تقرير إخباري: الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي تحدد أولوياتها الرئيسية للنهوض بالقارة

القاهرة أول فبراير 2019 /أعلنت الخارجية المصرية، أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي لعام 2019 والتي يتسلمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاشر من الشهر الجاري، للنهوض بالقارة السمراء.

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها صدر اليوم (الجمعة) إن مصر تعتزم خلال هذه الرئاسة التركيز على عدد من الأولويات الرئيسية التي تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الأفريقي وأولويات العمل المتفق عليها بالفعل في إطار الاتحاد ومن أهمها أجندة ٢٠٦٣.

وأكدت مصر في هذا الإطار استعدادها لتسخير كافة إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك لآفاق أرحب في ضوء حرصها على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية .

ووضعت مصر في هذا الإطار حزمة من الأولويات في العديد من المجالات ومن بينها "السلم والأمن"، ودعم جهود الاتحاد الأفريقي في استكمال منظومة السلم والأمن وإصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقي وتعزيز التعاون القاري لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكري.

وستعمل على تعزيز الأليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات، وتأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات فى مصر عام 2019.

كما ستركز مصر خلال رئاستها للاتحاد على دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة فى النزاعات، وإطلاق منتدى رفيع المستوى "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة".

وأكد البيان، أن أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي سوف تركز كذلك على محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال السعي لتوفير فرص العمل الكريم وتعظيم العائد من الشباب الافريقي، وتطوير منظومة التصنيع الافريقية وسلاسل القيمة المضافة الاقليمية، تطوير المنظومة الزراعية الافريقية والتوسع فى مشروعات الثروة السمكية بما يسهم فى تحقيق الامن الغذائي.

وتتضمن أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي كذلك التكامل الاقتصادي والاندماج الاقليمي ، حيث ستركز مصر على الاسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد.

وكذلك العمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا للمساهمة فى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الاقليمي وتعزيز التجارة البينية.

وفى الوقت نفسه سوف تضع الرئاسة المصرية فى صدارة أولوياتها تعزيز التعاون بين الاتحاد الافريقي وشركاء التنمية والسلام الدوليين والاقليميين والمحليين.

ومن بين أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، مواصلة عملية الاصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الأقليمية باعتبارها اللبنات الأساسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية، بالإضافة إلى تطوير نظام متكامل لتقييم الاداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية .

وستبذل مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي قصارى جهدها لمد جسور التواصل الثقافي والحضاري من خلال دعم الفعاليات الثقافية والتوسع فيها والتبادل الثقافي وتطوير منظومة الرياضة الأفريقية.

في سياق متصل، أكد وزير التجارة والصناعة المصري المهندس عمرو نصار خلال لقائه اليوم مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة، السكرتير التنفيذي للمفوضية الاقتصادية لإفريقيا فيرا سونجوى، أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول القارة الإفريقية يأتي على رأس أولويات بلاده، خاصة في ظل ترؤسها للاتحاد الافريقي خلال فبراير الجاري.

وقال إن اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية تقوم بدورٍ محوري في تحسين معدلات التبادل التجاري بين الدولة الأفريقية ، مشيرا إلى أن مصر تبذل جهودا حثيثة لدفع المفاوضات الخاصة بالتصديق على الاتفاقية.

وتابع قائلا "كما تسعي مصر من خلال ترؤسها للاتحاد الأفريقي إلى عرض مطالب الدول الأفريقية على اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة التي تتضمن توفير منصة الكترونية لتوفير المعلومات والمعرفة الخاصة بالتجارة والأسواق، بالإضافة إلى تقديم الدعم فيما يخص التجارة الالكترونية والتحول الرقمي للاقتصادات الأفريقية حتى تصبح جزء من الثورة الصناعية الرابعة، فضلا عن إجراء دراسات حول سبل تسويق سلاسل القيمة الإقليمية".

ولفت إلى أهمية تحقيق التكامل التجاري والصناعي بين دول القارة الإفريقية بهدف توسيع أسواقها وزيادة قدراتها الإنتاجية وتطوير قدراتها التصنيعية.

ونوه إلى أن هذا الأمر سيتيح لدول القارة التكامل مع مختلف سلاسل القيمة العالمية والاستفادة من الأسواق المشتركة وجذب استثمارات جديدة، فضلا عن خلق فرص عمل لائقة، مشيرا إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص ليقوم بدور فعال في عملية التكامل بين الدول الأفريقية.

وأشار نصار إلى حرص الحكومة المصرية على تعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية فى مجال الرعاية الصحية من خلال توفير المستشفيات والأطباء والأدوية والخدمات الصحية بدول القارة ،لافتا إلى أن عام 2019 سيكون عام بدء التكامل الاقتصادي المصري مع دول القارة الافريقية.

من جانبها، أكدت سونجوى اهتمام الأمم المتحدة باتفاقية التجارة الحرة القارية الافريقية كخطوة هامة نحو التكامل الاقتصادي بين دول القارة وفتح الحدود أمام حركة التجارة فى السلع والخدمات .

وأشارت إلى أهمية تحقيق الاستفادة القصوى للقطاع الخاص والشباب بدول القارة من الاتفاقية من خلال تهيئة مناخ الاعمال بالقارة وخلق الوظائف اللائقة والمناسبة للمرآة والشباب.

وأضافت أن منظمة الأمم المتحدة بصدد إطلاق مبادرة لتمويل منظومة القطاع الصحي والصناعات الدوائية بدول القارة الأفريقية سيتم الإعلان عنها خلال شهر فبراير المقبل بمؤتمر تعقده المنظمة بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا ،مشيرة إلى أن المبادرة تستهدف توفير الأدوية والخدمات الصحية وتبادل الخبرات الفنية بين دول القارة.

ونوهت إلى اهمية قيام القطاع الخاص بالقارة الافريقية بضخ المزيد من الاستثمارات فى القطاع الصحي من خلال مشروعات الخدمات الصحية والارتقاء بالكوادر الصحية

وأوضحت أن الأمم المتحدة تعمل حاليا على تدشين منصة الكترونية أفريقية تستهدف تبادل المعلومات والتواصل بين مختلف القارة الافريقية فى مختلف القطاعات ، الأمر الذي يسهم في إتاحة المعلومات لمتخذي القرار في وضع خطط شاملة لتحقيق التكامل المنشود.

ولفتت إلى أهمية توحيد المنصات الرقمية الإفريقية وتأمينها ، والاهتمام بالبنية التحتية المعلوماتية الإفريقية وعمل بروتوكولات إفريقية لحماية البيانات الخاصة بالقارة .