رام الله 5 مارس 2023 (شينخوا) زار وفد من الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي اليوم (الأحد) بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية للتضامن مع سكانها بعد أسبوع من تعرضها لهجوم واسع من قبل مستوطنين إسرائيليين.
واستمع الوفد الذي ضم إلى جانب أعضاء الكنيست نشطاء سلام إسرائيليين وشخصيات اعتبارية إلى شهادات حية حول ما جرى من قبل المستوطنين، واطلع على حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالسكان.
وتعرضت قرى وبلدات جنوب نابلس خاصة حوارة ليلة الأحد الماضي إلى نحو 300 هجوم تمثلت في حرق منازل ومركبات وتحطيم نوافذ تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر في حينه عن مقتل فلسطيني يدعى سامح الأقطش (37 عاما) وإصابة أكثر من 300 آخرين بالاختناق والكدمات بفعل "اعتداء قوات الجيش والمستوطنين" على قرى جنوب نابلس.
وقال رئيس كتلة الجبهة العربية للتغيير أحمد الطيبي، للصحفيين في المكان إن الوفد جاء للتضامن مع سكان حوارة بعد "الجريمة النكراء من قبل مخربين إسرائيليين مدعومين بالجيش الذي كان على علم بهذه الخطة".
وأضاف الطيبي أن زيارة الوفد تحمل رسالة للمجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي "لا يوجد له حماية ولا أحد يدافع عنه أمام عمليات حرق وتدمير للممتلكات من هذا النوع".
وبلغت الخسائر التي تكبدتها قرى وبلدان جنوب نابلس جراء هجمات المستوطنين نحو أربعة ملايين دولار شملت حرق وتدمير منازل السكان وممتلكاتهم ومركباتهم، بحسب مسؤولين محليين.
وقالت عايدة توما عضو الكنيست للصحفيين إن كافة المشاهد "لا توازي نظرة نلقيها على بيت تم حرقه والأطفال بداخله، ومن فعل ذلك هم ليسوا بشر وإنما مجرمون أعطوا الضوء الأخضر من قبل الجيش الذي يرعاهم".
وأضافت توما "نحن مع أهل حوارة بكل الطرق الممكنة من خلال الزيارة وتقديم المعونة المادية أو الدعم السياسي، وذلك من خلال صوت جلي داخل إسرائيل أننا لا يمكن أن نصمت على هذه الجرائم".
وقوبل هجوم المستوطنين على قرى جنوب نابلس بتنديد ورفض فلسطيني ودولي، وقامت وفود دبلوماسية أوروبية وأمريكية الأيام الماضية بزيارتها وطالبت "بمحاكمة ومحاسبة من نفذ الاعتداءات من المستوطنين وضرورة وقفها".
إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيان دول العالم التي أدانت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها "لمحو" بلدة حوارة باتخاذ موقف حازم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
وقال المالكي إن "هجمات المستوطنين لم تبدأ في حوارة وإنما هي مستمرة ومتواصلة ومتكررة على امتداد الأرض الفلسطينية، وبعد كل جريمة يصرخ الفلسطيني مطالبا العالم بالتدخل لوقفها ولا يكون هناك صدى لصراخه".
وأشار المالكي إلى أن سموتريتش يستوطن في إحدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وهو يعتبر من قيادات المستوطنين ومن يمثلهم داخل حكومة نتنياهو بمواقفه "المتطرفة"، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بإدانة سموتريتش وإنما تجريم الاحتلال الإسرائيلي والعمل الحقيقي من أجل سرعة إنهائه.
ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 حوالي نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.2 مليون فلسطيني. وتشهد مدن الضفة الغربية توترا مستمرا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكثيرا ما تحولت الاحتكاكات بينهما إلى مواجهات وأعمال عنف.
ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.