الرئيس اللبناني: الموقف الدولي حيال عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم "لايبدو مطمئنا"

بيروت 9 يناير 2019 /رأى الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الأربعاء) أن موقف المجتمع الدولي حيال مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم "لايبدو واضحا أو مطمئنا"، معربا عن خشيته من الإصرار على بقائهم في لبنان.

وقال عون في كلمة أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية ومسؤولي المنظمات الدولية المعتمدين لدى لبنان اليوم إن "أزمة النزوح لا تزال تلقي بثقلها من كل النواحي" على لبنان.

وتابع "لكن لا يبدو موقف المجتمع الدولي واضحا" حيال مسألة عودة اللاجئين السوريين.

وأردف قائلا إن "ما يرشح من مواقف للمؤسسات الدولية لا يبدو مطمئنا"، مشيرا في هذا السياق إلى "محاولات ربط العودة بالحل السياسي (..) والحديث عن العودة الطوعية مع عدم تشجيع النازح عليها بل على العكس إثارة قلقه حيالها، وأخيرا الدعوة لإبقاء النازحين بأماكن وجودهم وتأمين العمل لهم".

وأعرب عون عن خشيته من أن "يكون الإصرار على إبقاء النازحين في لبنان (..) مخططا لتهجير من أمكن من اللبنانيين تسهيلا للحلول الغامضة والمشبوهة التي تلوح في الأفق".

وتساءل "هل قدر للبنان أن يدفع أيضا أثمان الحلول والسلام في المنطقة، كما سبق له ودفع أثمان حروبها".

ويقيم في لبنان، بحسب إحصاء للأمن العام اللبناني، نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، فيما عاد إلى سوريا طوعا نحو 100 ألف نازح في رحلات عودة يشرف عليها الأمن العام بالتنسيق مع السلطات السورية.

وأشار عون "في سياق آخر ربما يكون متصلا بما تقدم"، حسب قوله، إلى "بروز ‏صفقة القرن وقضية القدس ويترافق ذلك مع ضغوط إسرائيلية على لبنان".

وقال إن "التهديدات الإسرائيلية والضغوط المستمرة والحلول الغامضة وما تحمله من صفقات، بالإضافة إلى ضرب الهوية الجامعة للأرض المقدسة عبر اعتماد القدس عاصمة لإسرائيل وإعلان يهوديتها كلها إشارات منذرة بالخطر ولا تنهي الحروب القائمة بل تؤسس لحروب جديدة ولتهجير جديد وتطهير عرقي جديد".

وشدد الرئيس اللبناني على أن "السلام لا يقوم بينما تجري الصفقات على حساب اللاجئ الذي طرد من أرضه وسلبت هويته".

وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال عون إنه "لاشك أن لبنان يعاني اليوم من حالة تعثر داخلي ومن الانعكاسات السلبية لملف النازحين".

وتابع أن "جوهر الديمقراطية اللبنانية قائم على التوافق قبل أي شيء آخر، ومن هذا المنطلق نعمل على تحقيق توافق واسع وتام من أجل البت بتشكيل الحكومة العتيدة بالشراكة مع رئيسها المكلف" سعد الحريري.

وأضاف عون أن الظروف الضاغطة المحيطة بنا والأزمات والتحديات الداخلية التي نعيشها لاسيما على الصعيد الاقتصادي لم تعد تسمح بالمماطلة أو التشبث بمصالح الأطراف على حساب الوطن والشعب"، داعيا الجميع في لبنان إلى تحمل المسؤوليات من أجل "نهضة جديدة" يستحقها لبنان.

ويدور لبنان في حلقة مفرغة في مسار تشكيل الحكومة الجديدة منذ أكثر من سبعة أشهر، في ظل تعثر مساعي رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لتأليف حكومة وحدة وطنية تضمه و29 وزيرا جراء الصراعات بين القوى السياسية على حجم التمثيل وتقاسم الحقائب الوزارية.