تقرير إخباري: سباقات الماراثون تضخ حيوية في السوق الاستهلاكية للمدن المنظمة

19 إبريل 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت مدن بكين وشانغهاي وووهان وعدة أماكن أخرى في الصين خلال يومي 15 و16 أبريل الجاري، إطلاق ما يقرب من 30 سباق ماراثون. كما أعلنت عدة مدن أخرى عن استئناف مسابقات الماراثون، وأطلقت سلسلة من الأنشطة التجارية المتزامنة، والتي تجمع بين السلع الرياضية والسياحة والاستهلاك الثقافي.

"باحتساب ماراثون بكين اليوم، أكون قد شاركت في ثلاثة سباقات ماراثون منذ بداية هذا العام. وفي 30 أبريل، سأذهب إلى باودينغ للمشاركة في ماراثون آخر. كما لدي ماراثون في مايو وآخر في يونيو." يقول شياو وي، وهو عداء مخضرم، تمكن من قطع 5 آلاف كيلومتر خلال ثماني سنوات.

محبي سباقات الماراثون مثل شياو وي لم يعودوا قلّة، بل إن عددهم يتزايد باستمرار. حيث أشار "تقرير رياضة الجري 2023" الصادر عن جمعية ألعاب القوى الصينية، إلى أن الصين قد شهدت تسجيل تنظيم 133 سباقا للجري منذ بداية العام الحالي. ومن بين 238 ماراثونا لعام 2023 أعلن عنهم الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ستقوم الصين بتنظيم 67 سباقا.

منذ أول ماراثون صيني في عام 1981، شهد هذا السباق تطور تدريجياً من مسابقة رياضية محترفة إلى رياضة عامة. وفي غضون 40 عامًا فقط، زاد عدد المشاركين في سباقات الماراثون 232 مرة .

ماراثون بكين، عام 1991

في علم الاقتصاد، يفسر مايعرف بـ "دورة الماراثون" على أنها الفترة الذهبية للاستهلاك الرياضي الذي يعقب تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 5000 دولار أمريكي. ومنذ عام 2011، دخلت سباقات الماراثون في الصين مسار التطور السريع، وخلال العام الحالي، تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين 5000 دولار أمريكي.

في هذا الصدد، قال قووه بين، نائب الأمين العام للقاعدة الوطنية لبحوث صناعة الرياضة بجامعة بكين، إن الزيادة الأخيرة في سباقات الماراثون لم تنعش المنافسة الرياضية وسوق الاستهلاك الرياضي فحسب، بل جلبت أيضًا نقاط نمو اقتصادي جديدة إلى المدينة وحفزت تطوير الصناعات والمجالات الأخرى.

ويقول شياو وي أنه يشارك في مايزيد عن عشر سباقات مابين الماراثون الكامل ونصف الماراثون كل عام. وأنه ينفق مابين 30 ألف و50 ألف يوان سنوايا على السباقات. وفي حال شارك في ماراثونات أجنبية فإن التكلفة تكون أعلى.

من الشائع أن يتنقل العدّاؤون من مكان إلى آخر للتنافس. وبحسب باو بو، مدير ماراثون مدينة ووهان، فقد مثل المشاركون المحليون مابين 35٪ -40٪ فقط من عموم المتسابقين. في المقابل جاء 60 % من المتنافسين من مدن أخرى. ما يعني أنه بالإضافة إلى إنفاق رسوم التسجيل، فإن العدائين سيدفعوا نفقات أخرى في المدينة المنظمة، مما يحفز الإستهلاك المحلي.

وأظهر تقرير أن المتسابقين الصينيين قد أنفقوا بمتوسط ​يزيد عن 11000 يوان للشخص الواحد في عام 2020. بما في ذلك معدات التدريب اليومية والملابس والتغذية وغيرها من النفقات. وعلى صعيد السياحة، شارك 50٪ من المتسابقين في مسابقات في أماكن أخرى، وبلغ متوسط إنفاقهم 4598.84 يوان.

وبسبب الفوائد الاقتصادية الكبيرة التي تحققها المدن من تنظيم سباقات الماراثون، باتت العديد من الحكومات المحلية تنظر إلى سباق الماراثون كبطاقة أعمال. على سبيل المثال، أوضح تقرير حول تطور صناعة الرياضة في شيامن لعام 2021، أن عدد المشاركين في ماراثون شيامن منذ إطلاقه قد تجاوز 720 ألفًا. مما أدى إلى تحقيق فوائد اقتصادية شاملة بقيمة 4.49 مليار يوان.

استفادت تشونغتشينغ أيضًا من تنظيم سباقات الماراثون في السنوات الأخيرة. وقد جذب ماراثون تشونغتشينغ 2023 ما يزيد عن 30 الف مشارك، من 347 مدينة حول العالم، 81٪ منهم عداءون غير محلّيون. وبالتزامن مع تنظيم سباقات الماراثون، أطلقت مدينة تشونغتشينغ مهرجان ماراثون تشونغتشينغ الدولي للاستهلاك، والذي يهدف إلى تحفيز الاستهلاك في المطاعم المحلية وغيرها.

وفي هذا السياق، قال تشانغ تشينغ، مؤسس شركة كيوي للاستشارات الرياضية، إن استئناف تنظيم سباقات الماراثون، قد نشط سلسلة صناعة الرياضة من المنبع إلى المصب. بما في ذلك السلع الرياضية، والأغذية والمشروبات، والأجهزة القابلة للارتداء، والخدمات الفنية وغيرها.

من جهة أخرى، تعد سباقات الماراثون أحداثا بارزة للتسويق للعلامات التجارية الكبرى من خلال أنشطة الرعاية. إذ تشير بعض البيانات إلى أن شركة "أكس تب" على سبيل المثال، قد قامت برعاية أكثر من 1000 فعالية رياضية بما في ذلك سباقات الماراثون. وقد أسهمت رعاية الأنشطة الرياضية في زيادة إيرادات "أكس تب" إلى نحو 11.128 مليار يوان في عام 2022. بزيادة قدرها 25.9٪ على أساس سنوي.

وبالإضافة إلى شركات المنتجات الرياضية، اقتحمت شركات الأغذية والمشروبات المنافسة على رعاية سباقات الماراثون. على سبيل المثال، تقوم أكثر من 20 شركة أغذية ومشروبات برعاية ماراثون مدينة ووهان. كما تقوم عدة مؤسسات مالية أيضا بتقديم الدعم والرعاية لهذه المسابقات في العديد من المدن الصينية.