دمشق 27 إبريل 2023 (شينخوا) أكد الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري اليوم (الخميس) أن الصين لاعب هام ومؤثر على الساحة الدولية، مبينا أن سياسة الصين تمتاز بأنها تحترم القانون الدولي، وتحترم سيادة الدول وتبتعد عن سياسة الهيمنة والاستعلاء، وتعمل على تدعيم الاستقرار في العالم.
وقال سوسان في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، وفي معرض رده على سؤال حول الدور الصيني بشكل عام وتحقيق المصالحة بين إيران والسعودية بشكل خاص، قال إن " الصين لاعب هام ومؤثر على الساحة الدولية، سواء رضي البعض الاعتراف بهذه المكانة للصين، أو لم يرض، لكن هذا واقع لا يستطيع أحد أن يخفيه"، مضيفا أن "سياسة الصين امتازت على الدوام بأنها تحترم القانون الدولي، وتحترم سيادة الدول، وتبتعد عن سياسة منطق الهيمنة والاستعلاء".
وأكد سوسان أن الصين عندما تقوم بأي شيء أو بأي موقف أو خطوة يكون الهدف منه هو" تدعيم الاستقرار في العالم"، مبينا أن الصين تريد أن ينعم الجميع بالأمن والرخاء.
وأشاد المسؤول السوري بمواقف الصين تجاه سوريا خلال سنوات الأزمة التي اندلعت بها، والدور الفاعل الذي لعبته في المحافل الدولية لمنع أي تدخل أجنبي، إضافة لتقديمها المساعدات الإنسانية.
وقال "نقدر عاليا مواقف الصين إزاء ما تعرضت له سوريا، والصين دائما كانت مواقفها مشهودة، ولن ينساها السوريون"، مؤكدا أن الصين قدمت الكثير من المساعدات الإنسانية، إضافة لمساعداتها أثناء جائحة "كوفيد-19"، وأثناء وقوع الزلزال في فبراير الماضي .
وتابع يقول "نحن نقدر مواقف الصين على الساحة الدولية إزاء مختلف القضايا، والتي تسعى دائما لأن تكون عامل استقرار في العالم"، مشيدا بالمبادرات الصينية من أجل حل الخلاف بين روسيا وأوكرانيا، (...)، وكذلك الجهد الصيني في تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران والتي تأتي من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، مبينا أن الغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية تسعى دائما لخلق وزرع الشكوك بين الدول من أجل تغذية التوترات بما يخدم أولا وأخيرا وقبل أي شيء المصالح الأمريكية في الهيمنة على المنطقة، مشيرا إلى أن هذا يكون دائما على حساب ومعاناة شعوب المنطقة وشعوب العالم .
وحول المصالحة السعودية الإيرانية وتأثيرها على الوضع في سوريا، قال سوسان إن " السعودية وإيران دولتان فاعلتان في المنطقة وبالتأكيد أن الأجواء الإيجابية بالعلاقة بين البلدين، لابد وأن تنعكس على أغلب القضايا في المنطقة سواء في اليمن ولبنان وسوريا، وفي منطقة الخليج ، لذلك نحن نتوقع انفراجات للكثير من الأمور نتيجة الأجواء الإيجابية بين البلدين والتي تصب أولا وأخيرا لصالح الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي مارس الماضي اتفقت إيران والسعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من العداء، جاء هذا الإعلان بعد أيام من المحادثات بين مسؤولين من الجانبين في الصين، التي كانت تتوسط في اتفاق المصالحة بين البلدين.
وأشار إلى أن المنطقة تشهد حراكا دبلوماسيا موسعا ومكثفا وخاصة على صعيد الاتصالات السورية ـ العربية بعد فترة من الجفاء التي سادت خلال الحرب على سوريا، مبينا أن هذا الحراك جاء بعد فشل المشروع الذي كان مرسوما لسوريا، وبعد الإنجازات التي تحققت على صعيد مكافحة الإرهاب.
وعزا معاون الخارجية السوري هذا الحراك أيضا إلى وجود متغيرات وتطورات دولية وإقليمية وعربية، وإدراك لدى الدول العربية لترميم الوضع العربي ليكون هناك واقع عربي جديد يتميز بوجود علاقات حسنة وجيدة بين الدول العربية، موضحا أن هذه العلاقات الجيدة هي التي تؤمن الاستقرار في المنطقة وتحمي الأمن القومي.
وأضاف سوسان أن " سوريا تتطلع للمستقبل، ولا تتطلع إلى الخلف وما يهمنا ما نستطيع أن نحققه من أجل أن نضمن أمن دولنا وشعوبنا، لذلك سوريا منفتحة على كافة الخطوات الإيجابية في هذا الشأن وتتعاطى معها بشكل إيجابي".
وفيما يخص العلاقات السورية ـ السعودية قال سوسان " أثناء الأزمة لم يكن هناك أي تواصل مع السعودية، واليوم بدأت العلاقات تعود إلى ما كانت يجب أن تكون عليه أي علاقات طبيعية بين البلدين، علاقات تنسجم مع التقليد التاريخي للعلاقات بين سوريا والسعودية".
وأضاف " مما لا شك فيه أن السعودية دولة مهمة ودولة مؤثرة في المنطقة وفي العالم لذلك لابد وأن يكون لترميم هذه العلاقة بين سوريا والسعودية أثره على تحسين الوضع العربي وتحسين العلاقة بين سوريا ومجموعة من الدول العربية او حتى خارج الإقليم ".
وكان فيصل المقداد وزير الخارجية السوري قد زار في 12 إبريل الجاري المملكة العربية السعودية في زيارة عمل بناء على دعوة من الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، وهي الأولى لوزير خارجية سوري إلى المملكة منذ عام 2011.
وفي 18 إبريل الجاري استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية السعودي بن فرحان ، في أول زيارة لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ 12 عاما، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأعلنت جامعة الدول العربية في 12 نوفمبر من العام نفسه تعليق عضوية سوريا.