بيروت 23 مارس 2023 (شينخوا) حذر رئيس بعثة صندوق النقد الدولى إلى لبنان أرنستو ريغو راميريز اليوم (الخميس) من أن "لبنان في لحظة خطيرة للغاية عند مفترق طرق" في ظل انهيار اقتصادي متسارع، داعيا إلى تسريع الإصلاحات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي في ختام زيارة بعثة الصندوق إلى لبنان أجرت خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين والجهات في إطار المراجعة الدورية للتطورات الاقتصادية في لبنان وإعداد تقرير تقييمي بشأنها.
ونبه راميريز إلى أن "الجمود القائم والتقاعس عن اتخاذ إجراءات مطلوبة من شأنه أن يدخل البلاد في أزمة لا نهاية لها".
وأضاف "نشاهد ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في لبنان، والكثيرون لا يستطيعون الوصول إلى أموالهم في المصارف".
وأوضح أنه "مر عام تقريبا منذ أن توصل الصندوق مع الحكومة اللبنانية إلى اتفاق مبدئي"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين أحرزوا تقدما، لكن للأسف التقدم بطيء جدا بالنظر إلى درجة تعقيد الوضع".
وأضاف "البلد في أزمة كبيرة، وأن الصندوق كان يتوقع المزيد من حيث إقرار وتنفيذ التشريعات الخاصة بالإصلاحات المالية في لبنان".
ولفت إلى أن "تأخير الإصلاحات سيضاعف الكلفة على الشعب اللبناني، ونحث الحكومة على الإسراع في تنفيذها".
وكان لبنان توصل إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي لتمويل بقيمة 3 مليارات دولار يصرف على مدى 4 سنوات مشترطا لذلك اعتماد تشريعات مناسبة بشأن ضبط رأس المال وإصلاح القطاع المصرفي، إلا أن الخلافات في البلاد ما تزال تحول دون إقرار الإصلاحات المطلوبة.
وأشار راميريز إلى أنه "لا توجد تقديرات جديدة للخسائر في القطاع المالي اللبناني"، ودعا الحكومة اللبنانية إلى "التوقف عن الاقتراض من البنك المركزي"، مؤكدا أنه "سيتعين على الجميع تحمل خسائر الأزمة المالية".
وشدد على أن "معالجة الخسائر هو أمر ضروري"، مؤكدا أن الاتفاق المبدئي الذي وقعته الحكومة مع الصندوق يحثها على تسريع تنفيذ الإصلاحات للحصول على حزمة الإنقاذ.
ويعاني لبنان منذ العام 2019 من أزمة اقتصادية ومالية حادة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 150 عاما.
ويرى خبراء اقتصاديون أن انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات هيكلية إدارية ومالية من شأنه أن يضع لبنان على طريق الانتعاش بدعم من صندوق النقد الدولي والدول المانحة.