رام الله 9 إبريل 2023 (شينخوا) دخل مئات المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى شرق القدس بحجة الاحتفالات بالأعياد اليهودية اليوم (الأحد) وسط أجواء من التوتر تسود البلدة القديمة من المدينة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان، إن أكثر من 450 مستوطنا دخلوا الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة وقاموا بأداء صلوات دينية في باحاته.
في المقابل تصدى عشرات المصلين المعتكفين داخل الأقصى بهتافات التكبير لجولات المستوطنين في المسجد تلبية لدعوات أطلقتها منظمات "الهيكل" بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي يستمر حتى يوم (الأربعاء) المقبل.
وتشهد البلدة القديمة من القدس منذ ساعات الصباح حالة توتر في ظل إجراءات مشددة فرضتها الشرطة الإسرائيلية عشية المراسم الاحتفالية بمناسبة عيد الفصح، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية رسمية.
وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن قوات الشرطة نصبت الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة وقامت بإفراغ شوارعها من الشبان تمهيدا لدخول المستوطنين واعتدت على جموع المصلين عند أبواب الأقصى ومنعتهم من دخول المسجد.
بدورها قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن عناصرها تعمل منذ ساعات الصباح على تأمين والحفاظ على النظام وتنظيم حركة الجمهور بما في ذلك وصول العديد من المشاركين الذين يزورن حائط المبكى (حائط البراق في الجدار الغربي للمسجد الأقصى) والمصلين المسلمين إلى الحرم القدسي.
وأضاف البيان أن الشرطة ستواصل العمل للحفاظ على الأمن والنظام والقانون ولن تسمح لأي شخص باللجوء إلى العنف وانتهاك روتين الأعياد والوضع القائم الموجود في الأماكن المقدسة ونسيج الحياة الفريد الموجود في القدس.
من جهتها اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك مرفوضة وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطيرة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن "الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين فيها في شهر رمضان المبارك هي إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية".
وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء استمرار ارتكاب الجرائم وتدنيس المقدسات"، مؤكدا أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية وكل الإجراءات الإسرائيلية والدعم الأمريكي لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار.
وشهد المسجد الأقصى الأيام الماضية صدامات بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي أطلقت قنابل الصوت والغاز وأخرجتهم من المصلى القبلي بالقوة ما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات الأمر الذي قوبل بتنديد ورفض فلسطيني.
وفي الصدد اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى هو امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا".
وحذر بيان صادر عن الوزارة من نتائج وتداعيات حملات التحريض الإسرائيلية المتواصلة والممنهجة ضد القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، مطالبا مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.
بدورها أكدت محافظة القدس في السلطة الفلسطينية إن المسجد الأقصى بكل مساحاته البالغة 144 دونما (الدونم يعادل 1000 متر) وباطنه وسمائه حق خالص للمسلمين وحدهم، وإن جميع الإجراءات الإسرائيلية فيه "باطلة ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني".
وقال بيان صادر عن المحافظة في بيان إن الممارسات المتتالية "بانتهاك حرمة المكان وقدسيته، والاعتداء على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى لن تجدي نفعا ولن تستطيع فرض أمر واقع جديد، مهما كلف الأمر من تضحيات".
وأشار البيان إلى أن اتفاقية الوصاية على القدس والمقدسات هي المرجع والأساس بما فيها الحق الخالص لدائرة الأوقاف الإسلامية بإدارة جميع شؤون المسجد، معتبرة دعوة وزارة الخارجية الإسرائيلية للأوقاف الأردنية إلى إفراغ الأقصى من المعتكفين هي شكل جديد من أشكال الخداع والتضليل.
ودعت وزارة الخارجية الإسرائيلية بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة الأردن إلى العمل بالتعاون مع إدارة الأوقاف لإخلاء المتحصنين في الأقصى بشكل منتظم، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن متطرفين يخططون لتشويش سير الصلوات اليهودية التقليدية المعروفة ببركة الكهنة اليوم في باحة حائط المبكى.
ويتزامن شهر رمضان العام الجاري مع عيد الفصح عند اليهود، مما يثير مخاوف من تكرار صدامات عنيفة وقعت بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في الأقصى الأعوام الماضية.
إلى ذلك أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بيان إغلاق السلطات الإسرائيلية المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أمام المصلين المسلمين ليومين اعتبارا من اليوم بحجة الأعياد اليهودية، معتبرة القرار تعديا سافرا على حرمة المسجد.
ويعتبر الحرم الإبراهيمي أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبا في الضفة الغربية وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين الفلسطينيين.
في المقابل يعتقد اليهود أن الحرم الإبراهيمي أو ما يطلقون عليه "مغارة المخبيلا" هو المكان الذي دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم، وقامت إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية بإنشاء كنيس يهودي داخل باحات الحرم.