بكين 22 فبراير 2023 (شينخوا) يتمتع العم سام بطريقة خاصة لرواية القصص. يمكنه إثارة مسألة تافهة لجعلها قضية كبيرة أو التقليل من شأن مسألة خطيرة ويجعلها قابلة للنسيان.
يعد تعامل واشنطن الأخير مع حادث المنطاد الصيني نموذجا ممتازا على المبالغة السالف ذكرها.
على الرغم من أن ظهور منطاد مدني صيني غير مأهول في المجال الجوي الأمريكي كان غير مقصود وغير متوقع، فقد صورته واشنطن عن قصد على أنه "منطاد تجسس". لقد كان موضوعا مثيرا حتى في خطاب حالة الاتحاد الأخير للرئيس جو بايدن.
مثل مطرقة ثقيلة تكسر حبة جوز صغيرة، لجأت واشنطن إلى استخدام طائرة مقاتلة وصاروخ لإسقاط منطاد لا يشكل تهديدا، في وصف يمكن أن يقال عنه "مسرحية هزلية سياسية".
"الكثير من البالونات تحلق فوق الأرض كل يوم. هل تريد الولايات المتحدة إسقاطها جميعا؟" سأل وانغ يي، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في جلسة الصين في مؤتمر ميونخ للأمن الـ59.
ونشر ماكس بوت، كاتب العمود في ((واشنطن بوست))، في مقال رأي قال فيه إن الجنون حول المنطاد الصيني خطير وغير مبرر. "ما يقلقني هو رد الفعل الهستيري المفرط من جانب العديد من الأمريكيين على تقدم البالون".
بصرف النظر عن المبالغة، فإن العم سام ماهر أيضا في الاستخفاف.
كان هناك ما لا يقل عن أربعة حوادث لخروج قطارات عن مسارها في الولايات المتحدة في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك في 3 فبراير عندما خرج قطار يحمل مواد كيميائية سامة عن مساره في بلدة ايست باليستاين الصغيرة في أوهايو. وأظهر تسجيل مصور دخانا ينتشر فوق موقع الحادث وتلوث الأنهار القريبة.
كشفت حوادث خروج القطارات المتكررة عن مسارها عن مشكلات النقل طويلة الأمد في الولايات المتحدة - خطوط السكك الحديدية المتقادمة والصيانة المتأخرة وتدخل مجموعات المصالح ومعايير البناء غير المستوية... والقائمة تطول.
لكن المسؤولين الأمريكيين قللوا من شأن الحادث المروع.
بعد حادث الانحراف عن القضبان في 3 فبراير في أوهايو، أصرت حكومة الولايات المتحدة على أن استجابتها للحادث كانت سريعة وفعالة، وأقسمت أن جودة الهواء والمياه المحلية آمنة. وتجاهلت الاعتراف بأن السكان يعانون من السعال والصداع وحرقان العيون وأعراض أخرى.
على الرغم من أن حاكم أوهايو مايك ديواين أصر على أن جودة الهواء في المدينة آمنة، إلا أن الارتباك وانعدام الثقة لا يزالان بين السكان وخبراء البيئة، وفقا لتقرير صدر عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
العم سام جيد أيضا في ادعاء البكم. في الآونة الأخيرة، ظهرت أدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة هي مرتكب تفجير خط أنابيب "نورد ستريم" على الأرجح. والتزم المسؤولون الأمريكيون ووسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية الصمت حيال هذه القضية.
سواء من خلال المبالغة أو الاستخفاف، تمتلك الولايات المتحدة الكثير من الأدوات تحت تصرفها لتضليل الجمهور الأمريكي والتلاعب به.