطعة خبي، ما يُسهّل بشكل كبير عمل وحياة السكان في الأماكن الثلاثة.
كما تتمتع المنطقة بجودة هواء أفضل ومزيج طاقة أكثر استدامة. ففي عام 2021، انخفض متوسط كثافة الجسيمات العالقة في الهواء "بي إم 2.5" التي تسبب الضباب الدخاني بنسبة 15.6 في المائة على أساس سنوي. وشكلت الطاقة المتجددة نسبة 8.8 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في المنطقة، بزيادة 1.9 نقطة مئوية عن عام 2020، وفقاً لبيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء.