السلطات التونسية تغلق مدرسة قرآنية تُلقن الأطفال "أفكارا مُتشددة"

تونس 3 فبراير 2019 /أعلنت وزارة الداخلية التونسية اليوم (الأحد)، عن غلق مدرسة قرآنية في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد، ثبت تورط المسؤولين عنها في الاتجار بالبشر، وممارسة العنف ضد أطفال، وتلقينهم "أفكارا مُتشددة".

وقالت الوزارة، في بيان، إن الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية، وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية لمكافحة الإتجار بالأشخاص ومندوب حماية الطفولة تعهدت (الثلاثاء) الماضي "بالتحري حول نشاط مشبوه لجمعية قرآنية كائنة بمدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد، تأوي مجموعة من الأطفال والشبان في ظروف غير ملائمة، ويتعرّضون لسوء المعاملة وللاستغلال الاقتصادي".

وأضافت أن النيابة العمومية بسيدي بوزيد، أمرت بعد مراجعتها بفتح بحث في الموضوع وإجراء المعاينات اللازمة، حيث تنقلت الوحدات الأمنية المختصة، يوم الخميس الماضي، إلى المدرسة المذكورة، حيث "تم العثور بداخل مبيتها على 42 طفلا (بين 10 و 18 سنة)، و27 راشدا (بين 18 و 35 سنة) تبين أنهم يُقيمون بنفس المبيت في ظروف لا تستجيب لأدنى شروط الصحة والنظافة والسلامة".

وأكدت أن "جميع هؤلاء منقطعون عن الدراسة، كما أنهم يتعرّضون للعنف وسوء المعاملة، ويتم استغلالهم في مجال العمل الفلاحي وأشغال البناء ويتم تلقينهم أفكارا وممارسات مُتشددة".

ولفتت وزارة الداخلية التونسية في بيانها، إلى أنه و"بإذن من النيابة العمومية بسيدي بوزيد، تم الاحتفاظ بصاحب المدرسة من أجل "الاتجار بالأشخاص بالاستغلال الاقتصادي لأطفال والاعتداء بالعنف"، ومن أجل "الاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي"، كما تم الاحتفاظ بامرأة عمرها 26 سنة اعترفت بزواجها من المعني على خلاف الصيغ القانونية".

يشار إلى أن المدارس والجمعيات القرآنية إنتشرت في تونس بعد سقوط النظام السابق في 14 يناير من العام 2011، وإستمرت في نشاطها خلال حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة الذي تواصل لغاية العام 2013.

وبعد إنتخابات العام 2014، بدأت السلطات التونسية في متابعة مثل هذه المدارس، والجمعيات التي يُشتبه في مصادر تمويلها، خاصة بعد ثبوت وجود علاقات مُريبة بين البعض من تلك المدارس والجمعيات، والهجمات الإرهابية التي عرفتها البلاد.