القدس/ رام الله 6 مارس 2023 (شينخوا) أثارت مطالبة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للشرطة اليوم (الاثنين) بإبقاء المسجد الأقصى شرق القدس مفتوحا أمام دخول الزوار من الإسرائيليين المتشددين، والاستمرار في هدم منازل الفلسطينيين خلال شهر رمضان، حفيظة الفلسطينيين معتبرين أن ذلك يثير المخاوف من تصعيد الأوضاع.
وعبر بن غفير في تسجيل صوتي مسرب خلال مناقشة مع قيادة الشرطة، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة، عن غضبه من قرار إغلاق المسجد الأقصى أمام المتشددين الإسرائيليين خلال شهر رمضان لمدة 10 أيام.
وقال بن غفير في التسريب إن إغلاق "جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على المسجد الأقصى) استسلام تام للإرهاب، علينا أن ندرس عدد الأيام، ليس بالضرورة أن تكون عشرة، أحيانًا كانت تسعة وأحيانًا سبعة".
وحث الشرطة على مواصلة عمليات هدم المنازل المقامة بدون تراخيص شرق مدينة القدس خلال شهر رمضان، وفقا لما أوردته الإذاعة العبرية العامة.
وعلى مدار سنوات، تجنبت إسرائيل تنفيذ أي عمليات هدم خلال شهر رمضان في شرق المدينة المقدسة تجنبا لتصعيد التوتر في المنطقة.
وقال بن غفير في تصريحات للإذاعة العبرية العامة إن رمضان مبارك ولكن هذا لا يعني أن نستكين ونستسلم أمام من يخالف القانون بسبب حلول هذا الشهر، تماما مثلما لا نتهاون في تطبيق القانون خلال أعياد اليهود.
وفي السياق ذاته، هدمت السلطات الإسرائيلية اليوم (الاثنين) 7 منازل فلسطينية مأهولة في الضفة الغربية وشرق القدس، وسط تنديد ورفض فلسطيني.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان إن قوة إسرائيلية ترافقها جرافة هدمت أربعة مساكن من الصفيح في منطقة ((مسافر يطا)) جنوب مدينة الخليل بحجة البناء دون ترخيص.
وأوضح البيان أن 40 شخصا بينهم نساء وأطفال أصبحوا في العراء بعد هدم مساكنهم، مشيرا إلى أن الهدف من الهدم توسيع المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين وممتلكاتهم جنوب الخليل.
وعادة ما تبرر السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم لمنشآت أو مباني فلسطينية بأنها تقام من دون الحصول على الترخيص اللازم، فيما يقول الفلسطينيون إن ذلك يتم لصالح التوسع الاستيطاني.
كما هدمت آليات إسرائيلية 3 منازل في حي ((واد الجوز)) شرق مدينة القدس بحجة البناء دون ترخيص، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان.
وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الحي وفرضت طوقا عسكريا على المنطقة وطلبت من أصحاب المنازل الثلاثة والبالغ عددهم 20 شخصا بإخلائها تمهيدا لهدمها.
وأضافت المصادر أن منزلين تبلغ مساحتهما 60 مترا مربعا والثالث 120 مترا مربعا، مشيرة إلى أن محاولات عديدة بذلت لترخيص هذه المنازل التي تم تشييدها منذ 25 عاما، ولكن بلدية القدس رفضت ذلك.
من جهته، اعتبر رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني أن سياسة إسرائيل بهدم المنازل الفلسطينية في شرق القدس بهدف تفريغ المدينة وتهويدها عبر تهجير سكانها.
وقال الحسيني لـ((شينخوا)) إن الفلسطينيين في شرق القدس يتعرضون "لهجمة" إسرائيلية غير مسبوقة في إطار الائتلاف الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك للضغط على إسرائيل لوقف سياساتها وإجراءاتها.
ووفقا للإذاعة العبرية فأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل أخيرا أفضت إلى وقف تطبيق التعليمات التي أشار إليها بن غفير في شرق مدينة القدس، بما يشمل فرض غرامات وهدم مبان شيدت بدون تراخيص.
وأفادت الإذاعة بأن نتنياهو انتدب سكرتيره العسكري لمحاولة إقناع بن غفير بوقف عملية الهدم المتواصلة.
كما بدأت الشرطة الإسرائيلية بالتحضير لتنفيذ تعليمات بن غفير على الرغم من التكلفة المحتملة ومن التحذيرات التي أطلقها رؤساء الأجهزة الأمنية حول نتائج هذه التعليمات على المنطقة.
وفي المقابل، حذر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي من خطورة مخطط إسرائيلي لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى شرق مدينة القدس.
وقال الرويضي في بيان إن ما يجري في المسجد الأقصى يدلل على مخطط سيفرض على الأرض عنوانه فرض التقسيم المكاني على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل جنوب الضفة الغربية.
وحولت إسرائيل بعد السيطرة على الضفة الغربية جزء من الحرم إلى كنيس يهودي فأصبح 60 في المائة من مساحته لليهود، والباقي للمسلمين وقاموا بفصل الجزأين بحواجز وبوابات حديدية محكمة ووضعوا فيها ثكنات عسكرية للإشراف والمراقبة.
وأشار إلى أن المحاولات الإسرائيلية مستمرة لإنهاء الوصايا الأردنية على المقدسات تدريجيا من خلال تقليص دور دائرة الأوقاف الإسلامية، وتعطيل عملها في الإعمار والترميم واعتقال موظفيها، والقرارات الجائرة بإبعاد عدد من المرابطين بالأقصى.
ويقول الفلسطينيون إن الوضع القائم أو ما يطلق عليه مصطلح ((ستاتسكو)) هو الوضع الذي ساد في المسجد الأقصى قبل سيطرة إسرائيل على الجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967، والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم وتبلغ مساحته 144 دونما ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان إن تعليمات بن غفير بشأن تنفيذ عمليات هدم منازل فلسطينية شرق مدينة القدس خلال شهر رمضان تؤجج الأوضاع في ساحة الصراع.
إلى ذلك، دعت جماعات تابعة للمستوطنين لتنفيذ اقتحام واسع للمسجد الأقصى يومي الثلاثاء والأربعاء بمناسبة عيد ((المساخر)) اليهودي، بحسب ما أفادت الإذاعة العبرية العامة.
وفي هذا الصدد، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها محمد حمادة أن أي عدوان جديد على المسجد الأقصى سيكون بمثابة صاعق تفجير للأوضاع الميدانية.