تحقيق إخباري: الوحدة الطبية بقوة حفظ السلام الصينية في يونيفيل تنفذ يوما طبيا بجنوب لبنان

مرجعيون، جنوب لبنان 28 أغسطس 2019 (شينخوا) في إطار مساعداتها للسكان المدنيين في جنوب لبنان، نظمت الوحدة الطبية في قوة حفظ السلام الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) اليوم (الأربعاء) يوما طبيا لصالح المواطنين في مركز الشئون الإجتماعية في مدينة (مرجعيون) القطاع الشرقي من الجنوب.

وغصت قاعة الانتظار في المركز بالمواطنين اللبنانيين من أبناء المدينة والقرى المجاورة، والذين كانوا ينتظرون دورهم حسب لوائح اسمية اعدت سلفا للمعالجة الطبية التي تقدمها الوحدة الطبية الصينية بشكل دوري للسكان المدنيين من مختلف الأعمار ضمن منطقة عملها.

قائد الوحدة الطبية الصينية اللفتنانت كولونيل لي روزهن، الذي بدا مرتاحا لحسن سير العمل وفخورا بما تقدمه الوحدة الطبية من خدمات للسكان في مختلف المجالات الحياتية وخاصة في المجال الطبي، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العيادات النقالة العائدة للوحدة الطبية توزع نشاطاتها في العديد من القرى اللبنانية داخل منطقة عملها وتقوم بالكشف على المرضى وفي مختلف الاختصاصات.

وأضاف أن هذا النشاط الطبي واحد من سلسلة الخدمات الإنسانية التي تقدمها قوة حفظ السلام الصينية للمدنيين في جنوب لبنان والذين يعانون وبشكل عام من أوضاع اقتصادية ضاغطة، وان مثل هذه المساعدات تخفف من معاناتهم وآلامهم.

وأشار إلى أن هذا اليوم الطبي يشمل تخصصات متعددة تبدأ بطبيب الصحة العامة وتتوزع على أمراض الضغط والقلب والشرايين والجلد والعظام والطب الصيني والعيون والانف والأذن والحنجرة، إضافة إلى الفحوصات المخبرية.

وقال إن الطاقم الطبي العامل في (مرجعيون) اليوم ضم 13 طبيبا و5 ممرضين وأن المستشفى الميداني الصيني القائم في مقر يونيفيل شمال (مرجعيون) يقوم بعمليات جراحية وخدمات طبية متنوعة لحوالي ألف و 500 مريض موزعين بين مدنيين لبنانيين وجنود في يونيفيل.

وأوضح أن الوحدة الطبية الصينية عالجت في مرجعيون اليوم 130 مريضا مدنيا بينهم لبنانيون ونازحون سوريون وعراقيون وقدمت اليهم الادوية الضرورية مجانا، كما أبلغ المرضى الذين بحاجة إلى متابعة طبية ان باستطاعتهم التوجه إلى المستشفى العسكري الصيني لاستكمال علاجهم.

من جهته، شكر المواطن سليم جرادي الذي يعاني من آلام حادة في الرأس للكتيبة الصينية ولطاقمها الطبي تفانيها في تقديم كل ما امكن من مساعدات طبية وعلاجات ناجعة للسكان المدنيين.

وأضاف أنه لابد أن نعبر عن كامل حبنا وتقديرنا للكتيبة الصينية في قوات يونيفيل والتي استحقت دون منازع ثقة ومحبة المواطنين المدنيين الذين هم بامس الحاجة لمثل هذه المساعدات.

من جهتها، قالت المسنة وحيدة منذر (62 عاما) التي تعاني منذ عدة سنوات من أوجاع في كليتيها، إضافة إلى ارتفاع الضغط "خضعت اليوم لفحوصات طبيب اختصاصي في الكلى والمجاري البولية الذي قدم لي الأدوية، إضافة إلى ارشادات حول نوعية الطعام الملائم للحد من الحصى في الكليتين".

وقالت العجوز فاطمة قمر (67 عاما) انها المرة الثالثة خلال أقل من شهرين تقدم لي بكل عناية واهتمام المعالجة لالآم الظهر من قبل الطاقم الطبي الصيني، حيث أجريت لي علاجات عدة بالطب الصيني إضافة إلى جلسات تدليك متعددة.

وعبر المواطن الخمسيني جودات مراد الذي يعاني منذ 10 سنوات من أوجاع في المعدة، عن امتنانه لاطباء الوحدة الصينية الذين قدموا له العلاج والفحوصات المخبرية إضافة إلى الأدوية المجانية وقال "تماثلت إلى الشفاء بعد فترة قاسية من الوجع".

اما جورج عطالله (41 عاما) المصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم منذ أكثر من 12عاما فقال لـ(شينخوا) إن "العلاجات عبر الطاقم الطبي الصيني فيها الكثير من المهنية وهذا انعكس ايجابا على المرضى الذين باتوا يترقبون اليوم الطبي الصيني واطبائه الذين يجهدون لتقديم كل ما يحتاجه المريض من عناية وأدوية".

من جهتها، أكدت المواطنة الأربعينية سامرة ضيا من بلدة (الخيام) أنها وجدت في العيادة الصينية كل ما تحتاجه من أجل معالجة ما تعانيه من ضعف في السمع.

وأضافت أن "معدات فحص الأذن الصينية حديثة ونتائجها ممتازة وانا مرتاحة جدا للتحسن في سمعي".

وقالت الخمسينية أمال سمعان لـ(شينخوا) "منذ أكثر من 5 سنوات وانا اعاني من الم حاد في ركبتي حيث عجزت لفترة من السير لكن الفحوصات المتعددة التي أجراها أطباء الكتيبة الصينية حددت أسباب المرض تمهيدا لمعالجتي بشكل ناجع".

وتنتشر قوة حفظ السلام الصينية في يونيفيل بجنوب لبنان منذ العام 2006 حيث تقوم بمهام عملانية وإنسانية تشمل الخدمة الطبية، وعمليات إزالة الألغام والتخلص من القنابل غير المنفجرة، وبناء منشآت حماية قوات يونيفيل وشق الطرق وتأهيل المدارس ورياض الأطفال في المنطقة الحدودية.

وتقوم حاليا الدفعة 18 من قوات حفظ السلام الصينية، التي تضم 410 جنود بقيادة العقيد قاو تشاو نينغ بمهمتها في الجنوب، وبذلك يكون حوالي 6 آلاف عسكري صيني قد قاموا بمهام حفظ السلام بجنوب لبنان.

وتعمل قوات يونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته.

وتضم قوات يونيفيل، بحسب بيانات قيادتها في نهاية يوليو الماضي نحو 10 آلاف و 267 جنديا من حفظة السلام من 43 دولة.