29 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/قال سفير مصر لدى الصين، عاصم حنفي في مقابلة خاصة مع صحيفة الشعب اليومية، إن البناء المشترك لمبادرة"الحزام والطريق" هو رمز مهم لمساهمة الصين في التنمية في العالم. وأن مصر كانت من أوائل الدول التي استجابت لمبادرة "الحزام والطريق"، وعلى مدى السنوات العشرة الماضية، أسفر التعاون بين مصر والصين في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" نتائج مثمرة. مضيفاً، أن التعاون بين مصر والصين يتضمن العديد من المشروعات الجيدة التي تغطي الموانئ والصناعة والتعليم وغيرها من المجالات التي يهتم بها المصريون، ويشعرون بالنتائج الملموسة للتعاون بين البلدين.
بدأ عاصم حنفي رحلته الى الصين عند وصوله بكين لتولي منصبه في سبتمبر 2022. "هذه هي المرة الأولى لي في الصين، وأعيش كل يوم تجربة جديدة، ما يجعلني متحمساً للغاية." قال حنفي: "لقد زرت شنغهاي وتيانجين، كما أريد زيارة المزيد من المقاطعات والمدن في الصين لتجربة الثقافة الملونة والتنمية الاقتصادية السريعة."
يعتبر التحديث الصيني النمط المفتاح الأساسي لرؤية حنفي المتعمقة للصين. لقد استغرقت الصين عقودًا لإكمال عملية التصنيع التي مرت بها الدول الغربية المتقدمة في مئات السنين، وخلقت معجزة من التطور الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل. قال: "إن جعل أكثر من 1.4 مليار شخص يعيشون حياة كريمة ليس بالمهمة السهلة، وجميع الانجازات الصينية المدهشة تم تحقيقها تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني."
ومن منظور التحديث الصيني النمط، يرى حنفي خيارًا جديدًا تمامًا للدول النامية للتحرك نحو التحديث بشكل مستقل."أكن احتراما كبيرا لتجربة التحديث الصيني النمط." قال حنفي إن التحديث الصيني النمط متجذر بعمق في الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، ومصر جديرة بشكل خاص بالرجوع إليه. "لدى الصينيين إحساس عميق بالعائلة والبلد، كما يعتز المصريون بالوئام الأسري والوحدة الاجتماعية. وأنا مهتم جدًا بفهم كيفية احتفاظ الصين بالقيم التقليدية مع التطور السريع، فهذا المزيج مثير للإعجاب."
كما أن الانتعاش الاقتصادي الصيني في عام 2023 هو محل اهتمام حنفي." في الوقت الحالي، لم يعد الاقتصاد العالمي إلى أفضل حالاته بعد، ولكن هذا العام، يتوقع أن يتعافى الاقتصاد الصيني بقوة وتنفجر حيويته وهو أمر مثير للغاية." وقال حنفي إن ازدهار الصين لا ينفصل عن الازدهار العالمي، ويسعدنا أن نرى الصين تزدهر، حيث أن تقدم الصين هو تقدم العالم.
يعتبر خط سكة حديد مدينة العاشر من رمضان الخفيف شرق القاهرة، عاصمة مصر أحد المشاريع الرائدة في تعاون بين الصين ومصر في إطار مبادرة "الحزام والطريق". أوضح حنفي أنه بعد فتح السكك الحديدية في مدينة العاشر من رمضان أمام حركة المرور في عام 2022، سهل بشكل كبير سفر ما يقرب من 5 ملايين ساكن على طول الخط، كما يوفر خبرة لتطوير نظام النقل السريع بالسكك الحديدية بين المدن في مصر. كما أشاد حنفي بمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر) تيدا (."جذبت منطقة التعاون العديد من الشركات للاستقرار ووفرت فرص عمل بشكل مباشر أو غير مباشر لأكثر من 50 ألف مصري".
وبالنظر إلى صورة التعاون بين مصر والصين على الساحة الدولية، يعتقد حنفي أن الأهمية الاستراتيجية لمضي الصين ومصر قدما جنبا إلى جنب تجاوزت النطاق الثنائي. وقال "إذا أخذنا الحوكمة العالمية لتغير المناخ كمثال، فإن إنشاء صندوق لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخي الذي أقرته الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ بشرم الشيخ (COP27) في مصر عام 2022، لا يمكن تحقيق نتائجه دون تعاون الصين والدول الصديقة الأخرى. وأن مصر والصين تنسقان بشكل وثيق في إطار COP27، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون في التحول الأخضر. وتتجه كل من مصر والصين نحو"الحياد الكربوني"، ويعمل الجانبان بنشاط على تعزيز التعاون في طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الهيدروجينية وغيرها من المجالات".
"الدول النامية لديها إمكانات هائلة للعمل معا من أجل تحقيق أهداف مشتركة." قال حنفي إن تقدم الدول النامية سيعود بالفائدة على الدول المتقدمة أيضا، فعلى سبيل المثال، عندما تصبح البلدان النامية غنية، فإنها ستشتري المزيد من السلع من البلدان المتقدمة، وستستفيد منها جميع البلدان. وقد أطلق البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، النوايا الحسنة للعالم، ووفرت الحلول الصينية لبناء عالم أفضل.