روابط ذات العلاقة
مرحلة جديدة تدخلها العلاقات السعودية الإيرانية بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد سنوات من المحاولات المتعثرة.
الصين الحليف الاستراتيجي للمملكة والدولة الصديقة التي تحرص على علاقتها الأخوية، لعبت دور الوسيط في وضع حجر الأساس لحل الأزمة السياسية بين المملكة وإيران، وبناء العلاقة من جديد، وإعطاء فرصة تاريخية لعودة العلاقات ، وإنقاذ الموقف المحتم بين الطرفين بنقلهما من وضعية الحروب إلى المناورات لتحقيق المصالح المشتركة ، وفق شروط وبنود تحفظ حق المملكة وتضمن التزام الطرف الآخر.
إذ بدأت جولات الحوار بجهود مشكورة من سلطة عمان والجمهورية العراقية بين عامي 2021 و2022 بسلسلة من الخطوات المترددة، اكتملت وانتهت بمباحثات ومفاوضات على الأراضي الصينية في العام الحالي 2023 ، لتسفر عن تطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، واستئناف العلاقات الدبلوماسية، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما.
وتأتي هذه الخطوة بعد ضمانات صينية بضمان الالتزام لكلا الطرفين ومبادرة وترحيب من الجهتين لهذا الصلح الذي يسعى لإعطاء الجانب الإيراني فرصة لمحو الماضي وفتح صفحة جديدة من التعاون.
وتبقى الروابط الصينية السعودية أكبر وأهم من علاقة تتعلق بالمنافع الاقتصادية، إذ كانت الزيارة الأخيرة لفخامة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية والتي امتدت لثلاثة أيام، جرى خلالها استعراض علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، تؤكد على متانة الروابط التي تتجاوز التبادل التجاري، لتشهد تطورات متسارعة متجهة نحو شراكة بعيدة المدى على الجانبي الثقافي والاجتماعي ، إضافة لكون تلك الزيارة تمثل أكبر نشاط تجاري بين الصين والعالم العربي، فالصين بلد نستمتع ونحن نتابع ثقافتها وتراثها وبعض العادات التي تتشابه معنا كمجتمع عربي.
منذ عودتي من الصين في نوفمبر الماضي وعيناي لازالت تراقبها عن كثب ..بلد استضافت ٨١ إعلاميا من مختلف الدول وجمعتنا تحت مظلتها لنراها عن قرب، واليوم تلعب دورا يحسب لها كوسيط في حلحلة أزمة سياسية بين السعودية وايران وعودة العلاقات الدبلوماسية، وكأنما قدّر لها أن تكون نقطة التقاء.