بكين 16 مارس 2023 (شينخوا) إن "الهدف الجوهري للتحديث هو التنمية الحرة والشاملة للشعب"، هكذا ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يوم الأربعاء في خطاب رئيسي خلال الاجتماع رفيع المستوى لحوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب السياسية العالمية.
وقال شي إن "التحديث لا يتحقق تلقائيا، بل هو نتيجة للعمل الجاد بمبادرة تاريخية قوية"، مشددا على أنه يتعين على الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم دمج بناء الأحزاب مع التحديث الوطني.
كما اقترح شي مبادرة الحضارة العالمية، مؤكدا على أن التسامح والتعايش والتبادلات والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات تلعب دورا لا غنى عنه في دفع تحديث البشرية.
وبدورهم، قال مراقبون دوليون إن تصريحات شي تتناول بشكل مفصل مسؤوليات القادة السياسيين العالميين في النهوض بالبشرية. وباعتباره نموذجا يحتذى به في العالم، قدم التحديث الصيني النمط قدرا عظيما من الحكمة وفتح آفاقا جديدة للتنمية المستدامة للبشرية.
-- التحديث الصيني النمط لم يُبنَ في يوم واحد
ذكر دوغو بيرينجيك، رئيس الحزب الوطني التركي، أن التحديث في الصين يحتضن الجماهير وفي الوقت نفسه يوازن بين التنمية والتناغم مع الطبيعة، ويقدم مثالا يحتذى به للعالم.
وأشار إلى أن "تحديث جمهورية الصين الشعبية يسير على طريق يحتضن المجتمع ككل ويولي اهتماما بالإثراء الروحي للبشرية"، مضيفا أنه من المثير للإعجاب تحقيق التحديث بعدد سكان يبلغ 1.4 مليار نسمة بفضل الاشتراكية الصينية.
وقال زاهر رعد، مفوض الشؤون الخارجية بالحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، إن خطاب شي أجاب على العديد من الأسئلة التي تهم الأحزاب المشاركة واقترح أن تتولى الأحزاب السياسية مسؤوليات دفع التحديث. فضمان التحديث المتمحور حول الشعب يشكل المفتاح لدفع قضية التحديث قدما.
ومن جانبه ذكر أندريس ألفاريز، سكرتير إدارة العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي الكولومبي، أن شي شرح كذلك اقتراحه الهام بشأن التحديث والتنمية، الذي يصب في صالح تقليص الفجوة العالمية بين الشمال والجنوب وإنشاء نموذج للأمن والتنمية يتسم بالإنصاف والعدالة والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة.
وأضاف قائلا إنه بهذا النموذج سيكون للناس في جميع أنحاء العالم حقوق أكبر في اتخاذ خياراتهم الخاصة.
إن تحقيق التحديث الصيني النمط لا يتجسد بين عشية وضحاها. فالأمر يتطلب قيادة قوية وعملية صنع سياسات دقيقة من قبل حزب سياسي، هكذا أوضح بنيامين أنياجري، الأمين العام لجمعية الصداقة الغانية -الصينية.
وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني، الذي يقود الشعب الصيني على طريق التحديث، قدم قدوة يحتذى بها للأحزاب السياسية الأفريقية.
-- نمط جديد من العلاقات الدولية
دعا شي في خطابه إلى الاستفادة من قوة نمط جديد من العلاقات بين الأحزاب من أجل بناء نمط جديد من العلاقات الدولية وتوسيع الشراكات العالمية من خلال تنشئة شركاء أقوى مع الأحزاب السياسية العالمية.
وفي هذا الصدد، قال آصف لقمان قاضي، مدير الشؤون الخارجية لحزب الجماعة الإسلامية في باكستان، إن الأحزاب السياسية الباكستانية ترحب بهذه التصريحات، التي تعزز التبادلات الشعبية.
وذكر أن حزب الجماعة الإسلامية، بصفته أحد الأحزاب السياسية الرئيسية في باكستان، يتطلع إلى مواصلة تعزيز التعاون والتبادلات مع الحزب الشيوعي الصيني من خلال مراكز الفكر والمنظمات الشبابية والمنظمات النسائية والقنوات الأخرى.
ومن ناحية أخرى، لفت جوستافو بينتو، البروفيسور البرازيلي، إلى أن دور الصين في تسهيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران يُظهر مسؤوليتها كدولة كبرى.
وقال بينتو إن الحضارة الصينية تدعو للشمول والشهامة، وهو أمر يتعين على الدول الأخرى أن تفهمه بشكل أكبر لأن من شأنه أن يخلق مستقبلا أفضل للعالم.
إن الحزب الشيوعي الصيني ملتزم بدعم العدالة والإنصاف الدوليين، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين، والدعوة إلى تعددية أطراف حقيقية وممارستها، وحماية النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته، هكذا ذكر كافينس أديري الباحث في العلاقات الدولية والمقيم بكينيا.
وأشار أديري إلى أنه "بدون السلام، لا يمكن لأي بلد أن يتطور. وقد قدم الحزب الشيوعي الصيني مثالا جيدا في هذا الصدد للأحزاب السياسية الأخرى في الدول الأخرى".
-- مبادرة جديدة تلبي احتياجات العصر
قال فانكساي تافينيان، نائب رئيس مجلس الدعاية والتدريب للجنة المركزية للحزب الثوري الشعبي اللاوسي، إن مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها شي تحترم مختلف الحضارات.
وأشار إلى أن المبادرة تتفق مع نداء العصر وتساعد مختلف الحضارات على التعايش والتعلم من بعضها البعض.
وذكر سيرجي ساناكوييف، نائب رئيس جمعية الصداقة الروسية-الصينية ورئيس مركز بحوث منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي حضر المؤتمر، أن المبادرة تعد تطورا طبيعيا في إطار مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مضيفا أن المبادرة الجديدة ستساعد في بناء عالم متعدد الأقطاب وتعزيز الرخاء المشترك.
أما إليني كارامالينجو، مديرة قسم برامج البكالوريوس في تخصص علم آثار اليونان القديمة وتاريخها وثقافتها في جامعة أثينا، فقالت إن جهود الصين لتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات العالمية مهمة.
وعندما ضربت مثالا على ذلك بالتعاون اليوناني-الصيني، قالت كارامالينجو، التي تعاونت بشكل وثيق مع الجامعات الصينية في السنوات الأخيرة، إن تعميق التعاون بين البلدين في مجالي الثقافة والتعليم ساعد على دفع تحقيق تعاون أكثر تواترا وإثمارا بين اليونان والصين.
وفي نفس السياق، قال ستيفانوس ستيفانو، الأمين العام للحزب التقدمي للشعب العامل في قبرص، إنه ينبغي على البلدان أن تتطور بشكل سلمي، وينبغي على الحضارات أن تحترم بعضها البعض. وإن مبادرة الحضارة العالمية تساعد العالم على العمل معا لمواجهة التحديات العالمية الملحة، والحد من الصراعات والمواجهات، وتحقيق التعايش المتناغم.
وقد أشار أسد الله بادامجيان، الأمين العام لحزب المؤتلفة الإسلامي الإيراني، إلى أن إيران والصين حضارتان قديمتان لهما تاريخ يعود لآلاف السنين، وكلاهما ساهم في تطوير حضارة العالم.
وأضاف أن مبادرة الحضارة العالمية ستساعد شعوب جميع البلدان على الخروج من ظل الاستعمار والإمبريالية والهيمنة.