تعليق: الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى اتباع مسار المشاورات الصريحة

بكين 5 مايو 2018 /حققت المحادثات بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة بداية جيدة. ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يستطيع الجانبان البقاء على المسار الصحيح والحفاظ على الصراحة وإحراز تقدم؟

لقد بعثت المحادثات التي استمرت بين المفاوضين الصينيين والأمريكيين لمدة يومين إشارات إيجابية في الأساس. فالتبادلات الصريحة ضرورية إذا كانت هناك نية لحل القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل مناسب.

ومن خلال التوصل إلى اتفاقية بشأن بعض القضايا واتخاذ قرار البقاء على اتصال وثيق بشأن قضايا أخرى لم يتم حلها، فإن أكبر اقتصادين في العالم سلطا الضوء ببساطة على اعتمادهما المتبادل الذي لا يقبل الجدل وأظهرا ضرورة، وإمكانية، التوصل إلى نتائج ترضي الطرفين.

إن تبادل وجهات النظر بدلا من الجدل يؤدي إلى نتائج أفضل، فالحديث يساعد على تجاوز القضايا وتسويتها.

لكن كونك صريحا لا يعني أن تكون أنانيا. ومن أجل تحقيق المزيد من النتائج البنّاءة في المحادثات المستقبلية، يحتاج الجانب الأمريكي لأن يكون أكثر عقلانية وبراجماتية وأن يبتعد عن طرح مطالب صعبة المنال.

ستدافع الصين عن مصالح الأمة والشعب مهما كان الثمن، ولن ترضخ الصين لأية مساومة.

وخلال المشاورات، دحضت الصين بقوة الاتهامات التي لا أساس لها ودافعت بقوة عن مصالح مجتمع الأعمال لديها.

الصين لديها شواغل حقيقية، وإذا استمرت الولايات المتحدة في غض الطرف عن هذه الشواغل وباتت حريصة على مصالحها الخاصة، فإن المحادثات اللاحقة ستواجه شكوكا هائلة. وفيما يتعلق بالكثير من هذه القضايا، فإن الخلافات بين الجانبين حيالها كبيرة.

عمل شاق ومحادثات صعبة: هكذا يفتح فصل جديد مشرق في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، وليس من خلال التهديدات أو إحلال سياسة "واحدة بواحدة" محل سياسة "الربح للجميع".

قد يمر هذان اليومان على التاريخ باعتبارهما وقتا بدأت فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة في العودة إلى وضعها الطبيعي العادل والمنفتح. ينبغي ألا يكون هناك خاسرون، فأمامنا فرصة لإسكات النشاز وعزف نغمة منسجمة.

دعونا نزدهر سويا.