حزب الله يعتبر أن طرح التدويل لحل مشكلة لبنان سيؤدي إلى تهديد وجوده

بيروت 28 فبراير 2021 (شينخوا) اعتبر عضو البرلمان اللبناني وعضو كتلة "حزب الله" البرلمانية حسن فضل الله اليوم (الأحد) أن التجارب بينت أن طرح التدويل كحل لمشكلة لبنان سيؤدي إلى تهديد وجوده.

جاء ذلك في حديث تليفزيوني أدلى به فضل الله ورد فيه على مطالبة بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية بشارة الراعي بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لـ"إنقاذ لبنان" ودعم أخذه موقف "الحياد" تجاه أزمات المنطقة.

واعتبر أن "التدويل يعقد المشكلة، لأن ما يهم الدول مصالحها ولها حساباتها، فالولايات المتحدة هي المؤثر الأساسي في الأمم المتحدة، ولا تنظر إلى الأمور إلا من زاوية المصالح والأطماع الإسرائيلية".

وقال فضل الله إن "التجارب بينت أن التدويل ودخول الدول على لبنان سيؤدي إلى تهديد وجوده".

وأشار إلى أن "التدويل خطر على لبنان ورأينا ما حل في ليبيا والعراق وسوريا بسبب التدويل".

وقال "هناك فئات واسعة من الشعب اللبناني لا تؤيد وضع لبنان تحت وصاية دولية وأن لا أحد يستطيع اختصار الشعب بموقفه من أي قضية وأن الشعب يعبر عن موقفه بالاستفتاء والانتخابات".

ورأى أنه "يجب التفريق بين التدويل والمؤتمر الدولي من جهة والمساعدة الدولية من جهة أخرى".

وأضاف "نحن لا نمانع في تقديم يد العون للبنان وتجاوبنا مع المبادرة الفرنسية، وهذا يختلف عن دعوة الدول لتفرض وصايتها على لبنان".

وشدد على أن "عدم اتفاق اللبنانيين على حلول داخلية لا يعني استدعاء الدول الأخرى لتفرض وصايتها".

وكان البطريرك الراعي دعا يوم أمس (السبت) في كلمة إلى حشود تقاطرت إلى مقر البطريركية إلى حياد لبنان وتنظيم مؤتمر دولي لانقاذه منتقدا "السلاح غير الشرعي" في إشارة إلى سلاح "حزب الله" ، مشددا على إمساك الجيش اللبناني ب"قرار الحرب والسلم".

وسأل فضل الله "أين يقع الخطر الإسرائيلي الوجودي على لبنان ، وهل نحيد لبنان بالتخلي عن عناصر قوته وعن مقاومته لنتركه للعدوانية الإسرائيلية، وهل لديهم ضمانة بأن لا تعتدي إسرائيل".

ورأى أن "الناس اليوم وأكثر من أي وقت تتمسك بالمقاومة وسلاحها "، مشيرا إلى أن "المقاومة لم تكن موجودة من عام 1948 إلى العام 1967 عندما احتلت إسرائيل مزارع شبعا".

وسأل من منع لبنان من بناء جيش قوي وتسليحه، مشيرا إلى "فيتو أمريكي على تسليح الجيش" بأسلحة استراتيجية.

وحول علاقة "حزب الله" مع البطريرك الراعي قال "لا تقوم سياستنا على المقاطعة نتيجة الاختلاف في الرأي، نحن أهل الحوار والوصول إلى تفاهمات وطنية".

ودعا إلى "تقديم ما هو مفيد ويساعد في الحل بدل إشغال اللبنانيين بطروحات لا مجال لتطبيقها وتزيد الانقسامات بينهم".

وشدد على "عدم انتظار الأمور الخارجية"، مشيرا إلى أن العالم والفرنسيين والأمريكيين مشغولون بأولوياتهم".

ودعا إلى "التفاهم على تشكيل الحكومة" ،مشيرا إلى أن "الانتظار يكلف البلد الكثير".

ولم يتمكن لبنان منذ استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت في 10 أغسطس الماضي من تشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات بين القوى السياسية على عدد الوزراء وتوزع الحقائب الوزارية .

ووسط الشغور الحكومي، تشترط المساعدة الدولية للبنان للخروج من أزمته الاقتصادية ، تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين تستطيع تنفيذ إصلاحات ادارية واقتصادية ومالية.

ويشهد لبنان أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.