28 فبراير 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت صناعة السياحة في الشرق الأوسط انتعاشاً قوياً عام 2022، لتعود إلى 83٪ من مستواها قبل ظهور الوباء، وذلك حسب تقرير أصدرته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مؤخرا. ويتوقع أن يستمر تعافي السياحة في المنطقة في التسارع هذا العام. ووفقًا للتقرير، فإن التعافي السريع لصناعة السياحة في الشرق الأوسط لا تدعمه سياسات الدول المختلفة فحسب، بل استفاد من إقامة الأحداث المتتالية مثل إكسبو دبي وكأس العالم في قطر أيضًا.
قالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، جوليا سيمبسون، إن الحكومات في الشرق الأوسط تواصل القيام باستثمارات كبيرة في السياحة، والتي سيكون لها تأثير إيجابي كبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونحن الآن متفائلون جدًا بشأن آفاق تعافي الصناعة، بالرغم من أن الوباء قد أحدث تأثيرًا على صناعة السياحة الإقليمية.
وتخطط المملكة العربية السعودية لاستثمار 1.5 تريليون دولار أمريكي في غضون 10 سنوات، وتسعى جاهدة لتصبح واحدة من أفضل عشر وجهات سياحية في العالم بحلول عام 2030.
كما يعد تطوير السياحة جزءًا مهمًا من "رؤية قطر الوطنية 2030"، حيث تسعى الدولة جاهدة لجذب 6 ملايين سائح بحلول عام 2030، وسيشكل الدخل المرتبط بالسياحة 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وسيتضاعف موظفو السياحة.
وفي عام 2022، أنشأت مصر صندوق دعم السياحة والآثار الثقافية لزيادة تشجيع تنمية السياحة في مختلف الأماكن وجذب الاستثمار السياحي. كما تعاونت وزارة السياحة والآثار المصرية مع العديد من الحكومات والقطاعات الخاصة لتحسين البنية التحتية للسياحة وجودة الخدمة من خلال زيادة عدد الرحلات الجوية والفنادق، وتبسيط إجراءات التأشيرات السياحية، وزيادة سرعة الإنترنت للفنادق. ووفقًا للإحصاءات، في عام 2022، تم إضافة 431 فندقًا ومركزًا للتسوق في مصر.
عززت دول الشرق الأوسط بقوة للتحول الرقمي في قطاع السياحة في السنوات الأخيرة. وفي الوقت الحاضر، هناك أكثر من 70 دولة ومنطقة يمكنها الحصول على التأشيرة السياحية الإلكترونية المصرية. قال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، إن مصر ستعمل بقوة على تعزيز تنمية السياحة وستسعى جاهدة لتحقيق هدف جذب 30 مليون سائح دولي سنويًا بحلول عام 2028.
اقترحت المملكة العربية السعودية استراتيجية السياحة الرقمية في عام 2022، بما في ذلك إطلاق منصة رقمية لدمج مقدمي خدمات السياحة في التطبيقات، ودعم التطبيقات التكنولوجية المتعلقة بالسياحة، مثل تكنولوجيا الواقع الافتراضي. وفي الوقت نفسه، تشجيع إنشاء المنصات الرقمية وجذب الاستثمار السياحي، وإنشاء نماذج أعمال رقمية جديدة.
يعتقد تقرير ذو صلة صادر عن شركة "برايس ووترهاوس كوبرز"، أن انتعاش صناعة السياحة سيساعد منطقة الشرق الأوسط على تنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة. ويجب على البلدان ذات الصلة زيادة تطبيق التكنولوجيا الرقمية وتدريب الموظفين المعنيين في صناعة السياحة لوضع أساس متين لمزيد من التوسع في صناعة السياحة.
تقديم خدمات عالية الجودة لجذب السياح الصينيين
أشار تقرير منظمة السياحة العالمية إلى أن تدابير الوقاية والسيطرة المحسنة في الصين ستوفر دعمًا قويًا لتعافي صناعة السياحة العالمية. وفي الوقت الحاضر، اتخذت دول الشرق الأوسط إجراءات مختلفة للترحيب بالسياح الصينيين.
استقبلت المدينة الترفيهية "منتزه فيراري وورلد" في أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤخرًا أول مجموعة سياحية صينية في السنوات الثلاث الماضية، وقد شهدت المجموعة استقبالا حاراً، حيث سار أكثر من 60 سائحًا صينيًا عبر السجادة الحمراء للحديقة لدخول المدينة الترفيهية، وتلقوا هدايا تذكارية خاصة مع الدخول المجاني إلى الحديقة. وقالت ديانا تايلور، نائبة المدير العام في عالم فيراري أبو ظبي:" "نحن نفتقد السياح الصينيين كثيراً، لا نطيق الانتظار للترحيب بالجميع هنا. "
أنشأت دبي اللجنة التنفيذية "احتضان الصين" في عام 2018، التي تتمثل أحد مهامها الرئيسية في التعاون مع ترتيب الإعفاء المتبادل من التأشيرة الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الصينية وحكومة الإمارات العربية المتحدة، وجذب السياح الصينيين وتقديم الخدمات ذات الصلة، بما في ذلك وضع لافتات صينية في المواقع السياحية الرئيسية، وتشجيع تدريب المرشدين السياحيين الصينيين، وإنشاء خط ساخن باللغة الصينية للسياح الصينيين، إلخ.
"نرحب بالسياح الصينيين في مطعمنا للاستمتاع بالطعام". قال كريم، رئيس مطعم الذواقة التقليدي في منطقة الزمالك بالقاهرة، عاصمة مصر، إن عودة السياح الصينيين ستعزز بشكل كبير تنمية صناعة السياحة في مصر وتعزز ازدهار صناعة السياحة العالمية.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري:" أتطلع إلى المزيد من السياح الصينيين الذين يزورون مصر ويزورون الحضارات القديمة. وسنقدم خدمات جيدة للسياح الصينيين".