بيروت 28 أبريل 2023 (شينخوا) أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم (الجمعة) أن التقارب بين طهران والرياض "يصب في مصلحة المنطقة برمتها".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عبد اللهيان في مقر سفارة بلاده في ختام زيارة للبنان وأكد خلاله أن "التقارب بين إيران والسعودية لا يصب في مصلحة الدولتين فقط، وإنما في مصلحة المنطقة برمتها".
وأعلنت إيران والسعودية في 10 مارس الماضي بعد مباحثات بينهما في بكين برعاية الصين عن التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وأوضح الوزير الإيراني أن التطورات الإيجابية الأخيرة منها التقارب بين طهران والرياض وعودة الانفتاح العربي على سوريا، تفتح مناخات بالغة الأهمية على مستوى المنطقة، ولا شك أن لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة.
ولفت إلى أن "المنطقة تسير نحو التعاون الوثيق بين مختلف دولها"، مشيرا إلى أنه "بالتزامن مع الحوار السعودي الإيراني شهدنا انطلاق الحوار بين دمشق والرياض، وحصل اتفاق مهم بينهما حول عودة العلاقات".
وشدد على أن إيران وضعت في أولويات سياساتها الخارجية "الانفتاح والتواصل مع دول المنطقة بصورة عامة، ومع دول الجوار على نحو خاص".
وذكر أن اللقاءات الرسمية التي أجراها في لبنان تمحورت حول العلاقات الثنائية ومختلف التطورات الإقليمية والدولية، وأنه وضع المسؤولين اللبنانيين في آخر أجواء التطورات خصوصا في ملف اليمن والسودان.
وقال إن لدى إيران ولبنان مواقف سياسية مشتركة ومتقاربة تجاه العديد من القضايا على الصعد الإقليمية والدولية.
وبشأن الملف الرئاسي في لبنان، شدد عبد اللهيان على أن "إيران لم ولن تتدخل في انتخاب اللبنانيين لرئيس جمهوريتهم".
ودخل لبنان في فراغ رئاسي في 31 أكتوبر الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون دون انتخاب خلف له، حيث أدى الانقسام السياسي وعدم اتفاق الكتل البرلمانية على شخصية توافقية إلى إخفاق البرلمان 11 مرة منذ سبتمبر 2022 في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وأكد عبد اللهيان أن "أي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية عبر التوافق، سيكون مرحبا بها لدى إيران".
ورأى عبد اللهيان أنه "على اللبنانيين أن يقرروا بأنفسهم انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي".
واعتبر أنه رغم التباين في المواقف السياسية لجهة الفراغ الرئاسي فإن "المسؤولين يمضون قدما للوصول إلى حل مناسب".
وأبدى حرص بلاده على التوافق بين القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرا إلى أن "إيران ستستفيد من القدرات السياسية لديها في تشجيع استكمال العملية السياسية من خلال التوصيات التي تعطيها بشكل أخوي إلى أصدقائها في لبنان".
وبشأن العلاقات الإيرانية اللبنانية، لفت عبد اللهيان إلى أن بلاده تتمتع بطاقات متطورة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وبناء معاملها، مؤكدا أنه تحدث إلى المسؤولين في لبنان عن التعاون في هذا المجال.
ورأى أن "الضغوط الأمريكية هي التي تقف حائلا بين التعاون بين البلدين"، مشيرا إلى أن "التعاون الثنائي في مجالات الغاز والنفط والطاقة الكهربائية سيعود بالربح على البلدين".
وحول العلاقات بين طهران ودمشق، أكد الوزير الإيراني أنها "ممتازة وعميقة واستراتيجية"، مرحبا بتعزيز العلاقات بين سوريا والعالم العربي ودول المنطقة.
وأشار إلى أن "الرئيس السوري والحكومة والجيش والشعب وقفوا ضد الحرب الإرهابية وانتصروا في النهاية"، مؤكدا أن "المستشارين العسكريين الإيرانيين ساعدوا سوريا في مواجهة الحرب الإرهابية".
وتحدث عبد اللهيان عن "خطة من أجل زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في الفترة المقبلة".
وكان عبد اللهيان وصل الى بيروت أول أمس (الأربعاء) قادما من سلطنة عمان في زيارة رسمية التقى خلالها كلا من رئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال نبيه بري ونجيب ميقاتي وممثلين عن كتل برلمانية وأمين عام حزب الله حسن نصر الله وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة.