الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

البناء المشترك لـ " الحزام والطريق" يساعد على تنمية العراق

البناء المشترك لـ

24 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يعتبر إعادة بناء منازلهم أعظم أمنية يتمناها الشعب العراقي. وتشارك الصين بنشاط في إعادة إعمار البنية التحتية العراقية وغيرها من المجالات، وتقدم المساعدة في حدود قدرتها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق. ومنذ توقيع الصين والعراق على وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في عام 2015، حققتا نتائج مثمرة في التعاون العملي في مختلف المجالات.

العمال الصينيون مصدر الحماسة والتشجيع

يتم في محافظة النجف الواقعة في جنوب العراق إنشاء أبنية مدرسية نموذجية من قبل شركة الصين لتشييد الطاقة، حيث سيسهم إلى حد كبير في سد النقص الحاصل في أعداد الأبنية المدرسية في عموم المحافظات العراقية.

لقد تسببت عقود من الصراع ونقص الاستثمار في الخراب في نظام التعليم في العراق. ووفقاً منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف)، هناك ما يقرب من 3.2 مليون طفل في سن الدراسة في العراق خارج المدرسة. ونظرًا لنقص المباني المدرسية، لا يمكن للعديد من الطلاب حضور الفصول الدراسية إلا في منازل بسيطة أو حاويات تم تحويلها إلى أقسام دراسية.

صاغت الحكومة العراقية خطة في عام 2020، قررت من خلالها بناء 8000 مدرسة جديدة بحلول عام 2030، وأدرجتها كواحدة من أكثر المشاريع السياسية والمعيشية إلحاحًا. وتضمنت المرحلة الاولى من العطاءات 1000 مدرسة، وقد تولت شركة الصين لتشييد الطاقة بناء 679 مدرسة نموذجية.

" أصبح مستوى البنية التحتية في العراق متخلفا للغاية بعد سنوات من الحرب. وقدمت لنا تكنولوجيا البناء المتقدمة للشركات الصينية الكثير من المساعدات". قال رئيس مشروع المدرسة النموذجية التابع لإدارة التعليم بمحافظة النجف، إن بناء المدرسة قد تم بشكل مشترك من قبل العمال الصينيين والعراقيين. "لقد شجعنا حماس العمال الصينيين، كما ندرك بشكل أوضح أن تعاون" الحزام والطريق "مفيد ومربح للطرفين."

قال الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد الغزي، إن مشروع المدرسة سيصبح مشروعًا نموذجياً بمعايير جودة عالية وأسلوب عصري يتماشى مع احتياجات العراق العملية بعد اكتماله، وذات أهمية كبيرة لتحسين ظروف التدريس في المحافظات.

ستبني النجف 40 مدرسة نموذجية. "وفقا للمتطلبات، سيتم تسليم المدارس على التوالي ابتداء من الربع الرابع من العام الجاري. ونحن على ثقة من أن المشروع سينتهي في الموعد المحدد بمعايير عالية. " قال مدير المشروع يانغ هاي بين.

نتطلع إلى قدوم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار والمشاركة والتعاون

شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء الطاقة العراقية في السنوات الأخيرة. في عام 2014، تم تشغيل مشروع محطة واسط الحرارية لتوليد الكهرباء من قبل الشركة الصينية، مما أدى بشكل فعال إلى تحسين إمدادات الطاقة في بغداد والمناطق المحيطة بها. وفي عام 2021، سيتم توصيل محطة توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة 730 ميغاواط في الرميلة، والتي تديرها شركة الصين لتشييد الطاقة، بالشبكة لتوليد الطاقة، مما يخفف من نقص الطاقة في جنوب العراق. ووفقا للتقارير، فإن محطات الطاقة التي بنتها الصين مسؤولة عن نصف إمدادات الكهرباء في العراق.

تعتبر صناعة النفط الركيزة الأساسية للاقتصاد العراقي، حيث تمثل حوالي 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي و90٪ من عائداته المالية. وتعمل الحكومة العراقية بنشاط على تنفيذ وتعزيز خطة إحياء صناعة النفط لزيادة إنتاج النفط وقدرات التصدير. ومنذ عام 2008، بدأت مؤسسة البترول الوطنية الصينية في المشاركة في التعاون لتطوير صناعة النفط والغاز في العراق، وبحلول نهاية عام 2021، أنتجت ما مجموعه 1.135 مليار طن من النفط الخام، ما لم يساهم بمبلغ كبير من الإيرادات الضريبية فحسب، بل وفر أكثر من 65000 فرصة عمل محلية وأعدّ أكثر من 8000 موهبة لمختلف الخدمات الهندسية والفنية أيضا.

قال حسن علي موسى، المستشار السابق لوزارة النقل العراقية، إن إعادة إعمار العراق تحتاج إلى تعزيز بناء البنية التحتية بقوة. ويرتبط الري الزراعي والمدارس والمطارات وما إلى ذلك ارتباطًا وثيقًا بمعيشة الناس. وقد استجاب البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" لاحتياجات الشعب العراقي.

ذات أهمية لتنمية العراق والشرق الأوسط بأسره

عقد لقاء بعنوان "دعم البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق: مبادرة الحزام والطريق وتأثيرها على الاقتصاد العراقي" في قاعة المحاضرات بجامعة بغداد يوم 20 مارس الجاري. وألقى العديد من المشاهير العراقيين كلمات على خشبة المسرح، وخارج المسرح، ناقش ممثلون من الدوائر السياسية والتجارية والأكاديمية فكرة تعزيز التعاون بين العراق والصين.

وقال انور البهادلي مسؤول بوزارة التجارة العراقية، إن هذا اللقاء نظم بشكل عفوي من قبل ممثلين من كافة مناحي الحياة في العراق، ويعقد في اماكن مختلفة بالتناوب كل شهر، والغرض من ذلك التعريف بفوائد المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وبناء المزيد من الإجماع.

قال عضو مجلس الأمة العراقي، إن الحرب دمرت العراق، ويأمل الشعب العراقي أن يعيش حياة سلمية ومستقرة. والصين تدعو إلى التنمية السلمية وتتمسك بمبدأ المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. "إن تعزيز التعاون مع الصين له أهمية كبيرة لتنمية العراق ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها."

قال عادل عبد المهدي، رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق، إن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" هو مبادرة تنموية شاملة ذات منفعة متبادلة طويلة الأمد. " يريد العراق العمل يدا بيد مع الأصدقاء الصينيين لاغتنام فرصة التنمية التي تأتي مرة واحدة في العمر ".

ومن جانبه، قال تسوي وي، سفير الصين لدى العراق، إن الصين مستعدة لتقاسم ثمار التنمية مع جميع دول العالم، بما في ذلك العراق، ومستعدة لمواصلة الإسهام في إعادة إعمار العراق وتنميته، وتقديم المساعدة في حدود قدراته لمساعدة الشعب العراقي على عيش حياة أفضل. 

صور ساخنة