تقرير إخباري: الأمم المتحدة تعلن توصل الحكومة وجماعة الحوثي لاتفاق يقضي بتبادل 887 محتجزا في اليمن

عدن، اليمن 20 مارس 2023 (شينخوا) أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الاثنين) عن توصل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لاتفاق يقضي بتبادل 887 محتجزا لأسباب متعلقة بالنزاع في اليمن.

وذكر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان بمناسبة اختتام الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين في اليمن، المنعقد في سويسرا، أن الأطراف اتفقت على خطة تنفيذية للإفراج عن 887 محتجزا لأسباب مرتبطة بالنزاع من كل جانب.

وأضاف غروندبرغ في بيان، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن الأطراف اتفقت أيضا على معاودة الاجتماع في منتصف شهر مايو المقبل لمناقشة المزيد من عمليات الإفراج، والتزمت بتبادل زيارات مشتركة إلى مرافق الاحتجاز التابعة لكل منهم، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال هذه الزيارات.

وعبر غروندبرغ عن " شكر الأطراف الحاضرين اليوم على انخراطهم في حوار بناء والتفاوض بحسن نية وتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى هذه النتيجة، كما حثهم على تيسير التنفيذ العاجل لعملية الإفراج ، ومواصلة البناء على ما تم تحقيقه اليوم، والاتفاق على المزيد من عمليات الإفراج في المستقبل القريب.

واعتبر أن ما تم التوصل إليه اليوم هو تطور مرحب به، وتقدم إيجابي نحو وفاء الأطراف بالتزاماتها عملا باتفاقية ستوكهولم (2018) لإطلاق سراح كافة المحتجزين المرتبطين بالنزاع عملا بأساس الإفراج عن الكل مقابل الكل".

وأشار المبعوث الأممي إلى أنه " من الضروري وضع نهاية للنزاع بشكل شامل ومستدام إذا أردنا لليمن التعافي من الأثر المدمر الذي ألحقته سنوات النزاع الثمانية بحياة رجاله ونسائه"، لافتا إلى أنه من أجل ذلك، سيواصل عمله مع الأطراف والدول الأعضاء في المنطقة والمجتمع الدولي لإحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تضع الأسس لمستقبل أفضل لليمن.

وكانت الأمم المتحدة قد رعت وبمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ العاشر من مارس الجاري جولة مفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة السويسرية برن.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها مساء اليوم - تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه- إن "أطراف النزاع في اليمن اختتمت اليوم اجتماعا استمر لعشرة أيام في سويسرا تم الانتهاء فيه من وضع الخطة التنفيذية لإطلاق سراح 887 من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع".

وذكرت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى اليمن دافني ماريت: أن "هذه الخطوة الحاسمة ستنهي معاناة العديد من العائلات التي تشتت شملها، وستسهم في بناء الثقة بين الأطراف ونأمل أن تؤدي إلى مزيد من عمليات الإفراج".

وأشارت ماريت، إلى أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقف على أهبة الاستعداد لمواصلة دورها كوسيط محايد، وتيسير الزيارات الإنسانية البحتة لأماكن الاحتجاز، والمساهمة في استعادة الروابط العائلية، ودعم الإفراج عن المحتجزين المرتبطين بالنزاع ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم حتى يتسنى لآلاف آخرين العودة إلى ديارهم ".

وكان مصدر دبلوماسي يمني قد أكد في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن وفدي الحكومة والحوثيين في مفاوضات الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا توصلا إلى اتفاق لعملية تبادل 887 أسيرا من الجانبين.

وأكد المصدر حينها أن صفقة التبادل سيتم من خلالها إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي والجنرال ناصر منصور هادي، وأربعة صحفيين محكوم عليهم بالإعدام، إضافة إلى نجل وشقيق طارق صالح عضو المجلس الرئاسي.

وأشار المصدر إلى أن الصفقة تضم أيضا إفراج الحوثيين عن 19 عسكريا من التحالف العربي (16 عسكريا سعوديا، و3 عسكريين سودانيين).

ورحبت الحكومة اليمنية، بنتائج الاتفاق بين الوفد الحكومي الحوثيين والذي أسفر عن إطلاق سراح 887 أسيراً ومختطفاً من الطرفين منهم 181 لصالح الحكومة والتحالف بينهم اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي، ومحمد محمد عبدالله صالح، وعفاش طارق صالح والصحفيين الأربعة، و 19 من التحالف.

وقال بيان لوزارة الخارجية اليمنية ، إن الحكومة تثمن نتائج اجتماع اللجنة الإشرافية المعنية باتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفيا، والمخفيين قسريا، والأشخاص قيد الإقامة الجبرية، المنعقد في مدينة برن السويسرية خلال الفترة من 10 وحتى20 مارس 2023 برعاية مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبحسب البيان، فإن فريق اللجنة الإشرافية الحكومي و بموجب توجيهات مجلس القيادة الرئاسي تعامل بجدية ومسؤولية كاملة مع هذا الملف الإنساني الهام لإطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى والمحتجزين بهدف لم شمل مئات الأسر بذويهم الذين طال انتظارهم.

ودعت الحكومة اليمنية "إلى استمرار عمل اللجنة المشتركة واستكمال الاتفاق على تفاصيل ما تبقى من الأسرى والمختطفين عملاً بمبدأ الكل مقابل الكل، مشددة على ضرورة السماح بالزيارات المتبادلة للجميع دون استثناء وعلى رأسهم من تبقى من المشمولين بقرار مجلس الأمن رقم 2216، وضرورة الكشف عن مصير المخفيين قسريا، حسب البيان.

بدوره قال عبد القادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، إنه تم التوصل إلى الاتفاق لتنفيذ صفقة تبادل واسعة للأسرى.

وأوضح المرتضى وهو أيضا رئيس وفد الحوثيين المفاوض "اختتمنا اليوم في سويسرا جولة المفاوضات على ملف الأسرى، وتم الاتفاق على تنفيذ صفقة تبادل واسعة تشمل 706 من أسرانا في مقابل 181 من أسرى الطرف الآخر بينهم سعوديون وسودانيون".

وأشار المرتضى إلى أنه سيتم تنفيذ الصفقة بعد ثلاثة أسابيع، على أن يتم عقد جولة أخرى بعد شهر رمضان المقبل لاستكمال تنفيذ بقية الاتفاق.

والاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم، هو الثاني من نوعه بشأن الأسرى والمعتقلين في اليمن، حيث كانت الأمم المتحدة قد رعت في العام 2020 جولة مفاوضات في سويسرا وتم التوصل حينها إلى اتفاق نفذت بموجبه الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي عملية تبادل أكثر من 1000 أسير ومعتقل من الجانبين.

وتعاني اليمن من نزاع دموي منذ أواخر 2014، بين الحكومة المعترف بها دوليا وبين الحوثيين، وتسبب هذا النزاع في احتجاز وأسر واعتقال الآلاف من الجانبين.