تقرير إخباري: القطاع الصحي بالسودان يعاني من صعوبات في ظل استمرار الاشتباكات العسكرية

الخرطوم 17 أبريل 2023 (شينخوا) في ظل استمرار الاشتباكات العسكرية بالسودان ولاسيما في العاصمة الخرطوم، يعاني القطاع الصحي السوداني من صعوبات تجعله عاجزا عن التعامل مع تأثيرات الأزمة.

ويعاني القطاع الصحي أصلا من تدهور كبير وقلة الكوادر الصحية المؤهلة ونقص المعدات والأدوية.

ومع ظرف الحرب المستجد، تضاعفت مشكلات القطاع الصحي بسبب صعوبة الحركة للكوادر الطبية وعدم قدرتهم علي الوصول إلى المستشفيات.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان صحفي اليوم (الاثنين) "فقد القطاع الصحي حتى الآن 4 أطباء قتلوا بسبب الاشتباكات".

وأضافت أن "المستشفيات تتعرض للقصف بشكل متواصل وخروج عدة مستشفيات عن الخدمة".

وتابعت اللجنة أن "الوضع كارثي في جميع مستشفيات السودان وخاصة في الخرطوم، لدينا نقص حاد في المعدات الطبية وأكياس الدم".

واشتكت اللجنة من عدم قدرة الكوادر الطبية من الوصول الي المشافي بسبب القصف.

وناشدت اللجنة طرفي الصراع بإخلاء الجثث من الشوارع قبل تسببها بكارثة بيئية، وطالبت بفتح مسارات آمنة من أجل الوصول إلى المصابين.

‏ ومن جانبها قالت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) في بيان اليوم "تعيش المستشفيات بالعاصمة الخرطوم التي تقبع تحت وطأة الحرب أوضاعا عصيبة وبالغة التعقيد من انعزال وانقطاع الإمداد من الكوادر الطبية والمعينات والمستهلكات الطبية".

وأضافت "زاد من سوء الأوضاع استخدام بعض منسوبي القوى المتقاتلة للمستشفيات للاحتماء بها واستخدامها كارتكازات للمواجهة العسكرية مما يعرض المرضى والعاملين والمنشآت لمخاطر عديدة وتنذر بسقوط الأبرياء".

واعتبرت اللجنة الاعتداء علي المستشفيات جريمة ضد الإنسانية، ودعت الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالأخلاق والمبادئ الأساسية للتعامل مع المؤسسات الصحية في أوقات الحروب والامتناع عن استخدامها كمواقع عسكرية لمواجهة الطرف الآخر.

وناشدت رئيسة نقابة أطباء السودان هبة عمر المنظمات الإنسانية العاملة بالسودان والحركة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل العاجل من أجل الإخلاء الآمن للمرضى والجرحى.

وقالت في بيان صحفي اليوم "تعاني المستشفيات من انعدام معينات الحياة كالأكل والشرب، والازدحام يمنع تقديم الخدمة لمن يحتاجونها".

وفي محاولة لتوفير الخدمات الصحية للمرضي ومصابي الاشتباكات، عمد أطباء وكوادر طبية إلى نشر إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن استعدادهم لتقديم استشارات طبية عبر الوسائط الالكترونية.

ووفقا لإحصائيات غير رسمية فإن 97 شخصا قتلوا نتيجة الاشتباكات، فيما بلغ عدد الجرحي 942 جريحا.

وأبدي الجيش السوداني، في بيان اليوم، حرصه على تضييق نطاق التعامل مع الدعم السريع حرصا على سلامة المدنيين.

وقالت القيادة العامة للجيش السوداني في بيان صحفي اليوم "نحرص علي تضييق التعامل مع الميليشيا المتمردة حرصا علي عدم التسبب في أي خسائر بين صفوف مواطنينا".

فيما تعهدت قوات الدعم السريع باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة وأمن المدنيين.

وتجددت صباح اليوم اشتباكات عنيفة حول محيط قيادة الجيش السوداني ومطار الخرطوم الدولي ومحيط القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، وفقا لشهود عيان.

لكن حدة المواجهات خفت نسبيا بعد منتصف اليوم، مع سماع أصوات متفرقة لإطلاق النار في مناطق بأنحاء العاصمة الخرطوم.

ويواجه سكان الخرطوم ظروفا إنسانية معقدة بسبب انقطاع خدمات الكهرباء لفترات طويلة، وشح حاد في مياه الشرب، وإغلاق المحال التجارية أبوابها وصعوبة الحصول علي المواد الغذائية.

ويشهد السودان منذ 15 إبريل الجاري اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين قد بدأت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي بشمال السودان، بعد أن نقلت قوات الدعم السريع آليات عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش تحركا غير قانوني.

كما برزت مؤخرا خلافات عميقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخاصة فيما يتصل بدمج "الدعم السريع" في الجيش، المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري الموقع بين المكونين العسكري والمدني في الخامس من ديسمبر الماضي.