مينسك 27 فبراير 2023 (شينخوا) قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لوكالة أنباء ((شينخوا))، في مقابلة حصرية قبل زيارته للصين، "لدي أحر وألطف الذكريات من زيارتي الأولى للصين ومن انطباعاتي الأولى عن البلاد ومن تعاوني مع قادة جمهورية الصين الشعبية".
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ31 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبيلاروس، والتي تم تعزيزها وتحديثها باستمرار، مع إحراز تقدم قوي في التعاون الشامل خلال هذه السنوات.
في 15 سبتمبر 2022، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ولوكاشينكو في سمرقند في أوزبكستان، على هامش الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون. وقرر رئيسا البلدين رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة في جميع الأحوال. ووصلت العلاقات الصينية البيلاروسية إلى أعلى مستوى لها في التاريخ.
ويعلق لوكاشينكو آمالا كبيرة على زيارته المرتقبة للصين. وقال رئيس بيلاروس "لقد زرت الصين عدة مرات. ويسرني جدا زيارة الصين مرة أخرى في الأيام المقبلة ولقاء الزعيم الصيني، صديقي القديم الرئيس شي جين بينغ، وهو شخص ذكي وحكيم ومبدع وعصري للغاية".
وخلال المقابلة، استذكر لوكاشينكو زياراته السابقة إلى الصين، متذكرا زيارته الأولى للصين كرئيس لبيلاروس منذ أكثر من عقدين، فضلا عن رحلاته السابقة كعضو في البرلمان إلى المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين.
وقال إنه في ذلك الوقت، لم تكن الصين هي نفسها كما هي الآن، "كان عدد السكان ضخما ... وتوجب إطعام وإكساء الجميع. واحتاجت الصين إلى تعزيز الدفاع الوطني. كل شيء لم يكن سهلا. ومع ذلك، كانت الصين مصممة على تحقيق كل ذلك".
وبعد زيارة الصين، قال لوكاشينكو إنه يشعر أنه في غضون عقدين فقط ستحقق الصين تنمية كبيرة، لذلك ينبغي تعلم تجربة الصين.
وأفاد الرئيس أن بلاده استفادت من تجربة الصين، وخاصة تلك المتعلقة بالمناطق الاقتصادية الخاصة، لافتا إلى أنه "بناء عليها، أنشأنا العديد من المناطق الاقتصادية الحرة، بما في ذلك مجمع الحجر العظيم الصناعي الصيني-البيلاروسي... إذ تجربة الصين تكمن في صميمه".
ويعد المجمع الصناعي الذي ذكره لوكاشينكو أكبر مشروع لجذب الاستثمارات في بيلاروس ومشروع تعاون تاريخي في إطار مبادرة الحزام والطريق، والتي روج لها رئيسا الدولتين شخصيا وحظيت بتقدير الحكومتين. منذ زيارة زعيمي البلدين للمجمع الصناعي في مايو 2015، مضى تطوير وبناء المشروع قدما، وتحققت نتائج مثمرة.
ووفقا للجنة الإحصائية الوطنية في بيلاروس، بلغ صافي ربح شركات المجمع الصناعي 34.1 مليون روبل بيلاروسي (13.51 مليون دولار أمريكي) في عام 2022، بزيادة 144 في المائة عن العام السابق.
وفي معرض استعراضه لتطوير المجمع الصناعي في السنوات الأخيرة، قال لوكاشينكو إنه تم إحراز تقدم على الرغم من جائحة كوفيد-19 إلى جانب الأزمات والمشاكل الأخرى. وفي العام الماضي وحده، انتقلت 19 شركة إليه.
وأظهرت أحدث الإحصاءات أنه كان هناك 107 شركات في المجمع الصناعي بحلول 22 فبراير 2023، مع استقرار سبع شركات جديدة في المجمع هذا العام.
