يعتبر السير في طريق التنمية السلمية سمة مميزة وخيارًا حتميًا للتحديث صيني النمط، وهذا المسار ليس نسخة من صعود القوى العظمى التقليدية، التي يسعى بعضها للهيمنة بعد أن تصبح قوية، ولكنه طريق صحيح يعود بالفائدة للصين والعالم أجمع. وتقف الصين بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وتقدم الحضارة الإنسانية، وترفع راية السلام والتنمية والتعاون والنتائج المربحة للجميع، وتسعى إلى تنميتها مع الحفاظ بحزم على السلام والتنمية في العالم، وتستخدم تنميتها الخاصة من أجل حماية السلام والتنمية في العالم بشكل أفضل.
دافعت الحضارة الصينية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام عن السلام، والسعي لتحقيق السلام والوئام المتجذر بعمق في العالم الروحي للأمة الصينية والممزوج في دماء الشعب الصيني. وقد تعرضت الصين في العصر الحديث للغزو من قبل القوى الغربية لفترة طويلة، وعانى الشعب الصيني منها كثيرًا. ويدرك الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني الذين خرجوا من المعاناة قيمة السلام والتنمية، ويعتبرون تعزيز السلام والتنمية في العالم واجبًا مقدسًا لهم. وشدد الرئيس شي جين بينغ على أن "الصين تتمسك بطريق التنمية السلمية" و "بغض النظر عن مدى تطورها، لن تسعى الصين وراء الهيمنة أبدا، ولن تنخرط في التوسع الخارجي أبدا." كما أدرجت الصين في دستورها تمسكها بمسار التنمية السلمية، مما يدل على عزمها الراسخ على السير في طريق التنمية السلمية.
لا توافق الصين على المنطق القديم القائل بأن "الدولة القوية يجب أن تسعى للهيمنة". لقد قامت بعض الدول بغزو واستعمار ونهب دول أخرى في عملية التحديث، مما تسبب في معاناة كبيرة لشعوب الدول النامية، ولا يزال يمارس عدد قليل من الدول الغربية سياسة الهيمنة والقوة حتى يومنا هذا، مما يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في العالم. ولا يعتمد التحديث الصيني النمط على التوسع العسكري الأجنبي والنهب الاستعماري، ولكنه يعزز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، مثل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ويتعاون مع العالم لتحقيق نتائج مربحة للجانبين، ويعزز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وعلى مدار السبعين عامًا الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم يسبق لها أن أثارت أي نزاع، ولم تحتل شبرًا واحدًا من أراضي الدول الأخرى، أو شنت حربًا بالوكالة، أو شاركت في أي جماعة عسكرية. وأشار كيث بينيت، نائب رئيس نادي مجموعة الـ 48، وهي شبكة أعمال مستقلة تلتزم بتعزيز علاقات إيجابية بين بريطانيا والصين، إلى أن التحديث الصيني يتحقق من خلال تطوير نفسها مع مساعدة الدول الأخرى على التطور، وهو ما يختلف اختلافًا جوهريًا عن ممارسة بعض الدول التي تستغل دولًا أخرى.
وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، كانت التنمية دائمًا أولوية قصوى للصين. ولا يقتصر التحديث الصيني النمط على الاستقلال والاعتماد على الذات فحسب، بل يستخدم ويستوعب ايضا الخبرة الغربية في عملية التحديث على نطاق واسع عبر انفتاحها على العالم الخارجي، وتلتزم الصين بالتنمية السلمية والتنمية المفتوحة والتنمية التعاونية والتنمية المشتركة، وتواصل تقديم الدعم والمساعدة للبلدان النامية في حدود قدراتها. وفي الوقت نفسه، ستعمل الصين بثبات على حماية السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية. وإن الشعب الصيني لم ولن يسعى إلى تخويف أو قمع أو استعباد شعوب بلدان أخرى، كما لن يسمح أبدًا لأي قوى خارجية بالتنمر عليه أو قمعه أو استعباده.
وفي الوقت الحاضر، تتسارع التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، ودخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتحول، ويواجه السلام والتنمية تحديات خطيرة. وتنتهج الصين بحزم سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتصر على الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة دائماً. كما اقترحت الصين البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، التي خلقت منتجًا عامًا عالميًا شعبيًا ومنصة تعاون دولية للتعاون المفتوح، وأطلقت مبادرة إنمائية عالمية، بدعم من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية بما في ذلك الأمم المتحدة، كما تعمل على تعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمي وإصدار "ورقة مفاهيم مبادرة الأمن العالمي" ... قال رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج، إن الصين القوية والصديقة ستجلب تأثيرًا إيجابيًا على المنطقة والعالم، وتساعد الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم على تحقيق التنمية المشتركة. وأشار إدواردو ريغالاردو، الخبير في الشأن الصيني بمركز الدراسات السياسية الدولية في كوبا، إلى أن التزام الصين بمسار التنمية السلمية لم يخلق بيئة دولية جيدة لحملة التحديث الخاصة بها فحسب، بل كان له تأثير كبير على تنمية وتقدم المجتمع البشري أيضًا.
وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، ستظل الصين دائمًا من بناة السلام العالمي، ومساهمًا في التنمية العالمية، ومدافعً عن النظام الدولي، وتعمل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والسعي جاهدة لتقديم مساهمات أكبر للسلام والتنمية البشرية.