دمشق 26 فبراير 2023 (شينخوا) زار ثمانية رؤساء برلمانات عرب من الاتحاد البرلماني العربي دمشق يوم الأحد وأكدوا على أهمية إعادة سوريا إلى محيطها العربي واستعادة دورها العربي والإقليمي.
وترأس النائب العراقي محمد الحلبوسي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، الوفد الذي زار دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد أولا ثم توجه للقاء نواب سوريين في مجلس الشعب السوري.
وكان من بين الزوار رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، وهو أول مسؤول مصري يزور سوريا خلال الحرب التي استمرت أكثر من 11 عاما.
وكان عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي وصلوا في وقت سابق من يوم الأحد إلى مطار دمشق الدولي، وذلك للتأكيد على دعم سوريا والوقوف إلى جانب شعبها، وفقا لوكالة أنباء ((سانا)) الرسمية.
وقال الحلبوسي في تصريح للصحفيين في مطار دمشق الدولي إن "الوفد يمثل اتحاد البرلمان العربي الذي كان منعقداً في بغداد، للتأكيد على دعم سوريا والوقوف مع شعبها في محنته جراء الزلزال".
وأضاف أن" الموقف العربي داعم لعودة سوريا إلى محيطها العربي، وأن تمارس سوريا البلد العربي دورها في كل المستويات على الساحة الإقليمية والدولية".
من جانبه، قال جبالي إن المشرعين الآخرين جاءوا إلى سوريا للتضامن مع الشعب السوري، قائلا "لا ننتظر سوريا حتى تأتي إلينا، نحن نأتي إلى سوريا لأنها بلدنا أيضا. كل الحب والعاطفة للشعب السوري".
وأضاف جبالي أن زيارتهم لسوريا لم تكن ضمن جدول أعمال القمة المصغرة للاتحاد البرلماني العربي في بغداد.
وتابع أن الفكرة كانت من الحلبوسي، مشيرا إلى أن النائب العراقي اهتم بترتيبات السفر للزيارة.
في غضون ذلك، قالت وكالة (سانا) إن الرئيس الأسد شدد على أن زيارة الوفد إلى سوريا تعني الكثير للشعب السوري لأنها تشير إلى دعم الشعب السوري.
وقال الأسد إن الزيارة تؤكد أيضا أن هناك مؤسسات عربية فاعلة قادرة على أخذ زمام المبادرة في مختلف الظروف والتحرك لمصلحة الشعوب العربية، شاكرا الدول العربية على الاستجابة السريعة التي ظهرت على الصعيدين الشعبي والرسمي لمساعدة الشعب السوري على تجاوز آثار الزلزال.
واعتبر الأسد أن قوة المؤسسات التي تمثل الشعوب تأتي من كونها تمثل مختلف أطياف وشرائح المجتمع، وما يوفره هذا التنوع من فرصة للحوار والبحث عن نقاط القوة المشتركة لتكون أساساً في العمل العربي المشترك.
من جانبهم، أكّد أعضاء الوفد "الاستعداد لتقديم كلّ الدعم الممكن ليتجاوز الشعب السوري هذه المحنة"، معتبرين أنّ "الشعب السوري قادر على تجاوز آثار الزلزال، كما استطاع مواجهة الحرب والحصار عليه"، وفقاً للبيان.
واعتبر المحلل السياسي السوري محمد العمري في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن "قرار بعض وفود البرلمانات العربية زيارة سوريا والمطالبة بكسر الحصار هو نوع من الدبلوماسية الشعبية الضاغطة على الحكومات كون هذه الوفود تمثل الشعوب".
وعقب الزيارة، أعلنت الخارجية المصرية أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيتوجه صباح الإثنين إلى سوريا في زيارة لنقل رسالة تضامن من مصر عقب كارثة الزلزال.
وقال المتحدث باسم الوزارة السفير أحمد أبو زيد في بيان إن "شكري سيتوجه صباح يوم الإثنين إلى كل من سوريا وتركيا، في زيارة تستهدف نقل رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما الشقيقين، عقب كارثة الزلزال الذي خلف خسائر فادحة".
وتجدر الإشارة إلى أن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية قد تم تعليقها في عام 2011 على خلفية الأحداث التي كانت تشهدها البلاد آنذاك.
ومؤخراً، وخاصة في أعقاب زلزال 6 فبراير، أرسلت الدول العربية العديد من شحنات المساعدات إلى سوريا وسط مؤشرات على انفراج دبلوماسي واسع النطاق قد يشهد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.