لبنانيون يتظاهرون قرب السفارة الأمريكية احتجاجا على تدخلات الولايات المتحدة في شؤون البلاد

/مصدر: شينخوا/  2019:11:25.09:37

بيروت 24 نوفمبر 2019 (شينخوا) تظاهر مئات اللبنانيين اليوم "الأحد" في ضاحية "عوكر" شمال بيروت في محيط مقر السفارة الأمريكية في لبنان احتجاجا على المواقف والتدخلات الأمريكية في الشؤون اللبنانية على حد تعبيرهم.

وقد أقفلت القوى الأمنية الطرق المؤدية إلى مقر السفارة بالأسلاك الشائكة وسط إجراءات أمنية مشددة واستنفار كبير للجيش ولفرق مكافحة الشغب.

وأحرق المتظاهرون العلمين الأمريكي والاسرائيلي، بحسب مراسل ((شينخوا))، كما حاولوا إزالة حاجز الأسلاك الشائكة بينهم وبين القوى الأمنية للتقدم نحو الطريق المؤدي إلى مقر السفارة لكنهم لم ينجحوا بذلك.

ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية وحمل بعضهم أعلاما فلسطينية ولافتات ترفض التدخل الأجنبي وتندد بالمواقف وبالضغوط والعقوبات المالية الأمريكية ضد بعض المؤسسات والأشخاص في لبنان كما رددوا شعارات مؤيدة ل"المقاومة" ضد اسرائيل.

وكانت الدعوة الى التظاهر قد وجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان وأبرزها التدخل الأمريكي الأخير الذي عبر عنه السفير الأمريكي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان.

وكان فيلتمان قد عبر قبل أيام عن رؤيته للوضع السياسي والاقتصادي وللاحتجاجات في لبنان أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي أعلن فيها انه يمكن للبنانيين اغتنام الفرص لاضعاف "حزب الله" وهو ما اعتبر مؤشرا على تدخل أمريكي في الشأن اللبناني.

واستمرت التظاهرة قرابة الساعتين توجه بعدها المحتجون في موكب إلى ساحة "رياض الصلح" إحدى ساحتي الاعتصام والاحتجاجات الرئيسيتين في وسط بيروت.

وفي سياق متصل اتهم "حزب الله" على لسان عضو الحزب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أمريكا بأنها المسؤولة عن حالة التدهور وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي يشهدها لبنان.

وقال فنيش اليوم في كلمة في لقاء سياسي بجنوب لبنان بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية "لا أحد يفكر بأن الأميركي يسأل عن معاناة اللبنانيين".

وأضاف " الأمريكي يتحمل مسؤولية ما يحصل في لبنان بشكل كبير، وذلك من خلال العقوبات التي أصابت لبنان، ومن خلال الضغط علينا لأن نقبل بتسوية مع العدو الإسرائيلي في موضوع ترسيم الحدود، ومن خلال الضغط على المصارف وعلى تحويلات اللبنانيين، ومنع الإرادة السياسية اللبنانية عبر بعض الفرقاء من أن يكون هناك استفادة من جهات حاضرة لأن تدعم لبنان".

وحول تصريحات فيلتمان الأخيرة قال فنيش"إذا كانت قناعته بأن الذي يحصل في لبنان هو إسقاط وإضعاف للمقاومة في نفوس اللبنانيين، فاعتقد أن هذا يطمئن بأن عدونا لا يزال على غبائه، ولا يعرف حقيقة مجتمعنا وحقيقة بيئة المقاومة ومدى تمسكها بخيار المقاومة".

ويشهد لبنان احتجاجات متواصلة منذ 17 أكتوبر الماضي رفضا لفرض ضرائب جديدة وتردي الوضع الاقتصادي مما أدى لاستقالة الحكومة في 29 أكتوبر الماضي وسط المرواحة في إجراءات تشكيل حكومة جديدة مع تصاعد المطالب بتشكيل حكومة خبراء انتقالية لتحقيق إجراءات إصلاحية ومكافحة الفساد والهدر في الأموال العامة واسترداد "المنهوب" منها ورفع السرية عن حسابات السياسيين المصرفية.