روابط ذات العلاقة
8 مايو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصدرت جامعة الدول العربية بيانا يوم 7 مايو الجاري، ذكرت فيه إن جامعة الدول العربية قررت في اجتماع خاص على مستوى وزراء الخارجية عقد في القاهرة ذلك اليوم، الموافقة على إعادة سوريا لعضوية جامعة الدول العربية. كما اتفق الاجتماع على تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية لـ" مواصلة الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية ". وعلّقت لوكالة بلومبرغ، أن القرار تجاهل التحذيرات الأمريكية وأنهى أكثر من عقد من العزلة الإقليمية لنظام الأسد.
واصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا ذكرت فيه ان ذلك يصب في مصلحة كل الدول العربية ويؤدي الى تحقيق الامن والاستقرار والازدهار للشعوب العربية.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن قرار عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية لا يعني استئناف العلاقات بين الدول العربية وسوريا لأن الأمر متروك لكل دولة لتقرير ذلك وفق رؤيتها.
قال المحلل السياسي السوري يوسف، إن العودة إلى جامعة الدول العربية ستساعد على تقوية الصوت الدبلوماسي السوري، وبناء توافق حول الحلول السياسية للأزمة السورية، ولعب دور فعال في إعادة بناء الاقتصاد السوري.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن بعض أعضاء التحالف المؤثرين ما زالوا يعارضون عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، حيث لم ترسل وزرائها الخارجية لحضور الاجتماع الطارئ في 7 مايو الجاري، كما يرى البعض أنه من السابق لأوانه تطبيع العلاقات بشكل كامل قبل أن توافق سوريا على أي مقترح السلام.
"هذه مجرد بداية لعملية طويلة وصعبة للغاية." قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة مع شبكة CNN في وقت سابق، إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ستكون "رمزية" وأن "الجميع" في الجامعة يؤيدون إنهاء الأزمة السورية، لكن هناك اختلافات في الحل الأمثل.
وذكرت قناة الجزيرة القطرية في 7 مايو الجاري، أن خلفية قرار السماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية، هو طلب دول المنطقة العربية بتسريع وتيرة إعادة العلاقات مع سوريا بعد الزلازل المميتة التي ضربت تركيا وسوريا مطلع فبراير هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، بوساطة صينية، أعادت السعودية وإيران اللتين كانتا على خلاف في الأزمة السورية بناء العلاقات المقطوعة بينهما.
كما أشارت رويترز إلى أن السعودية ترفض منذ فترة طويلة إعادة العلاقات مع نظام الأسد، لكن بعد "حوار بكين" الأخير مع إيران، تحتاج إلى تبني طريقة جديدة للتعامل مع الحكومة السورية.
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلا عن محللين قولهم إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التقى الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق منذ فترة، الأمر الذي فرض ضغوطا إضافية على الدول العربية بشأن الملف السوري.
"يظهر هذا التطور الفشل التام للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ". قال نائب مدير المكتب الرئاسي في الشؤون السياسية محمد جمشيدي في مقابلة مع وكالة أنباء الإيرانية، إنه بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، يتم إعادة تشكيل العلاقات بين الدول العربية. كما حللت وكالة بلومبرغ أن قرار جامعة الدول العربية بـ "تجاهل الولايات المتحدة" يعكس ضعف نفوذ واشنطن في المناطق المصدرة للنفط.
كما ذكر التقرير أن عودة سوريا إلى المعسكر العربي يعكس ايضاً التحول السياسي الواسع الذي يحدث في الشرق الاوسط، حيث تستعرض المملكة العربية السعودية بشكل متزايد قوتها الاقتصادية، وتسعى إلى ترسيخ دورها كوسيط إقليمي قوي. وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن حلفاء الولايات المتحدة يرغبون بشكل متزايد في صياغة مساراتهم السياسية وبناء علاقات استراتيجية أقوى مع منافسي الولايات المتحدة.