بكين 26 مارس 2023 (شينخوا) وقعت الصين وهندوراس بيانا مشتركا في بكين اليوم (الأحد) حول إقامة العلاقات الدبلوماسية.
ووفقا للبيان، قررت جمهورية الصين الشعبية وجمهورية هندوراس، تماشيا مع مصالح ورغبات الشعبين، الاعتراف ببعضهما البعض وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء، اعتبارا من تاريخ التوقيع على هذا البيان.
وأصبحت هندوراس، بذلك، الدولة 182 التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
تماشيا مع الاتجاه العام
قال البيان، الذي وقعه عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ ووزير خارجية هندوراس إدواردو رينا، عقب إجراء محادثات، إن حكومة جمهورية هندوراس تعترف بوجود صين واحدة فقط في العالم، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين.
وقال البيان إنه يتعين على حكومة جمهورية هندوراس أن تقطع "العلاقات الدبلوماسية" مع تايوان اعتبارا من هذا اليوم، وأن تتعهد بعدم تطوير أي علاقات رسمية أو تبادلات رسمية مع تايوان.
وعند إجراء محادثات مع تشين، أشار رينا إلى أن هندوراس تعهدت بالالتزام بمبدأ صين واحدة، وسحبت "سفيرها" من تايوان، وستعلن إلغاء جميع الاتفاقيات "الرسمية" مع تايوان في أقرب وقت ممكن.
وقال تشين "لقد اتخذت هندوراس قرارا مهما بالاعتراف بمبدأ صين واحدة والانضمام إلى التيار الرئيسي للعالم، والذي يتوافق تماما مع المصالح الأساسية وطويلة الأجل لهندوراس وشعبها، وهو أيضا خيار للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب الغالبية العظمى من الدول".
وأضاف أن الصين تقدر بشدة موقف هندوراس الواضح وتصميمها الراسخ على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وقال تشين إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وهندوراس أمر نزيه وعادل، وهو اتجاه تاريخي لا يمكن لأي شخص أو قوة إيقافه.
وقال سونغ جون يينغ، رئيس قسم دراسات أمريكا اللاتينية والكاريبي في معهد الصين للدراسات الدولية، إن الصين، التي تدعو إلى نمط جديد من العلاقات الدولية، لم تشكل قط تكتلات حصرية ولم تجبر الآخرين على الانحياز إلى جانب واحد، وهي ملتزمة بالتعاون الودي مع الدول في جميع أنحاء العالم بطريقة عادلة وصريحة.
وقال يوان دونغ تشن، نائب مدير معهد دراسات أمريكا اللاتينية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وهندوراس وجهت ضربة قوية لغطرسة القوى الانفصالية الساعية إلى ما يسمى "استقلال تايوان".
وقال تشين، عند حضور مؤتمر صحفي مشترك مع رينا عقب محادثاتهما، "هذا يثبت مجددا تماما أن التمسك بمبدأ صين واحدة هو الخيار الصحيح بما يتماشى مع المصالح العامة للعالم واتجاه العصر".
كما أدلى متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بتصريحات اليوم بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وهندوراس.
وفي إشارة إلى أن هندوراس بلد مهم في أمريكا الوسطى، قال المتحدث: "هذا هو الخيار الصحيح الذي يتماشى مع الاتجاه السائد ويدعمه الشعب. والصين تقدر ذلك بشدة".
وقال سونغ إن هندوراس اختارت الوقوف إلى جانب 181 دولة في العالم، واعترفت بمبدأ صين واحدة وتعهدت بالالتزام به. وهذا يظهر أن مبدأ صين واحدة يحظى بتأييد ساحق من المجتمع الدولي ويمثل اتجاه العالم.
فصل جديد في العلاقات الثنائية
وقال البيان إن الحكومتين تتفقان على تطوير العلاقات الودية بين البلدين على أساس مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، والمساواة، والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.
ودعا تشين الجانبين إلى تعزيز التضافر والتنسيق بينهما، وتسريع المشاورات بشأن الاتفاقيات الثنائية المهمة وآليات التعاون. كما رحب بهندوراس في دعمها وانضمامها إلى مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.
وقال إن الصين ستدعم بالكامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هندوراس وتحسين مستوى معيشة شعبها، مضيفا أن الصين مستعدة لتوسيع واردات منتجات هندوراس المميزة، وتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في هندوراس، والمشاركة في بناء مشروعات البنية التحتية واسعة النطاق في هندوراس، وإعطاء الأولوية لتنفيذ مشروعات تعود بالفائدة على مستوى معيشة شعبها.
وأشار تشين إلى أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وهندوراس لن تعود بالنفع على الشعبين فحسب، بل سيكون لها أيضا تأثير مهم على تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول النامية وتعزيز ديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية.
ومن جانبه، قال رينا إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين هندوراس والصين فتحت حقبة جديدة من العلاقات الثنائية واتخذت خطوة تاريخية ستعود بالنفع على الشعبين بشكل كبير.
وأكد رينا استعداد هندوراس لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات التمويل والتجارة والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة، والحفاظ على اتصال وتنسيق بشكل أوثق في ظل أطر متعددة الأطراف.
وقال الخبراء إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وهندوراس فتحت فصلا جديدا في العلاقات الثنائية وستضخ بالتأكيد زخما جديدا فى التعاون الودى بين الصين ودول أمريكا اللاتينية.
وقال يوان إن الصين، كونها أكبر دولة نامية، تجمع بين تنميتها السلمية ومصالح المجتمع الدولي، وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين وتعزيز تقدم البشرية، مضيفًا أن هذا هو ما تقدره هندوراس والدول الأخرى في إقامة أو استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الصين.
وفي معرض إشارته إلى أن إقامة العلاقات الدبلوماسية هي بداية جديدة، قال يوان إنه من المأمول أن يشكل البلدان مجموعة من الإنجازات الملموسة في أقرب وقت ممكن ويجلبا المزيد من الفوائد للشعبين.