الدوحة 13 مارس 2023 (شينخوا) أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم (الاثنين) أن منطقة الشرق الأوسط تحتاج بشدة إلى إطار مستدام للسلام والاستقرار يستند إلى الحوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم في افتتاح الدورة الخامسة من منتدى الأمن العالمي تحت شعار "إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون" الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام في العاصمة الدوحة.
وقال الشيخ محمد "إن منطقتنا مثلت لعقود طويلة مسرحا للعديد من الأزمات وتداعياتها، لذا فإننا نؤمن بحاجة المنطقة بشدة إلى إطار مستدام لضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل يستند إلى مبادئ الحوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وأضاف أن هذا الإطار المستدام هو ما سيضمن تلبية طموحات شعوب المنطقة وآمالها، منبها إلى أن ذلك لا يتحقق إلا بتوظيف قدرات الشباب الذين يشكلون غالبية سكان المنطقة ويعاني الملايين منهم من غياب فرص التعليم والعمل.
وأشار إلى أن تسييس السلع الأساسية كالطاقة والمياه والغذاء والأدوية لا يقل خطورة عن الحروب والأزمات لما له من آثار وخيمة على الشعوب الأكثر هشاشة وضعفا، معتبرا أن الأزمات العالمية المتراكمة خلفت تحديات اقتصادية جمة خاصة تلك التي ترتبط باستقرار سلاسل الإمداد والتوريد.
وشدد رئيس الوزراء القطري على أن هذه التحديات تستلزم استجابة من كل دولة على حدة وجماعيا عبر مقاربة شاملة ومستدامة.
كما شدد على أن النجاح في تجاوز مختلف التحديات التي تواجه العالم على مستوى الأمن الإقليمي والدولي يبقى رهين قدرة جميع الدول على الالتزام بالمبادئ الأساسية التي تشكل حولها التوافق العالمي مثل تكريس العدل والمساواة والتضامن ورفض إزدواجية المعايير.
وبالحديث عن بلاده، ذكر أنها تتبع نهجا يجمع بين التنمية الوطنية والإنسانية داخليا، وبين السياسة الخارجية القائمة على الموازنة بين المبادئ والمصالح والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية، منوها في هذا الصدد بنجاح الدوحة في نزع فتيل الأزمات في دارفور ولبنان وأفغانستان وتشاد وغيرها، حد وصفه.
ومضى يقول "لقد أصبحت قطر استنادا إلى هذا النهج الفريد شريكا يعتد به في صناعة السلام ودعم الاستقرار"، مؤكدا أن بلاده ستواصل هذا الدور في المنطقة وعلى مستوى العالم للتخفيف من حدة الأزمات الإقليمية والدولية وتأكيدا على أهمية إيجاد الحلول السلمية للنزاعات من خلال الحوار والدبلوماسية.
وبحسب الموقع الرسمي لـ "منتدى الأمن العالمي"، يعد المنتدى الذي انطلقت نسخته الأولى في عام 2018 تجمعا دوليا سنويا يناقش خلاله القادة وكبار المسؤولين والخبراء حول العالم وبينهم وزراء ورؤساء أجهزة أمنية وخبراء بارزون وأكاديميون وصحفيون، التحديات الأمنية على الساحة الدولية.
ويدور موضوع المنتدى لهذا العام حول إعادة رسم ملامح النظام العالمي، بالتركيز على النهج الدولي لمقاربة الصراع والأزمات والتعاون وإجراء مناقشات بشأن موضوعات مثل أزمة الطاقة العالمية ومقاربات تعزيز الاقتصادات المستدامة، وتطور الإرهاب والتهديدات الناشئة، والتطرف العنيف.