صنعاء 20 أبريل 2023 (شينخوا) خلفت حادثة تدافع في مركز تقديم مساعدات في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي مأساة مروعة فيما دعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق شفاف لمعرفة أسباب هذه "الكارثة".
ووقعت حادثة التدافع مساء أمس (الأربعاء) أثناء توزيع أحد البيوت التجارية اليمنية مساعدات نقدية على المحتاجين في مدرسة "معين" بالقرب من منطقة "باب اليمن" في وسط صنعاء.
وتسببت الحادثة بسقوط عشرات الضحايا من المستفيدين.
وقال الدكتور أنيس الصبيحي المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين في صنعاء (غير معترف بها) اليوم (الخميس)، إن عدد حالات الوفيات جراء حادثة التدافع في مركز تقديم مساعدات بلغ نحو 80 شخصا.
وأضاف الصبيحي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن عدد المصابين الذين يتلقون الإسعافات حاليا في المستشفيات بلغ 77 جريحا منهم 13 حالتهم حرجة، فيما غادرت البقية المستشفيات بعد تلقي الإسعافات الأولية.
وكان الصبيحي أفاد ((شينخوا)) مساء الأربعاء بأن حادثة تدافع وقعت في أحد مراكز تقديم المساعدات في منطقة باب اليمن تسببت بمأساة إنسانية أدت إلى مقتل 80 شخصا وإصابة أكثر من 220 آخرين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن العشرات قتلوا جراء حادثة التدافع في صنعاء، وانها قدمت مساعدات علاجية لأكثر من 100 شخص.
وقالت دافني ماريت ممثلة اللجنة الدولية في اليمن على ((تويتر))، إن اللجنة حزينة لحادثة التدافع المأساوي في صنعاء الليلة الماضية والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
وأشارت ماريت إلى أن اللجنة تبرعت بأطقم علاج إصابات الحوادث لمستشفى الثورة، مما مكنها من علاج أكثر من 100 مريض.
وتخضع العاصمة صنعاء لسيطرة جماعة الحوثي منذ أواخر العام 2014.
وذكرت وزارة الداخلية التابعة للجماعة في حكومة صنعاء (غير معترف بها) أن الحادثة المأساوية حدثت إثر تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار دون تنسيق مع الوزارة وبدون تنظيم، ما أدى إلى وفاة وإصابة العشرات من المواطنين.
ووجه مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي (أعلى هيئة للحوثيين) ليل الأربعاء- الخميس بـ"تشكيل لجنة من الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع في أحد مراكز توزيع المساعدات لأحد التجار في أمانة العاصمة".
ووصفت الحكومة اليمنية الحادثة بـ"الفاجعة المروعة" ودعت الى إجراء تحقيق دولي شفاف.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية ((سبأ)) التي تديرها الحكومة، أن "مجلس الوزراء عبر عن ألمه وحزنه وأسفه الشديد جراء الكارثة المؤلمة التي أودت بحياة العشرات من الضحايا والمئات من المصابين في الفاجعة المروعة التي حدثت في أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من القطاع الخاص في العاصمة صنعاء، والتي لم تتضح ملابساتها حتى الآن".
وأوضح مجلس الوزراء في بيان، أن "الحكومة إذ تعلن تضامنها الكامل مع أسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، تدعو المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق شفاف لمعرفة أسباب هذه الكارثة والنكبة التي حلت بالعاصمة صنعاء وأهلها وسكانها".
واعتبرت الحكومة أن "هذه الكارثة ما كانت لتحدث لولا إمعان مليشيا الحوثي في تجويع الناس وسلب إرادتهم والسيطرة على مقدرات الحياة المختلفة، وانتهاجها لسياسة التجويع".
ووفقا للبيان، فإن "ما حدث من كارثة مؤلمة هو جزء من المعاناة اليومية التي يعيشها شعبنا اليمني منذ الانقلاب الحوثي أواخر العام 2014، ونهبها لمرتبات المواطنين وفرض جبايات أثقلت كواهلهم وايصالهم إلى مستنقع الجوع والفقر".
وحذرت الحكومة اليمنية من "محاولات مليشيا الحوثي التغطية على هذه الكارثة الكبرى أو استغلالها كعادتها في نهب القطاع الخاص".
كما "استهجن مجلس الوزراء إصرار قيادات مليشيا الحوثي على استثمار الكوارث التي تصنعها وتتورط فيها ضد أبناء الشعب اليمني وتحويلها إلى منصة للمزايدات والاستثمار السياسي على حساب أحزان المواطنين المنكوبين، في محاولة مفضوحة للتهرب من المسؤولية"، حسب الوكالة الرسمية.
دوليا، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ على ((تويتر))، "أشعر أنا وكل أفراد مكتبي ببالغ الألم والحزن بشأن واقعة التدافع المأساوية التي حدثت في صنعاء عشية العيد".
وقدم المبعوث الأممي "التعازي لجميع اليمنيين المفجوعين".
وقدمت السفارة البريطانية التعازي لأسر ضحايا حادثة التدافع في صنعاء، معتبرة أن ما حدث "مأساة مؤلمة في وقت من المفترض بهِ أن يحتفي العالم بعد أيام بقدوم العيد".
وأشارت السفارة البريطانية على حسابها في ((تويتر)) إلى أنها تعمل بجد مع الشركاء في اليمن وحول العالم لدعم تحقيق السلام في اليمن.
كما اعتبرت السفارة الروسية لدى اليمن أن هذا الحادث المأساوي يعد تأكيدا آخر للأولوية المطلقة والضرورة الملحة لمهمة معالجة الوضع الإنساني الأليم في اليمن.
وأكدت السفارة في بيان، على تكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدة اللازمة لجميع اليمنيين المحتاجين بغض النظر عن مكان إقامتهم.
ويعاني اليمن من نزاع دموي منذ أكثر من ثمانية أعوام بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وذلك في أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني ذات الكثافة السكانية.
وتسبب النزاع المستمر بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حيث يعد أكثر من 80 بالمائة من السكان (من أصل 30 مليون نسمة) بحاجة للمساعدات، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
كما تسبب النزاع الدموي في تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي والمالي وتوقف مرتبات موظفي القطاع العام منذ 2016، فيما دخل نحو 15.6 مليون يمني تحت خط الفقر المدقع، بحسب تقديرات أممية.