الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

تحليل إخباري: زيارة وزير الخارجية السوري إلى السعودية تسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وإعادة سوريا إلى محيطها العربي

/مصدر: شينخوا/   2023:04:13.14:18

دمشق 12 أبريل 2023 (شينخوا) لم تكد تمضي بضعة ساعات على زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى المملكة العربية السعودية، والتي جاءت بعد سنوات من القطيعة بين البلدين، بسبب الحرب التي اندلعت منذ مارس 2011، حتى بدأت تلوح في الأفق بوادر إيجابية لحلحلة تلك الأزمة التي بقيت تراوح مكانها لأكثر من 11 عاما دون الوصول إلى حل سياسي ينهي تلك الأزمة التي تركت آثارا سلبية في غالبية مناحي الحياة في سوريا.

وأعرب عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا عن أملهم في أن تسهم تلك الزيارة التي قام بها الوزير السوري إلى الرياض يوم الأربعاء تلبية لدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وإعادة سوريا إلى محيطها العربي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) نقلا عن بيان صحفي مشترك في ختام زيارة المقداد إلى السعودية أن الجانبين السوري والسعودي بحثا خلال جلسة مباحثات عقدت بين الجانبين الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها بما يحقق الخير للشعب السوري.

وقال البيان إن "الجانبين بحثا الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة في سوريا تنهي كل تداعياتها وتحقق المصالحة الوطنية وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".

كما أعرب البلدان عن ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين، وأكدا على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته.

وتأتي زيارة المقداد إلى الرياض قبل اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي يشارك فيه أيضا كلّ من الأردن ومصر والعراق الجمعة في مدينة جدّة للبحث في قضية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها منذ 2012.

وكانت الرياض أعلنت الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.

وخلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا والتي بدأت مع إعادة فتح الإمارات العربية المتحدة لسفارتها في دمشق العام 2018، تلاها اليوم إعلان تونس تعيين سفير لها في دمشق، وإعلان دمشق إعادة فتح سفارتها في تونس وتعيين سفير، إضافة لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارتين إلى روسيا والإمارات، وهو ما ساهم في كسر العزلة السياسية عن سوريا بعد سنوات من الحرب المدمرة.

وقال الخبير والمحلل السياسي السوري المعروف غسان يوسف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زيارة الوزير المقداد إلى السعودية، هي تتويج لعودة سوريا بشكل عام إلى محيطها العربي، وخصوصا أن المملكة العربية السعودية هي من الدول الكبيرة، وهي التي ستستضيف القمة العربية القادمة في شهر مايو القادم، لذلك دائما هناك بعض الدول تنتظر موقف السعودية، مؤكدا أن إعلان السعودية بأنها ستقيم علاقات مع دمشق وأنها استقبلت وزير خارجيها فهذا يؤكد أن "العقبة الكبيرة التي تنظر إليها بعض الدول قد أصبحت غير موجودة".

ووصف المحلل السياسي يوسف زيارة المقداد بأنها "هامة جدا" لأن السعودية هي من الدول العربية الكبيرة والهامة.

وبدوره أشار الكاتب والصحفي السوري عماد سالم إلى أن زيارة الوزير السوري إلى الرياض تحمل عدة عناوين ورسائل.

وقال الكاتب السوري سالم لوكالة ((شينخوا)) إن "زيارة المقداد تحمل عدة عناوين ورسائل وأولها أن الدولة السورية ترغب في إرساء أفضل العلاقات مع محيطها العربي وتجاوز الخلافات السابقة والنظر إلى المستقبل وتفعيل العمل العربي المشترك".

وبين سالم أن الزيارة تأتي قبل يومين من انعقاد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي في جدة بالسعودية لبحث إمكانية عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، مشيرا إلى أن الهدف من الزيارة هو وضع السعودية في صورة آخر التطورات في المشهد السوري وكذلك إمكانية إعادة تطبيع العلاقات واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف "بالمجمل فإن الزيارة تحظى بأهمية خاصة نظرا للدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية لإخراج سوريا من أزمتها والمساعدة في إعادة ما دمره الإرهاب والزلزال".

ومن جانبه، صرح الخبير والمحلل السياسي محمد العمري لـ((شينخوا)) بأن "هذه الزيارة تحمل الكثير من الأبعاد أولها أن هناك حراكا عربيا تجاه سوريا لعودتها إلى الحضن العربي ولجامعة الدول العربية، لاسيما وأنها جاءت بعد أيام من زيارة المقداد إلى القاهرة وقيام مصر بدور فاعل في تقريب وجهات النظر بين سوريا والسعودية".

أما الكاتب والمحلل السياسي ماهر إحسان فقال لـ((شينخوا)) إن زيارة المقداد إلى الرياض جاءت بعد قطيعة دامت أكثر من 10 سنوات إثر موقفها من الأزمة التي نشبت في سوريا، مبينا أن هذه الزيارة ستذيب الجليد بين البلدين، وستعود العلاقات بينهما إلى شكلها الطبيعي.

وأضاف إحسان أن "السعودية تريد أن تذيب الجليد الذي لف العلاقات بين البلدين طيلة سنوات الحرب التي اندلعت في سوريا، وتسعى إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي"، مؤكدا أن جملة من التطورات السياسية التي شهدتها المنطقة تستدعي إعادة ترتيب العلاقات العربية ـ العربية.

وأشار المحلل السياسي إحسان إلى أن إرسال السعودية طائرات مساعدات إلى سوريا بعد وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 فبراير الماضي، كان له وقع طيب لدى الحكومة السورية.

يشار إلى أن السعودية أرسلت طائرات محملة بالمساعدات لمناطق منكوبة تسيطر عليها الحكومة السورية، في إطار جهود الإغاثة من الزلزال، بعد أن أرسلت مساعدات في البداية فقط لشمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة.

وكان الرئيس الأسد قال في مقابلة مع قناة روسيا اليوم الشهر الماضي، إن "السياسة السعودية أخذت منحى مختلفاً تجاه سوريا منذ سنوات وهي لم تكن في صدد التدخل في الشؤون الداخلية أو دعم أي فصائل في سوريا".

صور ساخنة