人民网 2019:01:01.14:42:01
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تقرير سنوي: تحركات تنظيم الدولة الإسلامية تضع العراقيل أمام مسار الحل السياسي في 2019

2019:01:01.13:29    حجم الخط    اطبع

طرابلس الأول من يناير 2019 /شهد عام 2018 أحداثا عديدة وهامة في ليبيا على المستويين الأمني والسياسي، صاحبها تجاذبات لم تفرز عن اتفاق حقيقي ينهي الانقسام الذي يضرب البلاد منذ عام 2014، لكن تحركات الإرهاب وعملياته النوعية في الأشهر الأخيرة تظهر مدى العراقيل التي تواجه المسار السياسي في ليبيا وأفق التوصل، بينما يتأهب البلاد لاستقبال عام جديد.

--خطر مستمر

"تنظيم الدولة الإسلامية أثبت أن لديه قدرة كبيرة على المناورة، وتأكيد خطورته بالرغم من خسارة معقله قبل عامين في سرت، وقام بتوجيه ضربات قاسية في العاصمة طرابلس، جعلت حكومة الوفاق في حالة ارتباك حول حقيقة انتهاء خطر التنظيم الإرهابي في البلاد من عدمه"، هكذا وصف فرحات البدري، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أهم أحداث العام الماضي.

وأضاف البدري في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))،" لقد قام تنظيم الدولة الإرهابي بتوجيه ثلاث ضربات مؤلمة في طرابلس، مستهدفا مقار ومصالح سيادية تمثل واجهة الدولة الليبية، بعث من خلالها رسالة إلى الليبيين والمجتمع الدولي، بقدرته على التحرك والضرب متى ما أراد ذلك".

وحذر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية "التنظيم أثبت أن له أدوات للقيام بهجمات دامية تزعزع ثقة الأجهزة الأمنية وتجعلهم يشعرون بأنهم في مرمى نيرانه في أي وقت".

وفي العاصمة طرابلس في 2018، شن التنظيم هجوما انتحاريا في مايو استهدف مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مخلفاً أكثر من 14 قتيلا بينهم 10 موظفين وعشرات الجرحى. كما هاجم مقر مؤسسة النفط الوطنية في سبتمبر موقعا قتيلين. وفي هجومه في الأسبوع الأخير من العام، قام ثلاثة من عناصره بحرق مقر الخارجية لحكومة الوفاق بعد استهدافها وقتل اثنين وجرح أكثر من 10 أشخاص.

ولم يكتف التنظيم بهجماته بل توعد أيضا بسلسلة هجمات متواصلة خلال عام 2019 تستهدف المؤسسات الليبية وقوات الجيش في شرق وغرب البلاد.

وشاطرته الرأي إيمان جلال، الأستاذة الجامعية، مضيفة في تصريحات لـ((شينخوا)) إن خطر تنظيم الدولة الإسلامية المتواصل خاصة في العاصمة، كشف ضعف وحالة عدم التناغم بين الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوفاق الوطني والمجموعات المسلحة، بالرغم من المبالغ الطائلة التي خصصت لهم خلال العام الماضي.

وأوضحت أن "الأجهزة الأمنية المنضوية تحت وزارة الداخلية تعاني من ترهل كبير وفساد، خاصة على المستوى التنظيمي وتداخل في المهام في ظل تغول الميليشيات، مما يجعل الانسجام بين أجهزة الدولة مفقودا، ويحفز في الوقت نفسه التنظيمات الإرهابية على استغلال ذلك".

واعترف فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية الأحد الماضي، بأن وزارته تعاني من فساد مالي وإداري كبيرين، يتوجب مكافحته والحد منه لأنه أمر مخالف للدين والقانون والضمير ولا يتقبله العقل، على حد وصفه.

كما دعا باشاغا إلى ضرورة تأهيل كافة منتسبي المجموعات المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الداخلية، بحسب بيان مكتب الإعلام بالوزارة.

وطالب وزير الداخلية عقب هجوم داعش الإرهابي، الذي استهدف مقر وزارة الخارجية في طرابلس، برفع حظر توريد السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن، لمواجهة الإرهاب بسلاح نوعي متطور. وتعاني أجهزة الأمن والشرطة التابعة لوزارة الداخلية الليبية من ضعف كبير في التسليح والإمكانيات.

