إعلان بدء التحضيرات لاحتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم برسالة عنوانها "الميلاد رسالة حياة ووجود"

بيت لحم 29 نوفمبر 2018 / أعلن مسئولون فلسطينيون في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية اليوم (الخميس)، عن بدء التحضير لاحتفالات أعياد الميلاد المجيدة للعام الجاري برسالة إلى العالم عنوانها "الميلاد رسالة حياة ووجود".

وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر البلدية إيذانا ببدء الفعاليات لهذا العام، إن الأعياد ستبدأ بإضاءة شجرة الميلاد السبت المقبل بمشاركة شخصيات فلسطينية وقناصل من مختلف دول العالم.

وأضافت معايعة "نحتفل في أعياد الميلاد ومازالت فلسطين تحت الاحتلال وتعاني يوميا من مشاكله ولكن رغم ذلك الشعب الفلسطيني يريد الحياة والنجاح في كل مجال يعمل فيه".

وتابعت المسئولة الفلسطينية، أن أنظار دول العالم تتجه إلى مدينة الميلاد بيت لحم في هذه الأيام من كل عام لمشاهدة الاحتفالات، مؤكدة ضرورة إيصال صورتنا الحقيقة في أعياد الميلاد إلى العالم.

وأشارت معايعة إلى أن السياحة في الأراضي الفلسطينية خاصة في بيت لحم تشهد ارتفاع كبير بأعداد السائحين القادمين والإقامة فيها، لافتة إلى أن معظم الفنادق مشغولة بالكامل.

بدوره، قال محافظ المدينة كامل حميد خلال المؤتمر، إن الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومدينة بيت لحم جاهزة لاستقبال الاحتفالات وإظهار المدينة بأبهى صورها لمواجهة كل عوامل الإحباط التي تحاول إسرائيل تصديرها.

واعتبر حميد، إجراءات إسرائيل في مدينة الميلاد وحصارها والبناء الاستيطاني حولها يستهدف تنغيص الفرحة بأعياد الميلاد والاستقرار الفلسطيني.

وأشار إلى أن قدوم آلاف السياح و الزوار والحجاج إلى الأراضي الفلسطينية ومدينة الميلاد هو استفتاء وعنوان للاستقرار والأمن رغم كل إجراءات إسرائيل التي تشوه هذه الصورة ومحاولة حرف البوصلة عن المدن المقدسة.

وأكد حميد أن الشعب الفلسطيني وقيادته مصرين على إيصال رسالة الميلاد والسلام والعدالة التي قام بها السيد المسيح قبل 2000 عام ولن تتوقف إلا بعد تحرير العالم الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة.

وانتهت بلدية المدينة من تزيين ساحة كنيسة المهد التي وضعت وسطها شجرة الميلاد بارتفاع 17.5 متر ليتم إضاءتها في الأول من ديسمبر المقبل باحتفالية كبيرة يحضرها رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

وتتوقع البلدية وصول عدد المشاركين في احتفالية إضاءة شجرة الميلاد إلى 15 ألف مشارك بينهم 400 شخصية أوروبية ممثلة عن مدن متوأمة معها بالإضافة إلى فرق فنية عالمية.

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان خلال المؤتمر، إن رسالة الميلاد العام هي سياسية وإنسانية للعالم بأن الشعب الفلسطيني باقي على أرضه ووطنه مهما كانت الظروف وعمليات التهجير التي تقوم بها إسرائيل.

وذكر سلمان "نحن باقون وصامدون على أرضنا ولن نقبل ولن نتركها وسنتحدى كافة السياسيات الإسرائيلية التي تواجهنا والطائفة المسيحية التي هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني".

ومن المقرر أن تشهد ساحة المهد في 2 ديسمبر المقبل افتتاح سوق الميلاد السنوي يتضمن مستلزمات الأعياد وطقوس كل بلد من حيث الاحتفالات والتحضيرات.

ويصاحب الاحتفالات انتشار كبير لعناصر الأمن الفلسطيني وإغلاق شوارع رئيسية في المدينة لتسهيل حركة السياح وحماية الشخصيات الحاضرة بحسب ما أعلنت الشرطة الفلسطينية.

وأكد علاء الشلبي مدير شرطة المدينة خلال المؤتمر، جاهزية الشرطة الفلسطينية لتأمين إضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد، مشيرا إلى أنه سيتم نشر قرابة 200 عنصر أمن في المكان وتوفير الأجواء الملائمة للمحتفلين والسياح.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراءه رامي الحمد الله تسلما أمس كلا على حدا دعوة رسمية من حارس الأراضي المقدسة الأب فرانسيسكو باتون لحضور قداس منتصف الليل حسب التقويم الغربي للطوائف المسيحية يوم 24 ديسمبر و6 يناير المقبلين.

وأعرب عباس بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، عن أمله أن يحل السلام في أرض السلام، مؤكدا ترحيبه بهذه الدعوة الكريمة وحرصه على تلبيته.

وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.

ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما عام 383م بترجمة الأناجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى 30 عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.

ووفقا لاتفاقية (أوسلو) التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993 تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الفلسطينية العام 1995.