عدن، اليمن 22 فبراير 2023 (شينخوا) اعتبرت الرئاسة اليمنية أن إيداع السعودية مبلغ مليار دولار للبنك المركزي اليمني سيمثل دفعة قوية للاقتصاد اليمني واستقرار العملة الوطنية والتي شهدت بدورها تحسنا طفيفا في تداولات اليوم أمام جميع العملات الأجنبية.
وأعلنت السعودية أمس (الثلاثاء) إيداع مليار دولار في البنك المركزي اليمني، لدعم الإصلاح الاقتصادي في اليمن، وأكد البنك المركزي اليمني أن "المبلغ أودع في حساباته".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) "أن المملكة وقعت اتفاقية وديعة مع البنك المركزي اليمني بمبلغ مليار دولار، وقد تم إيداعها بالكامل لدى حساب البنك".
ووفقا للوكالة فإنه "من المأمول أن تسهم هذه الوديعة في تعزيز القدرات في مجال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لليمن مع صندوق النقد العربي كجهة فنية"، مشيرة إلى أن "البرنامج يهدف لوضع خارطة طريق واضحة ورؤية تهتم بالإنسان اليمني أولاً وتلامس احتياجاته، بالإضافة إلى تعزيز جهود بناء احتياطيات لدى البنك المركزي اليمني لتمكينه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي".
وقالت الرئاسة اليمنية إن الوديعة ستمثل ثمرة مهمة لدعم الاقتصاد واستقرار العملة.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي أن "إيداع المملكة العربية السعودية مبلغ مليار دولار لدى البنك المركزي، ستمثل دفعة قوية للاقتصاد اليمني، واستقرار العملة الوطنية، والتخفيف من وطأة الأزمة الانسانية" في البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة.
وأوضح العليمي أنه و"على مدى سنوات الحرب الظالمة التي أشعلها الحوثيون، تؤكد المملكة رؤيتها المسؤولة تجاه اليمن، ودعم اقتصاده والتخفيف من معاناة شعبه دون تمييز".
وأشار رئيس المجلس الرئاسي اليمني إلى أن الوديعة السعودية تمثل ثمرة مهمة لدعم الاقتصاد والعملة ضمن مسار حافل بالتعاون الواعد، بما في ذلك برامج التنمية والإعمار، والعديد من المشروعات الخدمية الاستراتيجية المرتقبة.
وأكد البنك المركزي اليمني أن السعودية أودعت المبلغ كاملا - مليار دولار- في حساب البنك المركزي.
وذكر الموقع الرسمي للبنك المركزي اليمني أنه تم توقيع اتفاقية وديعة مع السعودية بمبلغ مليار دولار تم إيداعه بالكامل لدى حساب المركزي اليمني.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للبنك عن محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب قوله، إن الوديعة السعودية تعد "تأكيداً من المملكة على وقوفها الدائم مع اليمن حكومة وشعبا، ومساعدتها للنهوض بواجباتها في سبيل استعادة أمن واستقرار اليمن".
وأشار محافظ البنك المركزي اليمني إلى أن الوديعة "ستمكن الحكومة اليمنية من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز جهود بناء احتياطيات لدى البنك المركزي اليمني لتمكينه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي".
وغداة إعلان الوديعة شهدت أسعار صرف العملة المحلية (الريال اليمني) تحسنا طفيفا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
وقال مصرفيون يمنيون اليوم (الأربعاء) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أسعار الصرف شهدت تحسنا طفيفا في تعاملات اليوم غداة الإعلان عن وديعة سعودية للبنك المركزي اليمني.
وأكد هؤلاء أن سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد يتم تداوله اليوم في مدينة عدن وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة عند حاجز 130 ريالا، في حين كان يتم تداول الدولار قبيل إعلان الوديعة بحدود 1300 ريال.
كما تعافى الريال اليمني بشكل طفيف أيضا أمام جميع العملات الأجنبية في تعاملات اليوم، بحسب المصرفيون.
واعتبرت جمعية الصرافين اليمنيين اليوم أن الوديعة ستسهم في استقرار أسعار الصرف وإنعاش سوق التجارة الذي شهد ركودا كبيرا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح صبحي باغفار المتحدث باسم جمعية الصرافين اليمنيين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الدعم الاقتصادي المقدم من السعودية والمتمثل بوديعة المليار دولار سيكون له مردود ايجابي في استقرار أسعار الصرف وتعزيز قيمة العملة المحلية.
وأضاف أن الوديعة ستعمل على إنعاش عجلة الاقتصاد التي تواجه ركودا منذ فترات سابقة.
وأشار المتحدث صبحي إلى أن الاستقرار الناتج عن الوديعة سيشمل القطاع التجاري وإعادة إنعاش الأسواق التي واجهت ركودا في شرائح واسعة نتيجة للتلازم بين نشاط التجارة واستقرار العملة والتي تربط بين القوة الشرائية والانتعاش في الأسواق التجارية.
وتسبب عدم استقرار أسعار الصرف في اليمن مؤخرا في معاناة كبيرة للمواطنين، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية والمواصلات بشكل كبير.
وتعاني اليمن من تدهور مالي واقتصادي حاد نتيجة النزاع الدموي القائم بين الحكومة والحوثيين في هذا البلد الفقير منذ نحو ثمانية أعوام.
وكان الوضع المالي لليمن قبل الحرب يشهد نوعا من الاستقرار، حيث كان الدولار الواحد يساوي 215 ريالا قبل بدء الحرب في هذا البلد في أواخر العام 2014.
كما تسببت الحرب القائمة في تدهور الوضع الإنساني لملايين اليمنيين.
وبحسب أحدث التقديرات الأممية فإن نحو 17.3 مليون شخص في اليمن هم من الفئات الأشد ضعفاً ويحتاجون إلى دعم إنساني، وقالت الأمم المتحدة إن خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام 2023، تتطلب 4.3 مليار دولار للوصول إلى هؤلاء المحتاجين.
كما تشير التقديرات الأممية إلى أن اليمن خسرت حوالي 126 مليار دولار خلال سنوات الحرب ، وأن 15.6 مليون من اليمنيين يعانون حاليا من الفقر المدقع.