بكين 3 مايو 2023 (شينخوانت) تعتبر الروابط بين الأفراد جزءا مهما من بناء "الحزام والطريق"، وهي أيضا الأساس الإنساني لبناء "الحزام والطريق". وقد أرسى الالتزام بالتعزيز المشترك للتعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية، واحترام التاريخ والثقافة والعادات لشعوب جميع البلدان، وتعزيز التبادلات الودية مع شعوب الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، أساسا اجتماعيا واسعا لبناء "الحزام والطريق".
وظل عابد الشريف، نائب المدير السعودي لفرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين، مبعوثا ثقافيا على "الحزام والطريق"، وقدم إسهامات متواصلة للتبادلات الثقافية بين الصين والسعودية.
وفي عام 2007 ، أرسلت المملكة العربية السعودية طلابا إلى الصين على نطاق واسع لأول مرة، ومن بينهم عابد الشريف. وعلى الرغم من أن تخصصه كان هندسة الكمبيوتر في ذلك الوقت، إلا أنه أولى اهتماما كبيرا للغة والثقافة الصينية أثناء دراسته في الصين، ولهذا السبب اختار لاحقا التبادل الثقافي مهنة له في المستقبل. وأخبر مراسل وكالة أنباء شينخوا أنه خلال دراسته في الصين، نظمت الجامعة العديد من المهرجانات الثقافية حيث عرض الطلاب الثقافة الفريدة لبلدانهم، كما تمتعوا بسحر ثقافة البلدان الأخرى في الحرم الجامعي نفسه. وقد حفزت هذه الأنشطة اهتمامه المتزايد بالتبادل الثقافي.
وبعد سنوات من الاجتهاد في الدراسة، أنهى عابد الشريف دراسته في الصين، وتزامن ذلك مع تقدم مشروع التعاون بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية وجامعة بكين. وبعد علم عابد الشريف بهذا الخبر، أرسل سيرته الذاتية لطلب الوظيفة بدون تردد، ثم نجح في الحصول على منصب الممثل السعودي. وبعد سنوات من العمل الجاد، أصبح عابد الشريف نائب المدير لفرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين.
ويعتبر فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين مشروع تعاون ثقافي مهم بين الصين والمملكة العربية السعودية، وهو رمز جديد للصداقة بين البلدين في العصر الجديد. وفي الوقت الحاضر، بلغت المساحة الإجمالية للمكتبة حوالي 13000 متر مربع، بمقتنيات تضم ما يقرب من 25000 كتاب، منها 22818 كتابا أصليا باللغة العربية.
وقال عابد الشريف للمراسل إن جامعة بكين قد أمضت أكثر من عشر سنوات من اقتراح مفهوم البناء إلى الانتهاء الرسمي من تشييد مبنى الفرع إلى التطور الحالي النشط، والذي يعكس بشكل كامل تراكم التبادلات الثقافية بين المملكة العربية السعودية والصين. وأضاف أن أهم ما يقومون به حاليا هو سلسلة أنشطة الحوار بين شباب المملكة العربية السعودية والصين، بالإضافة إلى الأشكال التفاعلية التقليدية، كما سيدعون بشكل خاص الشباب من البلدين لتبادل الزيارات، ويذهب طلاب الجامعات الذين لديهم اهتمام كبير بالثقافة لزيارة الأماكن ذات الأهمية في البلد الآخر، والمشاركة في أنشطة اجتماعية بالتعاون مع الحكومات ومنظمات الرعاية العامة في البلدين، وإجراء تبادل خاص مع مشاهير وخبراء وباحثين ثقافيين، وكل ذلك في إطار مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030".
وفي السنوات الأخيرة، ومع التنمية المتواصلة للعلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية، وخاصة منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، شهد عابد الشريف المزيد من الفعاليات الثقافية بين البلدين.
وجدير بالذكر، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان قد أعلن في فبراير عام 2019 إدراج اللغة الصينية في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات بالسعودية.
وقال عابد الشريف إن جائحة كوفيد-19 لم توقف وتيرة التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية، وفي حقبة ما بعد الجائحة، ستكون التبادلات غير الحكومية والتبادلات الثقافية بين الصين والدول ذات الصلة بـ"الحزام والطريق" بما في ذلك المملكة العربية السعودية ستكون بالتأكيد أكثر ازدهارا.