--إرهاب المؤسسات

وبالإضافة الى الأهمية الحيوية لهذه المؤسسات المستهدفة، فإنها تحمل رمزية هامة، كما يقول المراقبون.

وقال الباحث السياسي خالد الترهوني إن"مفوضية الانتخابات تمثل طريق استقرار البلاد وإنهاء المرحلة الانتقالية، ومؤسسة النفط الوطنية تمثل عصب اقتصاد ليبيا وموردها الوحيد، ووزارة الخارجية تحمل أمل الدبلوماسية لعودة البعثات الأجنبية إلى العاصمة والتوصل إلى حل سياسي للنزاع".

وأكد أن التنظيم لا يقوم بهجمات انتحارية دون دراسة، بل يهاجم ليلحق ضررا ماديا وبشريا، والأهم هاجسا نفسيا يتركه في الأذهان، حيث يهاجم مؤسسات تحمل رمزية هامة، ليعلن رسائل عدة في آن واحد.

ومن وجهة نظره، اعتبر الترهوني الهجوم الأخير على وزارة الخارجية" الأكثر سوءا وتأثيرا على ليبيا بالسلب"، موضحا أن عددا من السفارات والبعثات الدبلوماسية كانت تستعد للعودة وممارسة مهامها من العاصمة طرابلس على الأقل خلال الربع الأول من العام الجديد، لكن كل هذه النوايا تبخرت بسبب الهجوم الذي كشف عن عمق تحركات وتهديدات التنظيم الإرهابي.

وكانت الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق ذكرت في مطلع ديسمبر الماضي إن الأجواء مناسبة لعودة البعثات الدبلوماسية واستئناف أعمالها من داخل الأراضي الليبية.

وغادرت معظم السفارات والبعثات الدبلوماسية والهيئات الأجنبية طرابلس على خلفية معارك بين تحالف مجموعات إسلامية مسلحة تحت اسم "فجر ليبيا" رفضت الاعتراف بالبرلمان الليبي المنتخب، وقوات الزنتان الموالية للمشير خليفة حفتر في يوليو من العام 2014.

ونجحت عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقتها قوات حكومة الوفاق في نهاية العام 2016، من طرد "داعش" من معقله الرئيسي في سرت، بعد معارك استمرت لأكثر من ثمانية أشهر، سقط فيها أكثر من 700 قتيل في صفوف قوات الوفاق، فيما قتل أكثر من ألفي من مسلحي داعش.

وأكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في منتصف ديسمبر الماضي أن تحرير مدينة سرت لم يقض بشكل نهائي على تواجد تنظيم "داعش"، بعد تسلل عناصره إلى مدن أخرى.

--إطالة أمد الأزمة

والعمليات الإرهابية الأخيرة لا تشير إلى أن خطر التنظيمات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال قائما ويشكل تهديدا لأمن واستقرار البلاد فحسب، بل تبرز أيضا مدى الصعوبات التي تواجه المسار السياسي لحل الأزمة المستمرة في البلاد.

وتعيش ليبيا فوضى أمنية وسياسية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011، ما أدى إلى انقسام البلاد إلى حكومتين في طرابلس وطبرق في شرق ليبيا. وساعد ذلك على انتشار الميليشيات المسلحة والتناحر فيما بينها.

واتفق المحللون على أن استهداف مفوضية الانتخابات ووزارة الداخلية يبعث برسالة مفادها بأن" الانتخابات لن تعقد وأن الاستحقاق الانتخابي يواجه مصاعب كبرى على المستويين الأمني والسياسي في ضوء الفشل الأمني في منع هذه الهجمات واستمرار الانقسام بين الفاعلين السياسيين".

وجرت محادثات في الأشهر الأخيرة بالعاصمة الفرنسية باريس ثم باليرمو بإيطاليا لتحريك العملية السياسية. وتستعد ليبيا لعقد مؤتمر للفرقاء في يناير الجاري وتخطط لعقد استفتاء على الدستور الليبي الدائم وانتخابات في ربيع 2019.

غير أن ذلك نجاح ذلك يظل مرهونا بتذليل العوائق أمام الاستحقاقين، وفقا للمحللين.

وقد أبدى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري قد أكد في لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مؤخرا انزعاجه من العراقيل التي توضع في طريق الاستحقاقات المهمة للشعب الليبي، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية السلبية من بعض الدول، وهو ما يترتب عليه إطالة أمد الأزمة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×