تقرير إخباري: مطالب عربية بفتح تحقيق عاجل في "جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين

القاهرة 3 أبريل 2018 / أعلن مجلس جامعة الدول العربية، يوم الثلاثاء مطالبته بفتح تحقيق عاجل في "جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في الثلاثين من مارس الماضي.

وأكد بيان صدر اليوم في ختام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته "غير العادية" على مستوى المندوبين الدائمين، على دعم الطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، ومطالبتها بفتح تحقيق عاجل في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين العزل يوم الجمعة الماضي.

وجرت المواجهات مع بدء مسيرات غير مسبوقة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل تحت اسم (مسيرة العودة الكبرى) بمشاركة آلاف الفلسطينيين وذلك بدعوة من لجنة تنسيقية تضم الفصائل الفلسطينية ومنظمات حقوقية وأهلية.

وقتل خلال هذه المسيرة 16 فلسطينيا ثلاثة منهم قضوا في قصف مدفعي إسرائيلي والبقية خلال مواجهات مع قوات إسرائيلية على طول السياج الفاصل مع القطاع.

فيما كشفت مصادر فلسطينية عن اصابة نحو 1500 مصاب منهم 46 حالة ما تزال حالتهم خطيرة.

وأوضحت المصادر أن من بين الإصابات 815 إصابة بالرصاص الحي والمتفجر، منها 154 في منطقة الرقبة والرأس، و52 في الصدر والظهر، و38 في البطن ومنطقة الحوض.

وأضافت أن من بين الإصابات 200 طفل و57 سيدة، فيما رصد الأطباء أن غالبية الإصابات بالذخيرة الحية المتفجرة التي ألحقت أضرارا جسيمة بالأوعية والشرايين.

وطالب مجلس الجامعة العربية كلا من مجلس الأمن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والأمين العام للأمم المتحدة ، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأحداث ، وتمكين هذه اللجنة من فتح تحقيق ميداني "ذي مصداقية" ومحدد بإطار زمني.

كما طالب بضمان إنفاذ آلية واضحة لمساءلة ومحاكمة المسئولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة، وعدم إفلاتهم من العقاب العادل، وإنصاف وتعويض الضحايا المدنيين العزل.

واستنكر مجلس الجامعة العربية فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار بيان لإدانة الجرائم الإسرائيلية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية، ومطالبته بالتحقيق في الاعتداءات على المتظاهرين السلميين في ذكرى "يوم الأرض".

وشدد على أهمية قيام مجلس الأمن بتولي مسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وإنفاذ قراراته ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين لاسيما القرار 904 لعام 1994، والقرار 605 لعام 1987 القاضية بتطبيق "اتفاقية جنيف الرابعة" على الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.

وفشل مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مشاورات مغلقة عقدت بطلب من الكويت بشأن الأحداث في قطاع غزة في التوافق على بيان يدين قمع إسرائيل للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض، فيما اتهمت مصادر فلسطينية الولايات المتحدة بعرقلة القرار.

وأهاب مجلس الجامعة العربية بمجلس حقوق الإنسان، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، باستخدام آليات وإجراءات المجلس بما فيها المقررين الخاصين بقضايا "الإعدام الميداني التعسفي"، والحق في التجمع السلمي، والحق في حرية الرأي والتعبير للتحقيق في أحداث يوم الثلاثين من مارس، ومحاسبة المسئولين عنها.

ودعا المجلس الأطراف السامية المتعاقدة في "اتفاقية جنيف الرابعة" لتحمل مسؤولياتها، وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية من خلال وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأكد المجلس على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال، وفقا لأحكام القانون الدولي بما في ذلك المقاومة الشعبية السلمية، وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها.

وأدان الجرائم الإسرائيلية الواضحة والممنهجة، والواسعة النطاق ضد أبناء الشعب الفلسطيني "المدنيين العزل"، والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وآخرها، الإعتداء على المتظاهرين الفلسطينيين السلميين الذين خرجوا في "مسيرة العودة السلمية" في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة على خطوط قطاع غزة المحاصر.

وحمل المجلس الحكومة الإسرائيلية المسئولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة مع التأكيد على ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية الناجزة دون إبطاء.

وكانت إسرائيل قد رفضت يوم (الأحد) الماضي، الدعوات الدولية لإجراء تحقيق مستقل في المواجهات التي دارت قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته لم تطلق الرصاص على أي شخص يقترب من السياج الفاصل بل تستهدف كل من يمس سيادتها ويخترق الحدود.

فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أمس (الاثنين)، أن الجيش الإسرائيلي أبقى على أوامر اطلاق النار على المتظاهرين قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة. /نهاية الخبر/