سول 22 أبريل 2023 (شينخوا) قال خبير كوري جنوبي إن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى التجارة من منظور يقوم على الكسب المشترك بل كلعبة محصلتها صفر، وهو ما يلحق ضررا بحلفائها.
وصرح كيم جو-هوان، البروفيسور بقسم المعلومات الصناعية الدولية بجامعة كيونجي، في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا بأنه "منذ الحرب العالمية الثانية، طورت الولايات المتحدة نظاما للتجارة الدولية يرسي ويدير القواعد في ظل الهيمنة الأمريكية حيث تعتقد أن التجارة الحرة تنمي اقتصادها والعالم".
وقال كيم إن قانون خفض التضخم وقانون الرقائق والعلوم شكلا، رغم ذلك، "تغييرا جذريا في هذه النظم والأعراف التقليدية" حيث يسعى القانونان إلى نقل منشآت الإنتاج الصناعي إلى الولايات المتحدة و"فك ارتباط الولايات المتحدة وحلفائها بالصين بحجة تغير المناخ والأمن الدفاعي".
وذكر البروفيسور أن "(الولايات المتحدة) تنظر الآن بشكل حاسم إلى نظام التجارة الحرة من منظور لعبة محصلتها صفر، وليس ككسب مشترك متبادل".
ينص قانون الرقائق والعلوم على أنه مقابل الدعم المقدم لشركات أشباه الموصلات الكورية الجنوبية التي تستثمر في الولايات المتحدة، يتعين على صانعي الرقائق هؤلاء الكشف عن أسرار تجارية حساسة مثل قوائم عملائهم الرئيسيين من الشركات وإيراداتهم فضلا عن تقاسم الأرباح الزائدة مع الحكومة الأمريكية.
وقال كيم إن هذا ينتهك استقلالية الشركات الخاصة ويتعارض مع التجارة الحرة بموجب مبدأ الرأسمالية، مضيفا أن حظر الحكومة الأمريكية على صناع الرقائق الكوريين الجنوبيين الاستثمار في الصين يمكن أن يُنظر إليه على أنه قيد على السيادة الوطنية.
أما بالنسبة لقانون خفض التضخم، فقد تم سنه بذريعة الدعوة إلى الاستجابة للتغير المناخي وخفض الكربون، لكن اسمه الآخر هو الحمائية، وفقا لما ذكره.
وقال البروفيسور إن هذين القانونين لا يستهدفان الصين فقط من أجل كسب اليد العليا في المنافسة بل يرغمان أيضا صناعات التكنولوجيا الفائقة لدى حلفاء الولايات المتحدة على الانتقال إلى الولايات المتحدة، ما يؤدى إلى تفريغ صناعات التكنولوجيا الفائقة لدى الحلفاء.
وأشار كيم إلى أن "هذين القانونين يمثلان فكر الهيمنة المسيطر على الولايات المتحدة".
وذكر أن هذين القانونين يبعثان "برسالة قوية" مفادها أن كوريا الجنوبية لن تكون معفاة من الدفع مقابل الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأن عليها "دفع ثمن ذلك".
وأضاف كيم "إنه أمر محرج لكوريا الجنوبية، التي ينبغي لها أن تحافظ على علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة والصين. فلا ينبغي أن تتبنى حكومة كوريا الجنوبية منظورا يتمثل في اختيار واحد من الاثنين، ولكن ينبغي أن تجعل من ضمان عدم حدوث ذلك أولوية قصوى في سياستها الخارجية".