بكين 12 مايو 2023 (شينخوا) حصل لؤي عادل محمد، من جامعة القاهرة، على الجائزة الكبرى في الدورة الـ22 لمسابقة "الجسر الصيني" لطلاب الجامعات المصريين التي اختتمت مؤخرا في جامعة قناة السويس المصرية. وتحدث لؤي عن تجربته في تعلم اللغة الصينية قائلا: "إنه شرف كبير أن أفوز اليوم بالجائزة الكبرى لهذه المسابقة، والآن أصبح بمقدوري أن أتنافس في الصين وأظهر حبي للثقافة الصينية".
وبعد طرح مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، يتزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية بين الشعوب في الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق". وتعد مسابقات "الجسر الصيني" مثالا حيا على ذلك. وقد أصبحت المسابقات المقامة في أنحاء العالم قناة حقيقية للتواصل بين الصينيين والشعوب الأخرى لتعميق التبادلات اللغوية والثقافية والحضارية.
وتحظى اللغة الصينية بإقبال كبير على تعلمها في الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" تماشيا مع التعاون المستدام الذي يزداد عمقا في إطار المبادرة. وبحسب بيانات رسمية، فإنه حتى نهاية عام 2021، أصبح هناك أكثر من 180 دولة ومنطقة في أنحاء العالم تقوم بتعليم اللغة الصينية، وأدرجت 76 دولة تعليم اللغة الصينية ضمن نظم التعليم الوطني لها، وقد تجاوز عدد دارسي اللغة الصينية في العالم 25 مليون نسمة ليبلغ عدد الذين يدرسون ويستخدمون اللغة الصينية قرابة 200 مليون نسمة.
وفي الشرق الأوسط، فإنه حتى أكتوبر عام 2022، قد أدرجت أربع دول عربية، وهى الإمارات والسعودية ومصر وتونس، تعليم اللغة الصينية ضمن نظام التعليم الوطني لها، وأطلقت 15 دولة عربية أقسام اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد، علاوة على إنشاء 20 معهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس في 13 دولة عربية.
إن الشعبية العالية لتعلم اللغة الصينية تعرض للشباب العرب الصين كدولة عريقة وحديثة تتميز بالتنوع، فيفهمون الثقافة الصينية ويتحدثون للآخرين عنها وينشرونها وذلك بطرق متنوعة ومبتكرة. منهم الفتاة المغربية دينا العثماني التي بثت فيديوهات لها وهي تغني أغانٍ صينية في شوارع المغرب، لتحوز هذه الفيديوهات على إعجاب مستخدمي الإنترنت الصينيين والأجانب وتحقق أكثر من 100 مليون مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي الإمارات، شمل مشروع "100 مدرسة لتعليم اللغة الصينية" 158 مدرسة ابتدائية وثانوية و54 ألف طالب في أنحاء البلاد وحقق تطورا ملحوظا من حيث العدد والنوعية بعد إطلاقه، ليصبح معلما لامعا في التعاون التعليمي والثقافي بين الصين والإمارات وحتى الدول الواقعة على طول "الحزام الطريق".
في الوقت نفسه، يرغب الشعب المحلي خاصة الشباب بالقارة الأفريقية في تعلم اللغة الصينية ومعرفة الثقافة الصينية، لاسيما في ظل تصاعد الطلب على الأكفاء المتقنين للغة الصينية مع تطور التعاون الثنائي بين الصين والدول الأفريقية في السنوات الأخيرة .
ذكر معهد كونفوشيوس الذي أقامته جامعة داكار السنغالية وجامعة لياونينغ في شمال شرقي الصين بشكل مشترك عام 2012، أنه قد قام بتهيئة أكثر من 7000 طالب من متعلمي اللغة الصينية. وقد أطلقت جامعة داكار تخصص اللغة الصينية لتدريب مزيد من الأكفاء المحليين لخدمة التعاون الثنائي.
وبحسب السفارة الصينية لدى زيمبابوي، فلقد شارك أكثر من 16 ألف طالب في مناهج اللغة الصينية والثقافة الصينية في معهد كونفوشيوس الذي أنشئ بالتعاون بين جامعة زيمبابوي وجامعة رنمين الصينية في عام 2007. علاوة على ذلك، قد أقام المعهد فعاليات ثقافية متنوعة ليشمل إجمالي أكثر من 200 ألف مشارك فيها.
في هذا الصدد، أشار الخبراء إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تمنح مصالح حقيقية للشعب المحلي في الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" بناء على أساس المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة، مؤكدين على أهمية التشجيع على تقديم خدمات تعليم اللغة الصينية الشاملة للطلبة الوافدين من الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" إلى الصين، وإكمال نظام تهيئة المعلمين المحليين لتعليم اللغة الصينية في هذه الدول وغيرها من الخدمات التي تصب في مصلحة التعاون الثنائي والمشترك.