الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

تقرير إخباري: الطائرات الزراعية بدون طيّار تحل المشاكل التقنية لضيعات الفاكهة في الصين

تقرير إخباري: الطائرات الزراعية بدون طيّار تحل المشاكل التقنية لضيعات الفاكهة في الصين

9 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مع استمرار توسع مساحات الأشجار المثمرة، يشهد إنتاج الفاكهة في الصين زيادة متواصلة. حيث تظهر البيانات بأن إنتاج الصين من الفاكهة في عام 2021 قد بلغ 293 مليون طن، بعد أن كان 221 مليون طن في عام 2012. كما زاد متوسط استهلاك الفرد من الفاكهة من 150.93 كغ في عام 2017 إلى 175.27 كغ في عام 2021، وهو المتوسط الفردي الأول عالميا.

لم يعد طبق الفاكهة يبدو شيئا باهظا بالنسبة للأسر الصينية. وللوصول إلى هذه النتيجة، بذلت العديد من الجهود، وتم توظيف ا لعديد من "التقنيات السوداء"، بينها الطائرات الزراعية بدون طيار، التي تم اعتمادها على نطاق واسع.

تشتهر محافظة شينفنغ من مقاطعة جيانغشي بزراعة البرتقال. ويقول المزارعون المحليون إن الحمضيات أكثر حساسية من المحاصيل الحقلية مثل الأرز والقمح، وإذا لم يتم الاهتمام بها بعناية، فسوف تتلف أو حتى تفشل. حيث يحتاج البرتقال إلى 270 يوما لينمو، بينها 60٪ من المدّة تخصص لأعمال العناية.

ولكن تواجه طرق إدارة البساتين التقليدية عدّة تحدّيات في الوقت الحالي. حيث يتراجع عدد اليد العاملة مع ازدياد معدلات الشيخوخة في الأرياف الصينية. كما تصل تمثل درجات الحرارة العالية صيفا تحدّيا كبيرا للعمّال. ولذلك، بدأ عدّة مزارعون يشعرون بقلق حيال مستقبل الزراعة.

في ذات الوقت، تواجه بساتين الفاكهة صعوبة في الميكنة. فمن أجل توفير مساحات كافية من الأراضي لزراعة الحبوب، تزرع البساتين في الصين عمومًا على التلال، مما يصعب على الآلات الزراعية دخولها. لذلك، ورغم أن الصين تعد مصنّعا رئيسيًا للآلات الزراعية في العالم، ويصل فيها معدل الميكنة الشاملة لزراعة المحاصيل والحصاد 72٪، إلا أن معدل ميكنة بساتين الفاكهة في الصين وصل في عام 2021 إلى 40٪ فقط.

أمام هذه العقبات، قدّمت الطائرات الزراعية بدون طيار حلولا جديدة لميكنة بساتين الفاكهة. في هذا الصدد، يقول المزارع ليو، أن ضيعته التي تقدر مساحتها بحوالي 10 هكتارات، تحتاج في الأصل، إلى عمل 10 عمّال على مدار يومين لرش الأدوية. كما أنه بسبب التساقط الكثيف للأمطار أثناء فصل الصيف في جنوب الصين، عادة ما لا يتوفر للمزارعين وقتا كافيا لرش الأدوية. لكن ليو حينما جرّب طائرة زراعية بدون طيار، تمكن من إكمال أعمال الرش في 3 ساعات فقط. ونجح في توفير تكلفة العمالة السنوية بحوالي 54 ألف يوان، وخفض تكلفة الأدوية من 4500 يوان إلى 2500 يوان. كما قلّل استهلاك المياه بنسبة 90٪. واستطاع توفير ما لا يقل عن 120 ألف يون في التكلفة الإجمالية.

ويقول الأستاذ خه شيونغ كوي من جامعة الصين للزراعة إن الضخ الهوائي القوي للطائرة بدون طيار يجعل الدواء السائل يتغلغل أكثر داخل الشجرة. كما يمكن استعمال الطائرة ليلا، عندما تكون درجة الحرارة والرطوبة ملائمة أكثر لعمليات الرش. في الوقت نفسه، يساعد الرش بالطائرة في خفض معدل استخدام المياه والمبيدات، في المقابل، تتسبب الطرق التقليدية في إهدار 60٪ من المبيدات أثناء عمليات الرش، وهوما من شأنه أيضا أن يقلّل نسب التلوث والتسمّم.

تسهيل الأعمال الزراعية، وخفض التكاليف وزيادة الكفاءة، ليست سوى واحدة من الفوائد التي تجلبها الطائرات بدون طيار للضيعات. حيث يقول يوان شوقن الخبير في زراعة البرتقال، إن الطرق التقليدية لا تسيطر على الحشرات بشكل فعال. إذ يمكن للحشرات أن تختبئ في الضيعات المجاورة أثناء عمليات الرش التقليدي، ثم تطور آلية جديدة لمقاومة المبيدات وتعود من جديد إلى نفس الضيعة. لكن استعمال الطائرات بدون طيار يمكن المزارعين من رش مساحات أوسع في نفس الوقت، ومن ثم القضاء على الحشرات بشكل كلي.

وإلى جانب رش المبيدات، تستعمل الطائرات في نقل المحاصيل والشتلات داخل ضيعات الفاكهة. وإجراء نمذجة ثلاثية الأبعاد للبساتين ومراقبة نمو الأشجار وتقدير الإنتاج. ويقول مزارع فواكه إن الهواء المتدفق من الطائرة بدون طيار يمكنه أن يزيل زهور أشجار الفاكهة الفائضة، مما يمنع العفن الرمادي.

وتستعمل الطائرات الزراعية بدون طيّار في الوقت الحالي، على نطاق واسع في ضيعات الفاكهة في الصين. وتغطي أكثر من 20 نوعًا من الفاكهة، مثل مناطق انتاج البرتقال واليوسفي في قوانغشي، وضيعات عين التنين في قوانغدونغ والمانجو والبيتايا في هاينان. 

صور ساخنة