وقال لوكاشينكو إن "الرئيس الصيني شي جين بينغ وصف الحجر العظيم ذات مرة بأنه 'لؤلؤة على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير' "، مبينا أن بيلاروس تولي أهمية كبيرة لتطوير المجمع وتوفر العديد من السياسات التفضيلية بما في ذلك الإعفاءات الضريبية. وشدد على أن "هذا مفيد جدا للأعمال".
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ10 لمبادرة الحزام والطريق. وكانت بيلاروس، باعتبارها مركز عبور مهم على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، من أوائل الدول التي استجابت وشاركت في المبادرة.
مع نمو العلاقات الثنائية، شهدت الصين وبيلاروس زيادة في التجارة خلال السنوات الماضية. وتظهر إحصاءات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن التجارة البينية تجاوزت 5 مليارات دولار في 2022، بزيادة 33 بالمائة على أساس سنوي.
وأشار لوكاشينكو إلى أن بلاده لديها قطاع قوي لتصنيع الآلات. ويشارك البلدان حاليا في حوار بشأن قضايا السياسة الصناعية.
وقال لوكاشينكو "اليوم، نتعلم بالفعل من تكنولوجيات الصين الجديدة، والتي تهمنا. وهذا يتعلق بجميع القطاعات، من التكنولوجيا الحيوية إلى الدفاع الوطني. لقد حققت الصين تقدما كبيرا".
وأضاف "نتوقع انضمام المزيد من شركات التكنولوجيا الفائقة من الصين إلى المجمع الصناعي".
وفي السنوات الأخيرة، عمقت الصين وبيلاروس التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي.
وتم تشغيل مشروع المؤسسة الوطنية البيلاروسية للتكنولوجيا الحيوية، وهو "مشروع زراعي كامل الدورة عالي التقنية"، يضم أول مصنع لتصنيع أحماض أمينية في بيلاروس وتم بناؤه بالتعاون مع الصين، رسميا في منطقة مينسك في 4 نوفمبر 2022.
ويعد مشروع المؤسسة الوطنية البيلاروسية للتكنولوجيا الحيوية أول مؤسسة لإنتاج الأحماض الأمينية في بيلاروس وأول مشروع لاستبدال الواردات في صناعة معالجة الحبوب العميقة. وأوضح الرئيس البيلاروسي أن المشروع سيرفع القدرة التكنولوجية للبلاد ويصبح قاطرة التنمية الوطنية.
وأوضح لوكاشينكو أنه بفضل قيادة شي، غدى المشروع قابلا للتنفيذ، لافتا إلى أن "هذه تكنولوجية متقدمة للغاية. ليس لدى العديد من دول العالم مرافق الإنتاج هذه. لقد ساعدتنا الصين في إنشاء مثل هذه الشركة للتكنولوجيا الحيوية".
كما ذكر الرئيس البيلاروسي أن ابنه الأصغر يدرس حاليا التكنولوجيا الحيوية في برنامج تدريبي مشترك بين البلدين.
وقال إن الصين حققت تنمية كبيرة وتلعب دورا مهما في الشؤون الدولية، مبينا أن الصين أصبحت دولة كبرى ذات سياسة مستقلة و"اليوم، لا يمكن حل قضية واحدة في العالم بدون الصين".
ولدى إعرابه عن ثقته الراسخة بأن الصين، كما هو الحال دائما، ستتبع سياسة خارجية مستقلة تنشد السلام، قال لوكاشينكو إن ورقة موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية هي شهادة على سياستها الخارجية السلمية، إضافة إلى أنها خطوة جديدة ومبتكرة سيكون لها تأثير بعيد المدى في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بحادثة إسقاط الولايات المتحدة لمنطاد مدني صيني غير مأهول، وصفها لوكاشينكو بأنها "خطوة غير ودية للغاية" و"استعراض" نظمته الولايات المتحدة عمدا لأسباب سياسية.
وقال الرئيس البيلاروسي "اليوم، لا يمكن لأحد احتواء الصين أو وقف تنميتها".