مقالة : الصين تقدم الحكمة في الحوكمة العالمية

بكين 3 اكتوبر 2017 / مع التنمية التي حققتها وتزايد اقترابها من أن تصبح مركز المسرح العالمي، فإن الصين تقوم بضخ طاقة إيجابية في المجتمع الدولي، في سعيها المتواصل لتحقيق حوكمة عالمية أفضل خلال السنوات الاخيرة.

وخلال الجمعية العامة ال86 للإنتربول التى عُقدت في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي، اقترحت الصين مفهوم الامن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، لمواجهة التحديات الأمنية على نحو مشترك.

وخلال قمة مجموعة بريكس التى عقدت فى أوائل شهر سبتمبر بمدينة شيامن الصينية، قدمت الصين نهج " بريكس بلَس" عن طريق دعوة قادة مصر والمكسيك وتايلاند وطاجيكستان وغينيا، للمشاركة في حوار. وقد بدأت البريكس عقدها الذهبي الثاني مع قمة شيامن التي جعلت المجموعة أكثر إشراقا من أي وقت مضى.

وكثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مساهم في النمو الاقتصادي العالمي، فإن المفاهيم الابتكارية للصين حول تعزيز الحوكمة العالمية ودعم السلام العالمي والرخاء المشترك، حازت اعترافا ودعما واسعين من دول أخرى.

ومن خلال الاصلاحات الهيكلية التى تُجريها، تقوم الصين بتنفيذ مفهوم جديد للتنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والمنفتحة والمشتركة، سعياً نحو نمط نمو يقوم على المساواة ويمثل الابتكار محركاً له.

وفى الوقت نفسه فان الصين تتحمل مسؤوليتها الدولية لتعزيز التنمية المشتركة مع الدول الأخرى فى عالم مترابط.

تجدر الاشارة إلى أن مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية بأسرها، ومبدأ المشاورات المكثفة والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة - وكلها مقترحات صينية- تم إدراجها في قرارات للأمم المتحدة، ما يُظهر التوافق الدولي الواسع حول هذه المفاهيم.

ومبادئ المساواة والاحترام المتبادل والتعاون متبادل النفع، كلها أمور تتجلّى في الخطط الصينية التى تحافظ على تيار للعولمة لا يمكن الرجوع عنه.

وفى أعقاب الاستعمار والامبريالية والهيمنة فان العالم يستقبل عصر "المنفعة المشتركة" كما أطلقته الصين، وهى الدولة التى تتمسك بشدة بطريق تنميتها السلمي، وفقا لما ذكره هو أن غانغ مدير مركز الدراسات الصينية في جامعة تشينغهوا في بكين.

وقال الباحث "إن مفهوم المنفعة المشتركة يبرز أهمية اقتصاد عالمي منفتح من أجل التنمية المشتركة لكل البلدان، كما يبرز أهمية الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والارهاب والتبادلات بين الثقافات المختلفة".

وقال ليو ويى رئيس جامعة رنمين الصينية خلال منتدى حول الحوكمة العالمية عُقد يوم السبت الماضى في بكين، إن الصين تتحمل بفعالية مسؤوليتها الدولية، وتشارك فى الحوكمة العالمية عن طريق تقديم مفاهيم وأفكار جديدة، وتقديم خطط لاعادة تشكيل نظام الحوكمة العالمية.

وأضاف ليو، على سبيل المثال، إن روح طريق الحرير القائمة على السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المشترك والمنفعة المشتركة قد ضخت قوة دفع جديدة فى الحوكمة العالمية.

وقال رئيس الوزراء المصرى الأسبق عصام شرف، خلال المنتدى، إن العالم يحتاج الى نمط جديد من العولمة التي تدعو إلى تعزيز الحوكمة العالمية وتعزيز التنمية المشتركة.

وأضاف شرف أن مبادرة الحزام والطريق، والتى تقوم على التعددية والانفتاح، هى مشروع عالمى واستجابة لمطالب عالمية.