مقالة : محللون: تركيا وألمانيا تركزان على التعاون رغم الخلافات في اعقاب زيارة أردوغان

أنقرة أول أكتوبر 2018 / أظهرت زيارة نادرة للرئيس التركي إلى ألمانيا بعد أربع سنوات من العلاقات المتوترة أن كلا من أنقرة وبرلين يتعين عليهما الحفاظ على التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والطاقة والأمن رغم الخلافات.

وقال إينز بايراكلي مدير الدراسات الأوروبية في مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية " إن الزيارة خطوة مهمة للغاية نحو تطبيع العلاقات بين تركيا وألمانيا. فبين البلدين خلافات حادة، كما رأينا في المؤتمر الصحفي بشأن قضية " الصحفي التركي" كان دوندار، ولكن على الجانب الآخر، فإن الجانبين لديهما مصالح وقضايا تجبرهما على التعاون فيما بينهما والعمل سويا".

وأشار بيراكلي إلي إن إدارة ترامب "فظة" في العلاقات عبر الأطلنطي وإن حربا تجارية على وشك الاندلاع بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يتطلب تعاون إجباريا بين تركيا وألمانيا.

وأكد بيراكلي أن" تركيا وألمانيا أن تتعاونا بسبب الصدع الأخير في العلاقات بين جانبي الأطلنطي."

وبعد مضي أربع سنوات، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية إلى ألمانيا في الفترة من 27-29 من سبتمبر الجاري لاستعادة العلاقات المتضررة بشدة وتعزيز التعاون الاقتصادي.

وكانت العلاقات بين تركيا وحلفاؤها الغربيون بما فيها المانيا قد شهدت تذبذبا خلال السنوات القليلة الماضية، كما تضررت على نحو أكبر بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة ضد أردوغان في 2016 والتي نتج عنها انعدام الثقة بين البلدين.

وقال بيراكلي إنه يتعين على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ان تقنع شعبها أولا بتطبيع العلاقات مع تركيا لأن المشكلة الرئيسية هي الحملة المناهضة لتركيا التي تجري في ألمانيا.

واصبحت الخلافات الممتدة حول حرية الصحافة في تركيا والمواطنين الألمان المحتجزين في تركيا محل تركيز المؤتمر الصحفي المشترك بين أردوغان وميركل الجمعة الفائتة.

وقالت ميركل " إنني اعتبر الزيارة مهمة للغاية، ففي الوقت الذي تبرز فيه الخلافات فإن اللقاء الشخصي يكون مفيدا لحلها." وأضافت أن هناك " مصالح استراتيجية مشتركة في العلاقات الجيدة بين البلدين."

واشارت إلى أن هناك أيضا " خلافات عميقة حول ما يشكل " مجتمعا حرا وديمقراطيا ومنفتحا".

ودعت ميركل الحكومة التركية لتسوية قضايا الألمان المحتجزين لديها في أسرع وقت ممكن، بينما شدد أردوغان على أنه يتعين على الجميع احترام القضاء التركي.

وفي مقابلة مع الصحافة التركية في أعقاب اللقاء مع ميركل، قال أردوغان إنه أبلغ ميركل إنه يتعين على البلدين ان يركزا على المصالح المشتركة وأن ينحيا الخلافات جانبا.

وأشار الرئيس التركي إلى أنه بالنسبة لألمانيا، هناك قضايا رئيسية في العلاقات مع أنقرة " هي الحرب ضد الإرهاب، واللاجئون السوريون والاستثمارات الألمانية في تركيا".

واقترحت ميركل أيضا توسيع التعاون الاقتصادي مع تركيا، بالتزامن مع عقد اللجنة الألمانية التركية أول اجتماعاتها وزيارة وزير الاقتصاد الألماني لتركيا في أكتوبر.

وتعد ألمانيا أكبر شريك تجاري لتركيا ولدى البلدين إمكانات يعتد بها حيث يهتم رجال الأعمال الألمان بالاستثمار في تركيا، حسبما ذكر بيراكلي.

وقال سدات إيرجن المعلق السياسي بصحيفة "حريت" اليومية التركية ، إن الزيارة تأتي في الوقت الذي يهدف فيه أردوغان لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة وألمانيا.

وتابع قائلا إن السبب الرئيسي في هذا التحول في اسلوب التفكير هو " الاضطراب في الاقتصاد التركي" منذ أن ايقن الرئيس التركي أن بلاده لن تتغلب على هذا الركود اذا دخلت في حرب اقتصادية مع العالم الغربي.