بكين 6 أبريل 2023 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين اليوم (الخميس)، داعيا الجانبين إلى تعزيز التعاون والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، والعمل بشكل مشترك من أجل تسوية سياسية لأزمة أوكرانيا.
تعزيز التعاون الثنائي
وفي إشارته إلى أن الجانبين بحاجة إلى الاستفادة بشكل جيد من قنوات الاتصال الشاملة ورفيعة المستوى الخاصة بهما، دعا شي الجانبين إلى الحفاظ على اتصال وثيق بين الرئيسين، وعقد جولة جديدة من اجتماعات هذا العام لآليات الحوار الثلاث رفيعة المستوى، وهي الحوار الاستراتيجي والحوار الاقتصادي والمالي والحوار بشأن التبادلات الشعبية.
وقال إن الصين ستعمل مع فرنسا على تعميق التعاون في مجالات مثل الأغذية الزراعية والفضاء والطيران والطاقة النووية المدنية وتدعيم مجالات تعاون جديدة، من بينها تجارة الخدمات والتنمية الخضراء والابتكار في العلوم والتكنولوجيا، ودعم التنمية المشتركة لمركز الحياد الكربوني والرعاية المشتركة للمواهب.
وقال شي إن الصين ترحب بفرنسا كضيفة شرف في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2024 ومعرض الصين الدولي السابع للواردات، معربا عن أمله في أن توفر فرنسا للشركات الصينية بيئة أعمال نزيهة وعادلة وغير تمييزية.
وقال ماكرون إنه على الرغم من أنماط التنمية المختلفة بينهما، فإن البلدين يحترمان بعضهما البعض، ويتواصلان بصراحة، ويحققان منافع متبادلة في تعاونهما واسع النطاق.
وأشار إلى أنه يأخذ وفدا كبيرا إلى الصين للسعي نحو تعزيز التعاون والتبادلات الشعبية، وأن فرنسا مستعدة للعمل مع الصين بشأن منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي الذي ستستضيفه الصين.
وفي كلمته في المراسم الختامية للاجتماع بين رواد الأعمال الصينيين والفرنسيين، قال شي إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وفرنسا لم يعزز التنمية الاقتصادية للبلدين ويحسن رفاهية الشعبين فحسب، بل عزز أيضا الثقة وعمل على استقرار التوقعات للتعافي الاقتصادي العالمي.
وفي إشارته إلى أن الحيوية الاقتصادية والاجتماعية للصين قد انطلقت الآن بالكامل، قال شي إنه يتعين على الجانبين اغتنام الفرصة لتعزيز التعاون، وحثهما على البقاء منفتحين وشاملين وتعميق التعاون متبادل المنفعة وتدعيم الاستقلال وحماية مصالحهما المشتركة، في حين التمسك بالتضامن والتنسيق لتعزيز التنمية المشتركة في العالم.
إصدار دعوة مشتركة للتسوية السياسية للأزمة الأوكرانية
أكد شي أن موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية ثابت وواضح. يتعلق الأمر بشكل أساسي بتسهيل محادثات السلام والتسوية السياسية.
وقال إن الصين مستعدة لإصدار دعوة مشتركة مع فرنسا للمجتمع الدولي لحثه على التمسك بالعقلانية وممارسة ضبط النفس وتجنب اتخاذ إجراءات قد تتسبب في زيادة تدهور الأزمة أو حتى خروجها عن السيطرة؛ والتمسك بقوة بالقانون الإنساني الدولي وتجنب الهجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية وحماية النساء والأطفال والضحايا الآخرين للصراع؛ والاحترام الجاد للتعهد المتمثل في أنه يجب عدم استخدام الأسلحة النووية وعدم خوض حروب نووية، ومعارضة استخدام الأسلحة البيولوجية تحت أي ظرف ومعارضة الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية أو المنشآت النووية المدنية الأخرى؛ واستئناف محادثات السلام في أقرب وقت والالتزام بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومراعاة الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الأطراف والسعي نحو التسوية السلمية وإنشاء هيكل أمني أوروبي يتسم بالاتزان والفاعلية والاستدامة؛ والتصدي بصورة مشتركة لتداعيات أزمة أوكرانيا في مجالات الغذاء والطاقة والتمويل والنقل ومجالات أخرى، وتخفيف الآثار السلبية لأزمة أوكرانيا على العالم، خاصة على الدول النامية.
وشارك ماكرون وجهة نظر فرنسا بشأن هذه القضية، وأثنى على دور الصين المهم في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. وقال إن فرنسا تدعو إلى استئناف المفاوضات السياسية وتسوية الأزمة بالوسائل الدبلوماسية لتحقيق سلام دائم في أوروبا. تأمل فرنسا في زيادة التواصل وبذل جهود مشتركة مع الصين من أجل السلام.
تعزيز التنمية الثابتة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي
وفي اليوم نفسه، عقد شي اجتماعا ثلاثيا مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بكين.
وأشار شي إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي بينهما مصالح مشتركة واسعة النطاق. التعاون والأرضية المشتركة بين الجانبين يفوقان المنافسة والخلافات. يوافق هذا العام الذكرى العشرين لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي. إن الصين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لاستئناف التبادلات بشكل كامل على جميع المستويات وتنشيط التعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات، مما يضخ زخما جديدا في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي والسلام والاستقرار والازدهار في العالم.
ودعا شي الصين والاتحاد الأوروبي إلى دعم الاستقرار والازدهار العالميين بشكل مشترك، والوقوف ضد الهيمنة والأحادية ومحاولات فك الارتباط الاقتصادي أو قطع سلاسل الإمداد.
وقال إن الجانبين بحاجة إلى تكثيف الاتصال والتنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات المالية، وتعميق شراكتهما الخضراء، وزيادة الحوار والتعاون بشأن التمويل الأخضر والتقنيات الصديقة للبيئة والطاقة النظيفة.
وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي والصين شريكان تجاريان مهمان لبعضهما البعض وإن الاقتصادين متشابكان للغاية. فك الارتباط عن الصين ليس في مصلحة الاتحاد الأوروبي ولا هو الخيار الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي. يضع الاتحاد الأوروبي سياسته تجاه الصين بشكل مستقل. ويود استئناف الحوار الاقتصادي والتجاري رفيع المستوى ودفع النمو المطرد والمتوازن للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين من أجل المنفعة المتبادلة.
وقال ماكرون إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والصين العمل مع بعضهما البعض للابتعاد عن فخ فك الارتباط الاقتصادي وقطع سلاسل الإمداد، وإجراء تعاون متبادل المنفعة على قدم المساواة، ومعالجة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، ومواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين.