روابط ذات العلاقة
دمشق 27 فبراير 2023 (شينخوا) التقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الاثنين) مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي قام بزيارة لدمشق هي الأولى لوزير خارجية مصري منذ أكثر من 11 عاما.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية ((سانا))، أن الرئيس الأسد أكد خلال اللقاء أن بلاده "حريصة على العلاقات التي تربطها مع مصر"، مشيرا إلى أنه "يجب النظر دائما إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام، وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات".
واعتبر الرئيس الأسد أن "العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام".
ونوه بأن "مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري".
وشكر الرئيس الأسد مصر "لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال" الذي ضرب البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.
وأفادت ((سانا)) أن وزير الخارجية المصري نقل للرئيس بشار الأسد خلال اللقاء، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد فيها "تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال"، وأبلغه تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بـ"العلاقات التاريخية بين سوريا ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين".
واعتبر الوزير شكري أن "العلاقة السورية-المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية"، مؤكدا أن "مصر ستكون دائما مع كل ما يمكن أن يساعد سوريا، وستسير قدما في كل ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق".
وأشار شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، ولفت إلى أن السوريين المقيمين في مصر "أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحا كبيرا في أعمالهم في مختلف المجالات".
ووصل شكري في وقت سابق من اليوم إلى مطار دمشق الدولي، وكان في استقباله نظيره السوري فيصل المقداد.
وأعرب المقداد في تصريحات صحفية عقب لقائه بنظيره المصري، عن تقدير بلاده لدور مصر الكبير في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، مؤكدا أن المساعدات التي قدمتها "تعبر عن التحام الشعبين السوري والمصري".
وقال المقداد "نرحب بوزير خارجية مصر سامح شكري، فهو عندما يأتي إلى دمشق يأتي إلى بيته وأهله وبلده"، لافتا إلى أن لقاء شكري مع الرئيس الأسد "تركز على آثار الزلزال، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين".
من جهته، قال الوزير المصري "سعيد بزيارة سوريا وتشرفت بلقاء الرئيس الأسد، ونقلت له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتأكيد على التضامن مع سوريا والاستعداد لاستمرار تقديم ما نستطيع من دعم، لتتمكن من تجاوز الآثار المترتبة على الزلزال"، معربا عن تعازي مصر قيادة وحكومة وشعبا بالضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكد شكري أن "الشعب السوري يحظى بمكانة كبيرة لدى الشعب المصري الذي شعر بالألم والحزن لما أصاب سوريا جراء الزلزال، حيث سارعت مصر لتقديم المساعدات لسوريا لتجاوز آثار الكارثة وقدمت حتى الآن ما يزيد على 1500 طن من المساعدات".
وأضاف أن مصر "ستستمر بمؤازرة الأشقاء في سوريا وتقديم ما يحتاجونه من دعم إنساني"، لافتا إلى أن بلاده "تنسق مع الحكومة السورية في هذا المجال منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال".
وشدد شكري على أن "العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري أخوية وقوية وراسخة، وأن مصر متضامنة مع سوريا وتدعمها بمواجهة التحديات التي تواجه شعبها"، معربا عن أمل بلاده بأن تتجاوز سوريا الآثار المترتبة على الزلزال بأسرع وقت.
وأعلنت مصر أمس الأحد أن الوزير سامح شكري سيقوم بزيارة إلى كل من سوريا وتركيا اليوم "تستهدف نقل رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما عقب كارثة زلزال السادس من فبراير الجاري".
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد في بيان، إنه من المنتظر أن يؤكد شكري في لقاءاته بكل من سوريا وتركيا "استعداد مصر الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بالبلدين، وأن مصر حكومة وشعبا، لا يمكن أن تتأخر يوما عن مؤازرة أشقائها".
وكان الرئيس المصري السيسي قد أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد في أعقاب الزلزال الذي تعرضت له سوريا أخيرا، معربا عن تضامنه الكامل مع بلاد الاخير وتقديم كافة أوجه العون والمساعدة.
وتأتي زيارة شكري إلى سوريا بينما لا تزال عضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلقة على خلفية الأزمة التي اندلعت في البلاد منذ العام 2011.
وفي أعقاب الزلزال، أرسلت الدول العربية مساعدات إلى سوريا وسط مؤشرات على انفراج دبلوماسي قد يشهد عودتها إلى جامعة الدول العربية.