دي ميستورا يحذر من خطر التصعيد في سوريا وما وراءها

الأمم المتحدة 9 إبريل 2018 /حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا يوم الإثنين من جسامة الوضع الراهن في سوريا والذي يخرج عن نطاق السيطرة.

وقال دي ميستورا لمجلس الأمن إن التطورات الأخيرة في سوريا تحمل خطر هذا السيناريو أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف "لا يمكن للمجلس أن يسمح بتطور وضع لا يمكن السيطرة عليه في سوريا على أي جبهة".

وقال دي ميستورا في إفادته إن الأحداث في الأيام الماضية في سوريا وقعت في وقت يتزايد فيه التوتر الدولي، مما جذب لاعبين محليين وإقليميين ودوليين إلى موقف خطير لمواجهة محتملة أو فعلية. وتابع "هناك حاجة ملحة لأن يجد هذا المجلس طريقة لمعالجة الوضع من خلال الاتحاد في الموقف والهدف".

وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بشأن الوضع في سوريا ولاسيما بعد تقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في نهاية الأسبوع في منطقة دوما التي يسيطر عليها المتمردون في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.

بيد أن دي ميستورا قال إن خطر التصعيد يأتي من أماكن أبعد من الغوطة الشرقية.

ووقع هجوم صاروخي على مطار التيفور العسكري في محافظة حمص السورية يوم الإثنين. ونفت الولايات المتحدة وفرنسا تورطهما فيما زعمت سوريا وروسيا وإيران أن إسرائيل قد تكون شنت الهجوم، وفقا لما ذكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا.

وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي نفذ عمليات جديدة داخل سوريا -- في ريف دمشق ومناطق بعيدة على الحدود العراقية.

وفي عفرين، حيث تواصل تركيا حملة عسكرية ضد الأكراد، حذر دي ميستورا من تمدد النزاع إلى مناطق أخرى.

وقال "إن ما نشهده هو تصعيد قبل تصعيد أكبر".

وقال إن أولويتنا الأولى يحب أن تكون حماية المدنيين من الحرب والصراع والأسلحة الكيماوية والجوع، داعيا إلى السماح بالوصول الإنساني في أنحاء سوريا لجميع المحتاجين.

وأضاف في حديثه إلى مجلس الأمن أن المزاعم المتواصلة بشأن استخدام المواد الكيماوية مبعث قلق خطير للغاية ويجب أن يتم التحقيق فيها بشكل مستقل وفوري، قائلا "إنني أحث مجلس الأمن... على ضمان إيجاد آلية للتحقيق في هذه المزاعم وتحقيق المساؤلة".

وقال إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية أمر بغيض ويتطلب تحقيقا شاملا.

وقال إنه في الوقت الذي حملت فيه دول عدة الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم الكيماوي في دوما، وصفت دول أخرى بما فيها الحكومة السورية نفسها المزاعم بأنها ملفقة، "وهذا سبب آخر يدعو إلى إجراء تحقيق شامل".

ودعا مسؤول أممي آخر إلى إقامة آلية تحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقال نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح توماس ماركرام لمجلس الأمن الدولي"استخدام الأسلحة الكيماوية غير مبرر. ولابد من محاسية المسؤولين عن ذلك".

وقتل 49 شخصا على الأقل وأصيب مئات آخرون في هجوم كيماوي وقع في مدينة دوما بالقرب من دمشق يوم السبت، وفقا لما ذكر ماركرام، مشيرا إلى أن أكثر من 500 شخص أظهروا أعراضا تتسق مع هجوم كيماوي.

ودعا ماركرام، الذي أطلع مجلس الأمن الأسبوع الماضي بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، مجددا إلى وحدة المجلس لإنشاء آلية مخصصة للمساءلة عن استخدام الأسلحة الكيماوية في الدولة.

وقال إن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تجمع من خلال بعثتها لتقصى الحقائق المعلومات بشأن الهجوم الأخير من كافة المصادر المتاحة. ومن المقرر أن ترفع بعثة تقصى الحقائق تقريرا بالنتائج فور الانتهاء من التحقيق.