بكين 10 فبراير 2023 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس وزراء مملكة كمبوديا هون سين، اليوم (الجمعة) في دار ضيافة الدولة دياويويتاي، في بكين.
وأشار شي إلى أن رئيس الوزراء، هون سين، زار الصين قبل ثلاثة أعوام، للإعراب عن دعمه ووقوفه بقوة إلى جانب الشعب الصيني في مكافحته جائحة كوفيد-19.
وذكر شي أن العام الجاري هو أول عام تطبق فيه الصين بشكل كامل المبادئ التوجيهية للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، فضلا عن كونه يوافق الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا.
وقال شي "من دواعي سروري البالغ العمل معكم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعنا قبل ثلاث سنوات، وإطلاق حقبة جديدة لبناء مجتمع مصير مشترك صيني - كمبودي في بداية الربيع".
وشدد شي على أن الصين تدعم بقوة الشعب الكمبودي في الاختيار المستقل لمسار التنمية الذي يناسب ظروفه الوطنية، وتدعم كمبوديا في حماية السيادة والأمن الوطنيين، وفي دفع أجندتها السياسية الداخلية الرئيسية وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية بشكل مطرد، وتعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لكمبوديا.
وقال إن الصين، التي تعتبر كمبوديا أولوية في دبلوماسية الجوار الصينية، تخطط وتعزز التعاون بين الصين وكمبوديا في مختلف المجالات من منظور شامل واستراتيجي.
وأوضح أن الصين مستعدة لتشارُك الفرص والسعي للتعاون وتعزيز التنمية مع كمبوديا في إطار عملية دفع تجديد شباب الأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار التحديث الصيني النمط وبناء مجتمع مصير مشترك صيني-كمبودي عالي الجودة وعالي المستوى وبمعايير عالية في العصر الجديد، من أجل تحقيق المزيد من الفوائد للشعبين والمساهمة بمزيد من الطاقة الإيجابية في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.
وأشار شي إلى أن الجانبين يمكنهما بناء إطار تعاون في السياسة، والقدرة الإنتاجية، والزراعة، والطاقة، والأمن، والتبادلات الشعبية والثقافية. وحول التعاون السياسي، قال شي إن الجانبين بحاجة إلى تعميق الاتصال الاستراتيجي، وتعزيز تبادل الخبرات بشأن حوكمة الدولة، وتعميق التبادلات عبر مختلف القنوات.
وفيما يتعلق بالتعاون في القدرة الإنتاجية، قال شي إنه يتعين على البلدين التركيز على بناء ممرات التنمية الصناعية، مضيفا أن الصين ستشجع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في كمبوديا، وستساعد في بناء منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة في كمبوديا، وستدعم البلاد في بناء بنية النقل التحتية.
وأوضح أنه ينبغي بذل الجهود لتنفيذ التعاون الزراعي بالقرب من البحيرات، وضمان التنمية الخضراء، وزيادة الاستثمار في مشاريع توليد الطاقة الكهرومائية والطاقة الكهروضوئية في كمبوديا.
وحول التعاون الأمني، قال شي إن الصين ستنفذ عمليات مشتركة للقضاء على الجرائم العابرة للحدود على أساس منتظم، وستواصل تقديم المساعدة في تطهير كمبوديا من الألغام.
وقال إنه فيما يتعلق بالتبادلات الشعبية والثقافية، ستعطي الصين الأولوية لاستئناف وزيادة الرحلات الجوية المباشرة مع كمبوديا، وستشجع التعاون السياحي، وستنفذ مشروعات لحماية وترميم التراث الثقافي، وستدعم كمبوديا في تطوير التعليم والصحة.
وأضاف أنه: "يتعين على الجانبين انتهاز عام الصداقة بين الصين وكمبوديا فرصة لتوسيع نطاق التعاون المحلي، وتوسيع التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز التبادلات الشبابية، ودفع الصداقة بين البلدين قدما".
وقال هون سين إن من دواعي سروره البالغ أن يكون أول قائد أجنبي تستقبله الصين عقب العام القمري الصيني الجديد.
وأوضح أنه أراد أن يبعث برسالة واضحة من خلال زيارته قبل ثلاث سنوات وزيارته الحالية، مفادها أن الشعب الكمبودي سيقف دائما بقوة إلى جانب الشعب الصيني.
وقال إن الجانب الكمبودي معجب بإنجازات التنمية في الصين، ويعتقد أنه في ظل قيادة الرئيس شي، ستحقق الصين هدف بناء نفسها لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة على نحو شامل، كما هو مقرر.
وشكر الصين على دعمها القوي للشعب الكمبودي في اختيار مسار التنمية المناسب لظروفه الوطنية، وتقديمها الدعم والمساعدة القيّمين في الوقت المناسب عندما واجهت كمبوديا صعوبات مثل جائحة كوفيد-19.
وقال هون سين إن كمبوديا تتمسك بحزم بسياسة صين واحدة، وتدعم بقوة الصين في حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وتدعم بقوة سياسة "دولة واحدة ونظامان" الصينية، وتعارض بشدة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية الصينية بشأن القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ والتبت.
وأوضح أنه يتفق تماما مع اقتراح الصين بشأن إطار التعاون في ستة مجالات رئيسية. وأضاف أن كمبوديا تأمل في اغتنام فرصة الذكرى الـ 65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الصين لترسيخ الصداقة المتينة بين البلدين، وتعميق تبادل الخبرات في حوكمة الحزب والدولة وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، والدفع من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات في إطار الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين كمبوديا والصين، والاشتراك مع الصين في بناء مجتمع مصير مشترك كمبودي-صيني.
وذكر هون سين أن كمبوديا مستعدة لمواصلة التعزيز النشط لتنمية العلاقات بين الآسيان والصين. وقال إن مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي التي طرحتها الصين، هي مبادرات ذات أهمية كبيرة في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة. وأكد أن كمبوديا تدعم بنشاط هذه المبادرات وتشارك فيها.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك.
وشدد شي على أن التنمية ليست امتيازا لعدد قليل من البلدان.
وقال إن شعوب العالم لن تؤيد ممارسة هيمنة القوة للدخول في مواجهة أيديولوجية، وتسييس التبادلات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية واستخدامها كسلاح. ولن تؤيد أيضا الدفع من أجل "فك الارتباط وقطع سلاسل الإمداد"، واحتواء وقمع تنمية الدول الأخرى، ومطالبة دول المنطقة بالانحياز إلى جانب.
وشدد شي على أن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وسوف تحمي بحزم سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، فضلا عن حماية الإنصاف والعدالة الدوليين.
وعقب الاجتماع، أقام شي مأدبة لهون سين.
حضر الاجتماع وانغ يي وخه لي فنغ.