9 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لقد حقق الفيلم الشهير "الأرض المتجولة 2" نجاحا باهرا أثناء عرضه في دور السينما الصينية خلال عطلة عيد الربيع، حيث أظهر للجمهور نسخة من الخيال العلمي التي تم تشييدها بواسطة الطاقة النووية. وفي هذا الصدد قال دوان شورو عضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وكبير الخبراء في مجال الاندماج النووي لمجموعة الطاقة النووية الصينية أثناء مقابلة مع صحيفة غلوبال تايمز إن "الاندماج النووي الثقيل" الموصوف في هذا الفيلم هو تحقيق لإمدادات الطاقة للمحرك الكوكبي عن طريق "حرق الحجارة". من وجهة النظر الهندسية الحالية فإن "الاندماج النووي الثقيل" ليس اتجاها بحثيا رئيسيا في الوقت الحالي، ومع ذلك في عالمنا الحالي يمكن للبشر استخدام الاندماج النووي الخفيف لتحقيق استخدام طاقة الاندماج في المستقبل القريب. وهو يعتقد أنه من خلال كافة الجهود المشتركة في الصين، سيكون من الممكن توصيل الطاقة النووية النظيفة والفعالة إلى ملايين الأسر في المستقبل.
في نوفمبر 2022 طرحت الصين مكونا أساسيا في أكبر مشروع لمفاعل للاندماج النووي في العالم، والمعروف أيضا باسم أكبر "شمس اصطناعية" في العالم. حيث تم إكمال انتاج اللوحة الجدارية الأولى للتدفق الحراري المعزز للمفاعل التجريبي النووي الحراري الدولي (إيتير). وقال دوان شورو إن هذا المفاعل يعد أكبر "شمس اصطناعية" في العالم. وهو يحاكي تفاعلات الاندماج النووي داخل الشمس لإنتاج الطاقة، ولتلبية شروط الاندماج النووي المتحكم فيه، يجب أن تتجاوز جزيئات الوقود 100 مليون درجة مئوية وتنتج عددا كبيرا من الجسيمات عالية الطاقة. كما أن"اللوحة الجدارية الأولى" وهي "جدار الحماية" والمكون الرئيسي لهذا المفاعل ستواجه مباشرة عملية حرق مئات الملايين من البلازما والجزيئات ذات طاقة مرتفعة جدا. كما أضاف قائلا: "لقد تم الانتهاء من إنتاج اللوحة الجدارية الأولى للتدفق الحراري المعزز لهذا المفاعل، كما تتفوق المؤشرات الأساسية على متطلبات التصميم وهي مناسبة للإنتاج الضخم، وهذا يشير إلى أن الصين قد اخترقت بشكل شامل التكنولوجيا الرئيسية لهذا الجدار، وحققت الريادة المستمرة لهذه التكنولوجيا الأساسية".
في الوقت الحاضر، بلغت بحوث الاندماج الدولي مرحلة تجربة احتراق الديوتيريوم والتريتيوم وبحوث تكنولوجيا الهندسة النووية الرئيسية لتطوير مفاعلات الاندماج. وفي هذا الصدد، قال دوان شورو إن الخطوة التالية لخطة "الشمس الاصطناعية" هي الانتقال تدريجيا من مرحلة تجربة احتراق الديوتيريوم والتريتيوم إلى هندسة مفاعل الاندماج ومرحلة التجربة الفيزيائية، وأخيرا الدخول في مرحلة محطة طاقة الاندماج التوضيحي ومرحلة محطة طاقة الاندماج التجارية لتحقيق الاستخدام السلمي لطاقة الاندماج".
مضيفا: "إذا اعتمدنا على النظام الصناعي الحالي للعلوم والتكنولوجيا النووية، وجمعنا وحدات ومؤسسات البحوث المفيدة ذات الصلة ذات الخبرة المهنية والأساس التقني في مجال الهندسة النووية، وبناء نظام تطوير تكنولوجي ونظام صناعي لطاقة الاندماج تدريجيا، وركزنا على هندسة الاندماج النووي والبحوث التقنية فسوف يستغرق الأمر حوالي 30 عاما، أي أنه بحلول منتصف هذا القرن، نعتقد أن البشر يمكنهم استخدام طاقة الاندماج النووي التي يمكن التحكم فيها".