تقرير إخباري: رئيس الوزراء الأسباني يقول إنه لم يتم إجراء استفتاء في كتالونيا

مدريد أول أكتوبر 2017 / ألقى رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي يوم الأحد خطابا متلفزا دافع فيه عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة عقب وقوع اشتباكات عنيفة خلفت مئات المصابين في استفتاء محظور.

وقال رئيس الوزراء "لم يتم اليوم إجراء استفتاء على تقرير المصير" وإن "دولتنا تحافظ على قوتها وتتفاعل وتتصرف بكل مواردها ضد أي نوع من الاستفزاز".

كما دافع راخوى عن قرار إرسال قوة من الشرطة لوقف التصويت، الذي اعتبرته المحكمة الدستورية الأسبانية في وقت سابق استفتاء غير قانوني.

وذكر "تعهدى الأول هو الالتزام بالقانون والتأكد من الامتثال له"، مضيفا أن قوات الأمن تصرفت بـ"حزم وهدوء" لوقف استفتاء كتالونيا.

وقال إن الاستفتاء أدى إلى "مواقف يجب أن تكون بغيضة لكل من يؤمن بالديمقراطية" وألقى باللائمة في أعمال العنف التي وقعت على قادة كتالونيا.

"أود أن أوضح أن الأناس المسؤولين هم فقط من يعملون على توقير القانون"، هكذا قال راخوي مصرا على أن حكومته "فعلت ما كان علينا فعله".

وأضاف "نحن الحكومة الأسبانية وأنا رئيس وزراء أسبانيا. وقد عملنا وفقا للقانون، فقط وفقا للقانون، وأثبتنا أن دولتنا الديمقراطية لديها الموارد التي تمكنها من الرد على هذا الهجوم الذي تتعرض له وحدتنا".

وأظهرت أشرطة فيديو تم بثها على الإنترنت يوم الأحد ضباط شرطة مسلحين بالهراوات وهم يشتبكون مع الناخبين في مراكز الاقتراع في كتالونيا.

وأفادت سلطات الصحة في كتالونيا بأن أكثر من 800 فرد تلقوا العلاج في مستشفيات بعدما تعرضوا لإصابات على يد الشرطة خلال استفتاء الأحد المتنازع عليه. ويرقد شخصان في حالة خطيرة.

ومن ناحية أخرى، ذكرت وزارة الداخلية الأسبانية أن 33 شرطيا احتاجوا للخضوع لعلاج نتيجة الاشتباكات.

وأفادت تقارير محلية بأنه قد وجهت الدعوة لأكثر من 5.3 مليون شخص للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.

وذكر المتحدث باسم حكومة كتالونيا جوردي تورول في مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر من يوم الأحد أن حوالي 2.26 مليون شخص شاركوا في هذا الاستفتاء المحظور، حيث صوت 2.02 مليون منهم لصالح الاستقلال..

وقال الزعيم الكتالوني كارليس بويغديمونت، في كلمة له بعد فترة وجيزة من خطاب راخوي على شاشة التلفاز، إن مواطني كتالونيا "حصلوا على حق إقامة دولة مستقلة في صورة جمهورية".

وتمثل المنطقة، التي يصل عدد سكانها إلى 7.5 مليون نسمة، حوالي خمس الناتج الاقتصادي لأسبانيا. ويتحدث سكانها في الغالب اللغة الكتالونية، وهي لغة يعتقد البعض أنها لهجة من لهجات اللغة الأسبانية ولكن آخرين يقولون إنها مختلفة عنها اختلافا تاما.

وقد حاولت المنطقة، المستاءة من "الدعم غير المتناسب" الذي تحصل عليه من الحكومة الأسبانية بالنظر إلى مساهمتها في الاقتصاد الوطني، حاولت إجراء استفتاء على الاستقلال في نوفمبر 2014، ولم تعلق هذه الخطوة سوى عقب إيماءات صارمة من الحكومة والمحكمة الدستورية.

وقال بويغديمونت "حكومتي، سترسل في الأيام القليلة المقبلة نتائج تصويت اليوم إلى البرلمان الكتالوني حيث تكمن سيادة شعبنا، حتى يتسنى له العمل وفقا لقانون الاستفتاء".

كما دعا زعيم المنطقة الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن النظر في "الاتجاه الآخر" حيث رفض معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف بشأن الاستفتاء وقالوا فقط إنه شأن داخلي لأسبانيا ويتعين على الأحزاب السياسية حل خلافاتها عبر الحوار.